عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-21-2008
 
الحارث بن همام
كاتب مبدع

  الحارث بن همام غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2704
تـاريخ التسجيـل : 19-07-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,039
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 892
قوة التـرشيــــح : الحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادة
افتراضي قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية

قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثانية

بسم الله الرحمن الرحمن





تمهيد :

سبق أن قلت إن هذه الحلقات تتعلق بموقع القبيلة فقط , سواء في اليمن أو في جنوب الطائف .
وقد تقدم في الحلقة الأولى ذكر الموقع بصفة عامة في اليمن ( في محيط محافظة مأرب شرق صنعاء 150 كلم تقريباً )
وقلت إني سأعرض ثلاثة نصوص بحاجة إلى قراءة وإستنطاق , لمعرفة ما تحمله من فوائد تتعلق بموقع القبيلة في اليمن .
وذكرت النص الأول ( قدوم وفد ثمالة والحدان معاً إلى الرسول , وكتابة الرسول لهما كتاباً واحداً )
وفي هذه الحلقة سأذكر النصين الآخرين، والنظر فيما يمكن إستفادته منهما مما يتعلق بموقع القبيلة في اليمن , وهما :

النص الثاني :
قرأت في ( ارشيف ملتقى أهل الحديث )عند الحديث عن السلطان غالب بن عوض القعيطي ,
سلطان الدولة القعيطيه في المكلى والشحر من أرض حضرموت , جاء في النص : " وكان السلطان غالب إذا جاء الشحر
دائماً يتفقد الأماكن ، ويجيء إلى ثمالة , ويقعد فيها ثمانية أيام .."
والشحر مدينة شرق المكلى 60 كلم , وإليها ينسب اللبان الشحري, يقول الشاعر :

إذهب إلى الشحر ودع عمانا
إن لم تجد تمراً تجد لبانا


وقد ترددت كثيراً في فهم هذا النص فما هي ثمالة هذه الموجودة في شحر حضرموت ؟ هل هي إسم لموضع ؟
هل النسبة إليها ثمالي ؟ هل هي أرض لقبيلة بهذا الإسم ؟ أسئلة كثيرة لم أجد لها جوابا لزمن طويل ,
لكني كنت دائما ً أشك بوجود خطأ طباعي , وقوي هذا الشك عندي بعد البحث في أسماء قرى و أودية الشحر ,
حيث وجدت منها قرية باسم (( تبالة )) فهل هذا تصحيف ؟ هذا إحتمال قوي .
و إنما ذكرت هذا النص على ضعف الإستفادة منه , خشية أن يكون هذا الالتباس قد حصل لغيري مثلي ,
ورغبة في مشاركة أعضاء المنتدى في البحث عن إحتمال آخر .


النص الثالث :

جاء في المأتلف والمختلف للآمدي (( 370 هـ )) ذكر أبيات للشاعر المخبل الثمالي وفيها :

1 / قد كنت أسمع بالزمان ولا أرى
أن الزمان يطيق نتف جناحي
2 / فأراه أسرع في َّ حتـى أصبحت
بيضاً متون غواربي وصفاحي
3 / فأنا الكبيرة سنه في قومه
هيهات كم راوحت من أرواح
4 / قد عشت لو نزل الزمان مرزءاً
لبني مزينة أو بني الصباح
5 / صافحت ذا جدن و أدرك مولدي
عمرو بن هند يتقى بالراح
6 / و جذيمة الوضاح يخبرني أبي
عنه فأين جذيمة الوضاح
7 / أفبعد أملاك مضوا من حمير
أرجو الفلاح ولات حين فلاح

والمقصود من إيراد هذه الأبيات للشاعر الثمالي المعمر , أمران :

الأمر الأول : قوله : (( صافحت ذا جدن )) وذو جدن هذا هو آخر ملوك حمير , قاد قومه بعد مقتل ذي نواس على
ايدي جيش الأحباش في حدود سنة (( 525 م )) إلا أنه لم يتمكن من إسترجاع ملك حمير، وقتل هو الآخر، وهو القائل :

1 / هونك ليس يرد الدمع ما فاتا
لا تهلكي أسفاً في إثر من ماتـا
2 / أبعد (( بينون )) لا عين ولا أثر
وبعد (( سلحين )) يبني الناس أبياتـا

و ( بينون , و سلحين ) حصون للدولة الحميرية في مأرب , هدمها الأحباش حين استولوا على اليمن ،و هي و مأرب
و صرواح و غيرها مواضع قبائل الأزد قبل هجرتهم .

و المقصود أن الشاعر الثمالي يقول إنه صافح ذا جدن الملك الحميري، الذي كان موجوداً في أرض مأرب حتى ( عام 525 م )

الأمر الثاني : أن الشاعر يبكي على ملوك حمير و يقول ( أفبعد أملاك مضو من حمير , أرجو الفلاح ولات حين فلاح )

و السؤال هو :

هل كان هذا الشاعر الثمالي يعيش في أرض مأرب , ومع ملوك حمير , ويعرفهم ويقابلهم ،ويصافحهم، ويتذكرهم
و يبكي عليهم ؟

هناك إحتمالات لقراءة هذا النص منها :

أن هذا كان قبل هجرة ثمالة إلى جنوب الطائف . وهذا إحتمال بعيد جدا , لأن التاريخ المذكور كان قبل بعثة الرسول
بأقل من مئة عام , وهجرة الأزد كانت قبل هذا التاريخ. إلا أنه احتمال جدير بالتفكيرعند الرغبة في معرفة متى هاجرت
ثمالة على سبيل التحديد.

و إحتمال آخر :
هو أن الشاعر الثمالي قد سافر من الطائف إلى اليمن , وقابل الملك الحميري وصافحه , وهو إحتمال وارد وقوي ،
وتؤيده ر حلة الشتاء والصيف, ويضعف هذا الإحتمال بعد المسافة , وتباكي الشاعر على ملوك حمير, فإن هذا
التباكي يدل على معرفة قريبة بهم , وشعور بالولاء لهؤلاء الملوك , وهو لا يتصور لشاعر قد هاجر أجداده
من المنطقة , وسكنوا و استقروا في منطقة بعيدة جداً .

فالقول بأن الشاعر كان يعيش في أرض مأرب ويعرف ملوكها , ويلج عليهم ويصافحهم , ويبكي على فقدان مملكتهم ,
إحتمال هوالآخر وارد، و يؤيده أن هجرة القبائل لا يلزم منها الهجرة الجماعية لكل أفراد القبيلة , فإذا ضاقت الأرض
عن كفاية أهلها فهاجروا , فلابد أن يبقى فيها ما يكفي للبعض، يشهد لهذا التاريخ والواقع , فهذه منطقة مأرب كانت
ومازالت مسكونة منذ خراب السد وحتى الوقت الحاضر .
فهل يصح أن نقول : إن ثمالة لم تهاجر جميعاً، بل بقي بعض منهم في أرض مأرب , وهذا الشاعر منهم ؟
آمل من أعضاء المنتدى مناقشة هذا الإحتمال مناقشة علمية هادفة .

خلاصة ماتقدم :

أن ثمالة قبيلة أزدية كانت موجودة في أرض مأرب ثم هاجرت قبل الإسلام إلى جنوب الطائف . وهذا محل اتفااق .

لكن هل هاجرت جميعاً إلى جنوب الطائف , أم بقي بعضها في اليمن ؟
وهل هاجرت جميعاً إلى حنوب الطائف , أم هاجر بعضها إلى عمان ؟

أسئلة ظهرت نتيجة قراءة لبعض النصوص , لا يمكن الجزم بجوابها , والمقصود منها إثارة التفكير , ومراجعة النصوص ,
و العصف الذهني .

هذه نهاية ما لدي حول موضوع موقع القبيلة في اليمن ,

والحلقة القادمة هي بداية الحديث عن موقع القبيلة جنوب الطائف ,
فإلى لقاء .
رد مع اقتباس