[سهيل2012]

(( علوووووم رجــــــــال ))

كنا في مدينة تربة نقتنص أنصاف وارباع الفرص للخروج إلى القرى والهجر (والحرّة ) خاصة مع تساقط الأمطار والوسم والربيع والحيا .. نخرج من زحمة المدينة ونرتمي في أحضان الحرّة والتي لا تبعد عن المدينة سوى 60كم أو أكثر ..
وذات مرة يوم أربعـــــاء غائم خرجنا بعد أن امتطينا صهوة الجيب الربع مع أحد الزملاء والوجه إلى أحد الجماعة من ( عصمة العلاوة ) بتربة .. والمكان الحرّة ..

ومن خلال خطوط ملتويه .. ودروب وعرة .. ونتوات جبلية .. وحرار سود .. كان طريق رحلتنا .. إلى أن وصلنا إلى الموقع المقصود قُبيل المغرب وإذ بمعزبنا معلق الذبيحة ( الحائل ) في سلم الوايت ويصلخ ويعالج ويرحب ويهلي بضيوفه ..

وبعد وصولنا وأخذ قسط من الراحة تشاوروا ربعنا وقالوا الليلة ما نبي الرز مع اللحم .. نبي العبيلة ( الحليب على المرقة ) ..وطلبوا من أن نجلب الحليب من الأغنام والتي وصلت للتو من المراعي .. يا الله تمشي من النعمة وديوسها تساحب تكاد أن تلامس الارض من العشب وخير الله وفضله ..

المهم أخذنا الطــاسة والتي ربما تتسع لسبعة لتر من الحليب .. والرجال الواكي يا دوب يقلـّها !

طبحنا المراح قريب المغرب .. قبل ما يهدون الطفال على أمهاتها .. وقال خويي أنا أبا أحلب وأنت دن الغنم علي .

قلت طيب وقمت أدني له وهو يتعنقل الشياه ويحلب ويُنشد بيت المسعودي (رحمه الله) :


لولا رعاة الضأن منها يملون المحاليب * ما سرحوها صبح ترعى طويلات النوامي


وما هي إلا دقائق معدودة إلا ونحن متكأكئون حول المائدة .. لحم وشحم وعبيل وسواليف وقصائد وعلموم رجال شرواكم ..لا مشاغل دنيا ولا ملايين تشغلنا ,, ولا اتصالات وجوالات وينكم
وين وصلتوا ؟ أنت مع مين ؟ ومتى حترجع ؟ ولا تنس الطماط والبقدونس !!
لا والف لا ... هناك وبون جوالات .. دج في أرض الله الواسعة !
وأعتقد إن ما نكب الناس وضيق صدورهم إلا ها الجوالات .. والله إني اعرف لكم ناس ما يرن الجوال .. إلا وهو واقف كالمقروص ! يا خوف من المره يا خوف من خبر لا يسره !

وبعد أن ارتحنا تشاوروا ربعنا .. وقالوا : مشينا نبي أطراف الحرّة الغربية .. حيا وخير ونبي الصيد

بالكلاب ( السلق ) أكرمكم الله ! قربوا جيبهم الصالون وركبوا الرجاجيل .. اثنين مع السوّاق قدام وأربعة في المرتبة الورانية .. والكلاب أكرمكم الله ورى في الشنطة ..

وصل أخوكم سهيل متأخرا كعادته ! وأثرهم نووا المقلب في سهيل .. ويوم وصلت قالوا :
وش أخرك يا سهيل ؟ ما معك ألا تركب مع السلق ورى في مؤخرة الصالون .. أو تجلس مع السوداني عند الغنم !!
الله من النشبه !

اختياران .. أحلاهما مر .. والآخر علقم ! فماذا يصنع سهيل ؟

حط نفسك مكاني .. هل تفوت هذه الفرصة الذهبية والتي قد لا تتكرر للصيد ليلا ليلة 16 من الشهر تجلس مع الراعي في الخيمه ..أم تركب مع كلاب ابن فنيس في شنطة الجيب وتبتل مع خوياك ؟؟

أعطوني رأيكم بصدق وبصراحة ..

علما بأنني سأكمل السالفة مهما كانت أراؤكم !!

وللحديث بقية .