الموضوع
:
من الأمثال العربية القديمة
عرض مشاركة واحدة
04-24-2008
رقم المشاركة : (
8
)
ابن محمود
ذهبي نشيط
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
7
تـاريخ التسجيـل :
31-07-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات :
2,255
آخــر تواجــــــــد :
()
عدد الـــنقــــــاط :
1387
قوة التـرشيــــح :
رد : من الأمثال العربية القديمة
الحَدِيثُ ذُو شُجُون.
أي ذو طُرُقٍ، الواحدُ شَجْنٌ بسكون الجيم، والشواجن: أودية كثيرة
الشجر، الواحدةُ شَاجِنة، وأصلُ هذه الكلمة الاتصالُ والالتفاف، ومنه الشجنة،
والِشَّجْنَةُ: الشجرة الملتفة الأغصان.
يضرب هذا المثل في الحديث يُتَذَكر به غيره.
وقد نظم الشيخ أبو بكر علي بن الحسين القهستاني هذا المثَلَ ومثلاً
آخر في بيت واحد، وأحسن ما شاء، وهو:
تَذَكَّرَ نَجْداً والحديثُ شُجونُ * فَجُنَّ اشْتِيَاقاً
والجُنُوُنُ فُنُونُ
وأول من قال هذا المثل ضَبَّة بن أدّ ابن طابخة بن إلياس بن مُضَر،
وكان له ابنان يقال لأحدهما سَعْد وللآخر سعيد، فنقرت إبل لضبة تحت الليل، فَوَجَّه
ابنيه في طَلَبها، فتفرقا فوجَدَها سَعْد، فردَّها، ومضى سعيد في طلبها فلقيه
الحارث بن كعب، [ص 198] وكان على الغلام بُرْدَانِ فسأله الحارث إياهما، فأبى
عليه، فقتله وأخذ بُرْدَيْه، فكان ضبة إذا أمسى فرأى تحت الليل سَوَادا قال:
أسَعْد أم سعيد؟ فذهب قوله مثلا يضرب في النجاح والخيبة، فمكث ضبة بذلك ما شاء
الله أن يمكث، ثم إنه حجَّ فوافى عُكَاظ فلقي بها الحارث بن كعب ورأى عليه بُرْدَىْ
ابنه سعيد، فعرفهما، فقال له: هل أنت مُخْبِرِي ما هذان البردان اللذان عليك؟
قال: بلى لقيتُ غلاما وهما عليه فسألتهُ إياهما فأبى علي فقتلته وأخذتُ بُرْدَيه
هذين، فقال ضبة: بسيفك هذا؟ قال: نعم، فقال: فأعْطِنِيه أنظر إليه فإني
أظنه صارما، فأعطاه الحارث سيفه، فلما أخَذَه من يده هَزَّهُ، وقال: الحديثُ ذو
شجون، ثم ضربه بِهِ حتى قتله، فقيل له: يا ضبة أفي الشهر الحرام؟ فقال:
سَبَقَ السيف العذل، فهو أول مَنْ سار عنه هذه الأمثال الثلاثة. قال الفرزدق
لاتأمنَنَّ الحربَ إنَّ اسْتِعَارَها * كَضَبَّةَ إذ قال:
الْحَدِيثُ شُجُونُ.
الحَرْبُ سِجَالُ.
المُسَاجلة: أن تَصْنَع مثلَ صنيع صاحبك من جرى أو سقى، وأصله من
السَّجْل وهو الدَّلْو فيها ماء قل أو كثر، ولا يقال لها وهي فارغة سَجْل، قال
الفضل بن العباس بن عُتْبة ابن أبي لَهَب:
منْ يُسَاجِلْنِي يُسَاجِلْ ماجدا * يَمْلأَ الدَّلْوَ إلى عَقْدِ
الكَرَبْ
وقال أبو سفيان يوم أحد بعد ما وقعت الهزيمة على المسلمين: اعْلُ
هُبَلُ اعْلُ هُبَلُ، فقال عمر: يا رسول اللّه ألا أجيبه؟ قال: بلى يا عمر،
قال عمر: اللّه أعْلى وأجَلّ، فقال أبو سفيان: يا ابن الخطاب إنه يومُ الصَّمْت
يوما بيوم بدر، وإن الأيام دُوَل، وإن الحرب سِجَال، فقال عمر: ولا سَوَاء،
قَتْلاَنا في الجنة وقَتْلاَكم في النار، فقال أبو سفيان: إنكم لتزعمون ذلك، لقد
خِبْنَا إذَنْ وخَسِرْنا.
أَحْمَقُ مِنْ هَبَنَّقَةَ.
هو ذو الوَدَعَات، واسمه يزيد بن ثَرْوَان أحدُ بني قيس بن ثعلبة،
وبلغ من حُمْقه أنه ضلَّ له بَعير، فجعل ينادي: مَنْ وجَد بعيري فهو له، فقيل
له: فلم تَنْشُده؟ قال: فأين حلاوة الوجْدَان!؟
ومن حُمْقه أنه اختصمت الطّفاَوَة وبنو رَاسِب إلى عرباض في رجل
ادَّعَاه هؤلاء وهؤلاء، فقالت الطفاوة: هذا من عرافتنا، وقالت بنو راسب: بل هو
من عرافتنا، ثم قالوا: رضِينَا بأولِ من يطلع علينا، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم
هَبَنَّقة، فلما رأوه قالوا: إنَّا لِلَّه! مَنْ طلع علينا؟ فلما دنا قَصُّوا
عليه قصتهم، فقال هبنقة: الحُكْمُ عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البَصْرة
فيُلْقَى فيه، فإن كان راسبيا رسَب فيه، وإن كان طفاويا طَفَا، فقال الرجل: لا
أريد أن أكون من أحد هذين الحيين، ولا حاجة لي بالديوان.
ومن حُمْقه أنه جعل في عُنُقه قِلادة من وَدَع وعِظامٍ وخَزَف، وهو
ذو لحية طويلة، فسُئِل عن ذلك، فقال: لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل، فبات ذات ليلة
وأخَذَ أخوه قلادتَه فتقلَّدها، فلما أصبح ورأى القلادة في [ص 218] عنق أخيه
قال: يا أخي أنت أنا فمن أنا؟.
ومن حُمْقه أنه كان يرعى غنم أهله فيرعى السِّمَان في العشب
ويُنَحِّى المهازيلَ، فقيل له: ويحك! ما تَصْنَع؟ قال: لا أفسد ما أصلحه
اللّه، ولا أصلح ما أفسده، قال الشاعر فيه:
عِشْ بَجدٍّ ولَنْ يَضُرَّكَ نوْكٌ * إنما عَيْشُ مَنْ تَرَى
بِجُدودِ
عِشْ بِجَدٍّ وكُنْ هَبَنَّقَةَ الْقَيْـ * ـِسيَّ (القيسي)
نوكاً أوْ شَيْبَةَ بن الوليد
رُبَّ ذِي إربة مُقِل مِنَ الما * لِ وَذِي عنجهية مَجْدودِ
العنجهية: الجهل، وشيبة بن الوليد: رجل من رجالات العرب.
أَحْلَمُ مِنَ الأَحْنَفِ.
هو الأحْنَفُ بن قَيْس، وكنيته: أبو بَحْر، واسمه صَخْر، من بني
تميم، وكان في رجله حَنَفٌ، وهو الميلُ إلى إنْسِيِّها، وكانت أمه تُرَقصه وهو صغير
وتقول:
واللّه لولا ضَعْفُهُ مِنْ هزله * وحَنَفٌ أو دِقَّةٌ في رِجْلِهِ
ما كان في صِبْيانكم مِنْ مِثْلِهِ* وكان حليما موصوفا بذلك، حكيما
معترفا له به، قالوا: فمن حلمه أنه أشرف عليه رجل وهو يعالج قدراً له يطبخها،
فقال الرجل: [ص 220]
وقدر كَكَفِّ القِرْد لا مُسْتَعيرها * يُعَار، ولا مَنْ يأتِهَا
يَتَدَسَّمُ
فقيل ذلك للأحنف، فقال: يرحمه اللّه لو شاء لقال أحسن من هذا.
وقال: ما أحب أن لي بنصيبي من الذل حُمْرَ النَّعم، فقيل له: أنت أعز العرب،
فقال: إن الناس يَرَوْنَ الحلم ذلا. وكان يقول: رُبَّ غَيْظ قد تَجَرَّعته
مخافة ما هو أشد منه. وكان يقول: كثرة المزاح تَذْهَبُ بالهيبة، ومَنْ أكثر
مِنْ شيء عُرف به. والسؤدد كرم الأخلاق وحسن الفعل. وقال: ثلاث ما أقولهن إلا
ليعتبر مُعْتبر: لا أَخْلُفُ جليسي بغير ما أحضر به، ولا أُدْخِلُ نفسي فيما لا
مَدْخَلَ لي فيه، ولا آتي السلطان أو يرسلَ إليَّ. وقال له رجل: يا أبا بحر،
دُلَّني على مَحْمَدة بغير مَرْزئة، قال: الْخُلُق السَّجِيح، والكف عن القبيح،
واعلم أن أَدْوَأ الداء اللسان الْبذِي والخلُقُ الرَّدِي. وأبلغ رجل مُصْعَبا عن
رجل شيئاً، فأتاه الرجل يعتذر، فقال مصعب: الذي بلَّغنيه ثِقة، فقال الأحنف:
كلا أيها الأمير، فإن الثقة لا يبلغ.
وسئل: هل رأيتَ أحْلَمَ منك؟ قال: نعم، وتعلمت منه الحلم،
قيل: ومَنْ هو؟ قال: قَيْس ابن عاصم المنْقَرِيُّ، حَضَرْتُه يوماً وهو
مُحْتَبٍ، يحدثنا إذ جاءوا بابنٍ له قتيل، وابن عم له كَتِيف، فقالوا: إن هذا
قتلَ ابنَكَ هذا، فلم يقطع حديثه، ولا نَقَضَ حَبْوَتَه، حتى إذا فرغ من الحديث
التفت إليهم فقال: أين ابني فلان؟ فجاءه، فقال: يا بني قُمْ إلى ابن عمك
فأطْلِقْه، وإلى أخيك فادْفِنْهُ، وإلى أم القتيل فأعْطِهَا مائةَ ناقةٍ فإنها
غريبة لعلها تسلو عنه، ثم اتَّكأ على شقه الأيسر وأنشأ يقول:
إني امْرُؤٌ لا يَعْتَرِي خلقي * دَنَس يُفَنِّده ولا أَفْنُ
من مَنْقَرٍ من بيتِ مَكْرُمة * والغُصْنُ يَنْبُتُ حَوْلَه
الغُصْنُ
خُطَباء حين يقومُ قائلُهم * بيضُ الوجوهِ مَصَاقع لُسْنُ
لا يَفْطِنُونَ لعَيبِ جارهمُ * وَهُوُ لحسن جِواره فُطْن
آخر مواضيعي
الأوسمة والجوائز لـ »
ابن محمود
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
ابن محمود
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
ابن محمود
المواضيع
لا توجد مواضيع
إحصائية مشاركات »
ابن محمود
عدد المواضيـع :
عدد الـــــــردود :
المجمــــــــــوع :
2,255
ابن محمود
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها ابن محمود