عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2008   رقم المشاركة : ( 9 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد : لِمَ نتعلم النحو ؟

أورد لسان الدين ابن الخطيب الأندلسي في كتابه ( الإحاطة في أخبار غرناطة ) منظومة مطولة لأبي حيان محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي في فضل النحو وأبرز علمائه .
منها :
[POEM="font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]هو العلم لا كالعلم شيء تراوده = لقد فاز باغيه وأنجح قاصده
وما فضل الإنسان إلابعلمه = وما امتاز إلا ثاقب الذهن واقده
وقد قصرت أعمارنا وعلومنا = يطول علينا حصرها ونكابده
وفي كلها خير، ولكن أصلها = هو النحو، فاحذر من جهول يعانده
به يعرف القرآن والسنة الذي = هما أصل دين الله ذو أنت عابده
لقد حاز في الدنيا فخارًا وسوددًا = أبو الأسود الديلي فلا جم سائده
هو استنبط العلم الذي جل قدره = وطار به للعرب ذكر نعاوده
وساد عطاء - نجله - وابن هرمز = ويحيى، ونصر، ثم ميمون ماهده
وعنبسة قد كان أبرع صحبه = فقد قلدت جيد المعالي قلائده
ومازال هذا العلم تنميه سادة = جهابذة تبلي به وتعاضده
إلى أن أتى الدهر العقيم بواحد = من الأزد تنميه إليها فراهده
إمام الورى ذاك الخليل بن أحمد = أقرله بالسبق في العلم حاسده
وبالبصرة الغراء قد لاح فجره = فنارت أدانيه وضاءت أباعده
بأذكى الورى ذهنًا، وأصدق لهجة = إذا ظن أمرًا قلت: هاهو شاهده
هو الواضع الثاني الذي فاق أولا = ولا ثالث في الناس تصمي قواصده
وقد كان رباني أهل زمانه = صؤوم قؤوم راكع الليل ساجده
يقسم منه دهره في مثوبة = وثوقا بأن الله – حق – مواعده
فعام إلى حج، وعام لغزوة = فيعرفه البيت العتيق، ووافده
ولم يثنه يوما عن العلم والتقى = كواعب حسن تنثني، ونواهده
وأكثر سكناه بقفر بحيث لا = تناغيه إلا عفره وأوابده
وما قوته إلا شعير يسفه = بماء قراح ليس تغشى موارده
عزوفا عن الدنيا وعن زهراتها = وشوقًا إلى المولى وما هو واعده
ولما رأى من سيبويه نجابة = وأيقن أن الحين أدناه باعده
تخيره إذ كان وارث علمه = ولاطفه حتى كأن هو والده
وعلمه شيئًا فشيئًا علومه = إلى أن بدت سيماه، واشتد ساعده
فإذ ذاك وافاه من الله وعده = وراح وحيد العصر اذ جاء واحده
أتى سيبويه ناشرًا لعلومه = فلولاه أضحى النحو عطلا شواهده
وأبدى كتابًا كان فخرًا وجوده = لقحطان إذ كعب بن عمرو محاتده
وجمع فيه ما تفرق في الورى = فطارفه يعزى إليه وتالده
بعمرو بن عثمان بن قنبر وحده = أطاعت عواصيه وثابت شوارده

إذا كنت يومًا محكمًا لكتابه = فإنك فينا نابه القدر ماجده
ولست تبالي إن فككت رموزه = أعضك دهر، أم عرتك شدائده
هو العضب، إن تلق الهياج شهرته = وإن لاتصب حربًا فإنك غامده
تلقاه كل بالقبول وبالرضى = فذو الفهم من تبدو إليه مقاصده
تكون صحيح العقل، حتى إذا ترى = تبارى أبا بشرٍ، إذا أنت فاسده

أصاح تجنب من غوي مخذل = وخذ في طريق النحو إنك راشده
لك الخير فادأب ساهرًا في علومه = ‏فلم يسمُ إلا ساهر الطرف ساهده
ولا ترج في الدنيا ثوابًا فإنما = لدى الله حقًا أنت لاشك واجده
ذوو النحو في الدنيا قليل حظوظهم = وذو الجهل فيها وافر الحظ زائده
مضى بعده عنها (الخليل) فلم ينل = كفافًا، ولم يعدم حسودًا يناكده
أبكى على عمرو ولا عمرو مثله = إذا مشكل أعيا، وأعوز ناقده
قضى نحبه شرخ الشبيبة لم يرع = بشيب، ولم تعلق بذام معاقده
لقد كان للناس اعتناء بعلمه = بشرقٍ وغربٍ، تستنار فوائده
أثار أثير الغرب للنحو كامنًا = وعالجه حتى تبدت قواعده
وأحيا أبو حيان ميت علومه = فأصبح علم النحو ينفق كاسده
بلينا بقوم، صدروا في مجالس = لإقراء علم، ضل عنهم مراشده
لقد أخر التصدير عن مستحقه = وقدم غمر، خامد الذهن جامده
علا عقله فيهم هواه فما درى = بأن هوى الإنسان للنار قائده[/POEM]

( الإحاطة في أخبار غرناطة ) الجزء الأول الصفحة رقم ( 49 ) وفق فهرسة مكتبة نداء الإيمان
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس