عرض مشاركة واحدة
قديم 02-08-2009   رقم المشاركة : ( 3 )
المستعين بالله ابوعبدالله
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 197
تـاريخ التسجيـل : 24-11-2005
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 820
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : المستعين بالله ابوعبدالله


المستعين بالله ابوعبدالله غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وانبتنا فيها من كل شيئ موزون .

أخي الكريم الحاج سلام سلمه الله وأبقاه : أشكرك على هذا العطاء المتواصل والمفيد والهادف .
نعم , يجب توعية الناس بالحفاظ على البيئة , وأول من يجب توعيتهم عشيرتك ألأقربين .
والحقيقة أنني أتألم عندما أجد شجرة وارفة الظلال أحتاجت لعشرات السنين ولبيئة مواتيه حتى وصلت الى ما وصلت اليه من الكبر والجمال والأكتمال , ثم على حين غرة تقطع على يد شخص لا يعي أهميتها ويدمر بقطعها جمالا أستغرق نماؤه عددا من العقود أو على ألأقل بضع سنين .
وأتألم كذلك عندما أرى آخر يحمل بندقية صيد على جنبه ويفني بها بقايا لجمال آخر من الكائنات الحية من الطيور والحيوانات التي شارفت على ألأنقراض .
وقد حاولت أن أدلي بدلوي في التوعية بالحفاظ على البيئة ما أستطعت ولو بجهد المقل وبشكل متواضع وبسيط , ومن ذلك ما كتبته على هذا الموقع ونصه :

تلوث ألبيئة ببلاد ثمالة
بسم الله ألرحمن ألرحيم
تلوث ألبيئة ببلاد ثمالة
ألحمد لله رب ألعالمين والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد : وباء لم تعرفه ألأنسانية على أمتداد تاريخها ألطويل أطل عليها برأسه لأول مرة في ألقرن ألماضي , لم يأتها من ألأكوان ألأخرى وأنما أتاها مما صنعت أيدي ألناس , أنه ألسم ألبطيء ألذي تجهله ألأكثرية لبينما ضرره سرى ويسري بكل شيء ألهواء والماء والتربة والغطاء ألنباتي وألآثار (كالسد) وألأنسان والحيوان وكل ألأحياء , أنه ألتلوث ألبيئي ألذي لم تسلم منه أي بوصة مربعة مكشوفة على وجه البسيطة في ألهواء وألماء واليابسة ..
بلاد ثمالة بالرغم من كونها تبعد نسبيا عن العمران وازدحام المدينة فقد نالها ما نال غيرها من أضرار ألتلوث ,,, ضرر بأمكان من كان ذا ذاكرة حية أن يميزه عند مقارنة بيئة يومنا مع ما كانت تعج به بيئة ألأمس من ألأحياء وألغطاء ألنباتي قبل خمسة عقود مضت ,,, فعندما تلوث ألهواء تشبعت به ألسحب ألتي هطلت أمطارا محملة بالأحماض لتتراكم في ألتربة عاما بعد عام الى أن تسببت في أنحسار نسبة النبت قي ألوادي وألسهل والجبل ,,, ولأن ألتأثر ألبيئي كان بطيئا ومتدرجا وغير مسبوق فلم يستفق أهالي المنطقة ألا بعد أن تدنت ألعذوبة في مياة آبارهم عندها أتهموا دون وعي أنواعا من ألأسمدة ألجديدة ولم يتنبهوا ألى أن ما حل بالماء والتربة أنما مصدره ألهواء , ودون أن يسترعي أنتباههم أن آبارا في شعاب بشعاف الجبال لم تسمد ألأرض من حولها ولم يعتلها أو يقترب منها أو يوجد في مكافىء الماء اليها أي بنيان وسكان وليس عليها من وسائل رفع ألمياة سوى ألحبال والدلاء ومع كل هذا ألنقاء نالها ما نال غيرها من فقد العذوبة المعهودة ,,, كذلك تملكت ألحيرة أصحاب المواشي عندما أمطرت ألسماء تكرارا ومرارا ثم ظل النبت والشجيرات في ألبراري كاسفة كأن لم ترتو يوما من الماء ... أنه القفر بعيون من عهد ألديار قبل عقود , أو ما يسمى بأصطلاح الساعة ألتصحر في بيئة تعد صحراوية أصلا بالمقايس العالمية فكيف بها وقد قل منسوب أمطارها مع ما فقدت من نقاوتها وعذوبتها ..
على كل حال ما أشرت أليه آنفا جزء من مشكلة عالمية لا محلية , وضررها ناشىء عن تلوث لا يمكن دفعه شمل ألكرة ألأرضية كلها , وطرحي له عليكم ليس ألا من باب العلم بالشيء ,,, أنما هناك تلوث آخر في ألهواء مصدره محلي وقادم من مسافة قريبة لا تزيد أفقيا عند حسابها من خلال الفضاء عن (12كم) , وهناك تلوث ثالث (محلي) من انتاج السكان المحلين في بلاد ثمالة نفسها ...
أما التلوث الجوي ألمحلي فهو ألذي تستقبله بلاد ثمالة عندما تهب عليها الرياح من الجهة الشمالية والشمالية الغربية , ومصدره ألكسارات الجاثمة خلف ألجبال المجاورة لأحياء ألطائف الغربية في الغمير وغيره والتي يشغلها أصحابها في ألهزيع ألأخير من الليل تحت ستار ألظلام أثناء نوم أغلب سكان ألمدينة لأخفاء سحب ألغبار المنبعثة منها والتي من المفترض أن لا تسمح البلدية بتشغيلها في دائرة نصف قطرها (50كم) عن المناطق ألآهلة بالسكان حسب ما تقضي به ألأنظمة لآثارها ألضارة على ألبيئة وعلى ألصحة خصوصا على ألمصابين بألأمراض ألصدرية كالربو وغيره ,,,, بطبيعة الحال بلاد ثمالة تقع في المحيط المتضرر من غبار ألكسارات , وما يهمني بالدرجة ألأولى ألضرر الذي يلحق بالمزروعات والغطاء ألنباتي , أذ أن الغبار عندما يهبط على ألأشجار والشجيرات والنباتات في مرحلة ألأزهار تذوي أغلب زهورها ثم تسقط وبذلك يضيع كم كبير من ثمارها في مرحلة مبكرة , كذلك تذبل البراعم ألغضة الصغيرة ثم يتوقف نموها وتصفر أوراقها بسبب ما ينتج عن البكتيريا وألأحياء الدقيقة ألمضرة التي يهيء لها الغبار مع ما في النبات من رطوبة ظروفا ملائمة للتكاثر والأضرار بالأشجار والمحاصيل ..
ألتلوث الأخير على علاقة بتدني الوعي وغياب الرقابة على أستخدام السميات ألمخصصة لمكافحة ألآفات الزراعة التي تباع دون ضوابط وتستخدم دون قيود أو مراعاة لما عليها من تحذيرات فتلحق الضرر بالمستخدم والمستهلك والبيئة ,,,, ومن باب ضرب ألأمثلة على آثار تلك ألسموم ذكر لي احد ألأخوة المزارعين قبل عشرين عاما أن نوعا من المبيدات عندما يصب في الماء تندفع الديدان من داخل الطين لتموت خارجه فتبتلعها ألطيور التي تتغذى عليها وعلى ألحشرات فتموت أيضا ليموت من بعدها ألحيوانات ألآكلة للطيور , ومثال آخر , قبل خمسة عقود كان الصبية ينصحون من أهلهم بعدم أكل اللحوم أو حملها مكشوفة خارج البيوت خوفا من الطيور الجارحة التي تختطفها من يد حاملها وقد تؤذيه بمخالبها , وكانت السباع حالما تمسك بفريستها تلوذ بها تحت حجر أو شجر لتأخير اكتشافها ولو لدقائق من الطيور الجوارح , أما أليوم فتبقى المواشي النافقة على الأرض أسابيع حتى تتحلل لا يأكل منها ألا ألديدان أو كلب هائم لأن السموم التي سبق وضعها عن عمد بلحوم الفرائس قتلت ألذئاب والضباع والفهود والنمور والثعالب والنسور والعقبان وغيرها وانقرضت وأصبحت تاريخا وشيئا من الماضي , ولحق بها بسبب المبيدات النحل والفراشات الجميلة وأنواع من ألحشرات والطيور كانت تضفي جمالا على ألأرض وبهاءا ألى الفضاء وتطرب ألأسماع بتغريدها واصواتها وتنقل أللقاح وتحقق التوازن عندما يتغذى ألنافع منها على ألضار ... وبأيجاز لقد أدى استخدام المبيدات المتكرر بلا وعي بآثارها من المستخدمين أو ضوابط على البائعين الى تضرر البيئة واختفاء كائنات كثيرة وتلوث التربة وبعدها المياة ألجوفية ثم أخيرا عرض منتج من الخضار أو الفاكهة للأستهلاك طيب ألمظهر سيء المخبر تتراكم عليه طبقة غير مرئية من السموم لا يزيلها بيسرالغسل ولا يقلل من أضرارها ألطبخ والحرارة ...
كذلك ظاهرة بناء المساكن قريبا من ألآبار والمزارع بدلا من أبعادها عن ألأودية ألى المرتفعات وأعالي ألجبال تسبب في تسرب المياة الملوثة بالميكروبات والمواد الكيماوية السامة والنفاذة من ألبيارات (أكرمكم الله) الى المياة الجوفية وأبار الري وخزانات مياة الشرب ألأرضية ألقريبة منها في البيوت...أيضا من التلوث ألمحلي وضع المضخات على منصات (جلسات) في داخل الآبار منها تتسرب ألمخلفات الى الماء كالزيوت والشحوم والبنزين والديزل وغيره ....
ختاما أردت مما كتبت بهذا المقال زيادة الوعي لأكثرية غافلة , ولربط هذا المقال لاحقا وما كتبت في مقالات أخرى (مثل عرفناهم ثم أفتقدناهم) مع ألحلقة النهائية (ثمالة أليوم) عندما أصل اليها في سلسلة ألحلقات ألتي وصلنا فيها الى ألحلقة الثانية عشر وذلك لأعطاء تصور أشمل عن ثمالة الموطن والقبيلة والثقافة والتاريخ....
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا أله ألا أنت أستغفرك أللهم واتوب أليك ......

أيضا كتبت موضوعا آخر ذي صلة على هذا الرابط :
http://thomala.com/vb/showthread.php?t=14194
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس