[صقر قريش]

الجزيرة:الأثنين 22 جمادىالآخرة 1430هـ العدد:13409
مشروع تطوير الرياضيات والعلوم بين الواقع والمأمول
سلمان بن منوخ بن دعيجاء
سعدت بلقاء مساعد الأمين العام لمشروع تطوير الرياضيات والعلوم الطبيعية في وزارة التربية والتعليم الأستاذ شاكر الشريف بتاريخ 2-6- 1430هـ بإدارة التربية والتعليم بالجوف بحضور مجموعة من رجالات التربية والتعليم بالمنطقة وقد أعطى شرحاً وتصوراً عاماً عن المشروع وأجاب عن بعض التساؤلات في نهاية اللقاء . إن هذا المشروع عمل مؤسسي ضخم جداً وقد تبناه خادم الحرمين الشريفين حفظه الله وكلف مليارات الريالات وهذا ليس بمستغرب من مقام خادم الحرمين الذي لم يتوانَ بتقديم كل الخدمات لدينه ووطنه وشعبه عامة وأبنائه الطلاب خاصة، هذا المشروع الذي تتمحور أهدافه الأساسية حول مواكبة التطور في مجال الرياضيات والعلوم ورفع مستوى تحصيل الطلاب العلمي ليتسنى لهم المنافسة عالمياً وكذلك الرغبة في اتاحة الفرصة للقطاع الخاص للإسهام في صياغة المواد التعليمية . إننا نتطلع إلى هذا المشروع الذي يهدف في المقام الأول أبناءنا الطلبة نتطلع إليه ونحن يحدونا الأمل بنجاحه وإنجاحه خصوصاً أنه بدأ من حيث التطبيق بالتدريج في بعض المناطق وبمدارس عشوائية تقارب الخمسين مدرسة بين بنين وبنات ويطبق المشروع على ثلاث مراحل وتبدأ المرحلة الأولى بالصفوف الأول والرابع الابتدائي والأول المتوسط والأول الثانوي ووزارة التربية والتعليم أخذت على عاتقها الجزء الأكبر من هذا المشروع واستعدت وأعدت وسخرت جميع إمكاناتها لإنجاحه لها منا وافر الشكر والتقدير . ونحن رجال التربية وأفراد هذه المنظومة التربوية لنا تطلعات ورؤى توازي ما يتطلع إليه كل من هو حريص على أجيالنا ليكونوا فاعلين ومؤثرين في كل الميادين . إن هذا المشروع ما زال يكتنفه الغموض على الرغم من الشروع بتنفيذه وتكثيف اللجان التثقيفية والتعريفية فلا يبدو واضحاً من حيث المقررات الدراسية وعدد الحصص وآلية تجهيز الفصول فيما هو متعلق بالبرمجيات . إن الطالب هو المستهدف والمحور الرئيس في هذا المشروع والمعلم الذي على عاتقه التنفيذ لا يعلمون شيئاً عن هذا المشروع وتطبيقه الفعلي العام القادم إننا بأمس الحاجة إلى إقامة العديد من المشاريع التي تنتشل تعليمنا من واقعه المرير وما آل إليه خلال السنوات العشر الأخيرة مشاريع تبحث في أسباب هذا التدني المخيف في المستويات والذي أدى بنا عالمياً إلى تذيل قائمة الدول للسنة الثانية على التوالي على الرغم مما تقدمه الدولة من إمكانات وطاقات لا مثيل له في دول المنطقة، حيث ينال التعليم القسم الأكبر من ميزانية الدولة نحن بحاجة إلى مشاريع تشمل كل العلوم دون استثناء لست متشائماً لهذا المشروع بقدر ما أخشى عليه من السقوط كما سقط مشروع التقويم المستمر الذي كان بداية النهاية للمرحلة التأسيسية في التعليم العام والذي ما زال يعمل به على الرغم من الكثير من النداءات لإلغائه ليس نقصاً فيه ولكن في آلية التطبيق من لدن كوادر غير مدربة وغير مؤهلة من المؤسسات التربوية لتطبيقه . إنه ومن خلال حرصي على أخذ أكبر قدر معلوماتي ومن خلال علاقاتي واتصالاتي بمن طبق هذا المشروع بمحافظة جدة وجدت أن لهم الكثير من الملاحظات من أهمها أن هناك كتابين للطالب فيما يخص الرياضيات أحدهما للموضوعات والآخر للأنشطة والتمارين المواضيع كثيرة من حيث المحتوى ويصاحبها صعوبة كما أن هناك زيادة في عدد الحصص ومخرجاته شملت مواد تعليمية وبرمجية لا يتقنها كل المعلمين . من المعلوم أن المشروع يطبق على ثلاث مراحل أساسية كما أسلفت فهل يكون لكل مرحلة من مراحل التطبيق آلية تقويم وفرق عمل قريبة من الميدان لإعداد تقارير شاملة عن الإيجابيات والسلبيات وتصور عام عن مدى استمراريته للمراحل اللاحقة خصوصاً أنها المرحلة الأولى والمحك الرئيس . إن ما يطبق في دول أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وغيرها من الدول المتقدمة ليس بالضرورة أن يكون صالحاً للتطبيق في بلادنا ولا ضير أن نأخذ منها ما يناسبنا وأن نبدأ من حيث انتهوا لا من حيث بدأوا وألا نرتجل قرارات دون الوقوف على الميدان واستشارة من هم في مسرح الهدف .