عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 11-25-2006
 
راعي السواني
مشارك

  راعي السواني غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 517
تـاريخ التسجيـل : 05-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 266
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : راعي السواني يستحق التميز
افتراضي ابن شداد يتقادى في أول العرضه

ابن شداد يتقادى في أول العرضه ابن شداد يتقادى في أول العرضه ابن شداد يتقادى في أول العرضه ابن شداد يتقادى في أول العرضه ابن شداد يتقادى في أول العرضه


من هو ذاك الذي منكم لا يعرف البواردي أبن شداد ؟؟.... لا أظن أن منكم من يجهل ذلك النجم المتألق في زمانه وضرغام مكانه وهزبرعرينه المشهور براعي السواني (غصبا عن اللي على بالي),,,, أنسيتم أستعراضه ونومسته عندما كان بوارديا يشار اليه بالبنان وتسير بقصصه وبطولاته الركبان والتي انتهت به الى البئر؟؟ .
ذلك ألأبن شداد لمع نجمه لأن واحدة من مناقبه كونه كان بوارديا ,,, فمن هو البواردي ؟؟, وما هي البورده ؟؟؟ . لتعرفوا ذلك عودوا الى سالفة - أبن شداد يستعرض للمرة الثانية / قصص وحكايات / في مجلة الموقع - التي سقط فيها البطل من القف على قلة رأسه في البئر بعد أن عانه (نظره) العيانة مثل أبن قطيل وحاظر نفسه وملاطم ذبان خشمه والمعتم بالشر والقشر .
تلك السالفه التي أطرى لكم فيها أبن شداد أيامه يوم أن كان بوارديا وقال لكم فيها أن جيله كانت قد أختفت منه الفروسيه تماما مثلما اختفت اليوم من جيلكم البورده , وقال لكم أيضا أن الفروسيه بزمانه كان قد حل محلها البورده , والفارس حل محله البواردي بعد أن تكاثرت في ألأيادي البنادق والسلاح الذي يقبس من فوهاته وميض نار البارود ويطرح رصاصه الرميه من مسافات قصيه .
كما بين لكم راعي السواني في تلك السالفة أن الفروسيه تعني الفرس العربي ألأصيل المدرب والفارس المقدام ومعهما الرماح والسيوف والدروع والقوس والسهام ,,, وأن الفارس هو ذلك الهمام الذي يجيد ركوب الخيل والليل ويحسن أقتناء جواده تدريبا ورعاية ويجيد مبارزه السيوف ورمي السهام وقذف الرماح مع تحفز للقتال وتوثب للأنقضاض على ألأعداء , , وبين لكم بتلك السالفة لما كانت الخيل في كل بيت بجيلين سبقت جيله ؟, ولماعزف جيله عنها متحولا منها لغيرها؟؟.
ومما قاله لكم ان البواردي هو خير خلف لخير سلف (الفارس) , وان البواردي هو رامي البندقية الذي لا يخطيء الرمية (الهدف- بكسرالميم ) وهو ذارع (الرمي في حالة الوقوف), وهو الذي يصنع باروده وزهاب (رصاص) سلاحه بيده , وهو العراض (العارض) الذي يتقدم الصفوف في العرضه وان نادى منادي اللقاء تجده كما كانوا يقولون في مقدم الهيه (اشتباك القتال) .
رفيقكم أبن شداد كان بوارديا ومن كان مثله لا بد أن يكون عراضا. فما هي العرضة ومن هو العراض (العارض) ؟؟. تساؤل رأيت طرحه وألأجابة عليه بعدما شاهدت بعض شبابنا يحاولون أحياء تراث أبائهم بعرضة في العيد الماضي كما شاهدتم ذلك في الصور الفوتغرافية التي نقلها لكم على الموقع مشرفنا العام أبو عبد الرحمن .
العرضه شعرها الردح (بفتح الراء والدال) وهو قصيد جميل الأيقاع تتناسب اوزانه مع وثبات العراضه (العارضين) ويتراد به الشعار ثم يردده من بعدهم المشاة والركبان المصاحبون للشعار الماشون خلف العراضة بخطى قليله .
والعرضة فن تبرز من خلاله لياقة ورشاقة واقدام ومستوى أداء العراض , وهي النومسة ودخان البارود وقبيس النار من فوهات البنادق عندما تدوي منكسة تحت أقدام العارضين (العراضه) وهم معلقين بقفزاتهم في الهواء .
ولئن طلبتم من ابن شداد أن يصف لكم كيف كان يعرض هو واهل زمانه ؟؟ . فسيجيبكم قائلا : لقد كان الرداحه والشعار والعراضه يمشون في موكب واحد وحالما يزهب عارضان أو ثلاتة أو أكثر اسلحتهم يخترقون الصفوف التي تردد أهازيج الردح متوجهين للأمام بقفزات تتناسب مع أيقاع الردح تسمى التقادي وفعلها يتقادى وفوهات بنادقهم الى الأعلا ممسكين بها بيد واحده (اليمين) وحالما يبعتدون عن مقدمة الموكب الرادح الماشي بعشرات من الخطوات لا تزيد على الثلاثين تقريبا يتحول العارضون معا من التقادي المتحرك الى ألأمام في صف عرضي واحد الى التقادي في مكان واحد لكل عارض يساوي قدما مربعا تقريبا بقفزات عالية في الهواء وقائمة العارض منتصبة ونظره شاخص للأمام بحيث لا ينحني من الجسم سوى حركات الركبتين والجذع أثناء الوثب في الفضاء ثم ينكس العارض سلاحه بكلتا يديه (عكس أتجاه عقرب الساعه) وبسرعة خاطفة بحيث تكون فوهة سلاحه متجهة بزاوية متعامدة مع الأرض لا ميول فيها وسلاحه بشكل متوازي مع جسمه مع ضغطة على الزناد يعقبها وميض يدوي بعده صوت ألأنفجار من فوهات البنادق وانتشار دخان البارود .
والعارض المتميز عندما يدوي سلاحه يكون محلقا في الهواء ونصفه العلوي منتصبا فوق بساط من دخان البارود ثم يعود ثانية للهبوط منتصبا الى الأرض لينغمس ويختفي في وسط وردة من دخان رمادي ضارب للسواد ,,, والبواردي جيد العرضه هو الذي يرتفع في وثبات متكررة لا تخرج عن مكان واحد بعرض أقدامه ويدوي سلاحه تحت قدميه وهو في أعلى قمة الوثبة الأخيره من دون أثارة للتراب وخشاش ألأرض من تحته وجسمه من قمة رأسه الى منتصف جسده منتصبا دون انحناء أو التواء او التفات من الراس الى الأسفل أو ألأعلا أو الى الجانبين .
وكلما كان دوي سلاح العراضة متزامنا كلما أثبتوا حرفية ومهارة في العرضه يعودون بعدها نزولا الى ألأرض والساقين والقدمين متقاربتين أن لم تكونا ملتصقتين ,وحالما تلامس أقدامهم ألأرض دون أنفحاج أو تعثر أو تضعضع ينعطف كل عارض منهم في حركة ألتفافية رشيقة الى الخلف ليقابلهم حالا فريق عارض آخرمندفع للأمام وهكذا دواليك أثناء ألردح ومسير موكب العرضه .
مشاعر الموكب العارض الرادح مزيج من الشعور بالفرحة والزهو والأفتخار ومشاعر ألأعتداد بالنفس والقوه المشوبة بشبق الشجاعة ورائحة البارود وأزيز الرصاص مع آذان طربى للألحان وأهازيج الردح بجمال أيقاعه وسموا معانيه الحماسية التي لا يقطعها سوى دوي البنادق .
ولست مبالغا أذا قلت لكم أنه لم يعد في زمانكم أي حفل صغر أو كبر يبعث في النفوس من الفرح ولو معشار ما كنا شيبا وشبابا نشعر به في تلك ألأجواء البهيجة . فعظم الله أجركم في مثل تلك ألأحتفالات والمسرات التي لم تروها ولم تشعروا كما شعرنا بسلوانها .
على أنني لا أرغب تبيان السبب لأن هذا ليس مكان تبيانه ولكن اسألوا عن قولي هذا من كانوا في سن التميز قبل خمسة عقود ونيف .
رد مع اقتباس