[الحاج سلام]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وعدتكم بان اورد ما لدي عن شجر العتم وسوف ألخص ملاحظات سبق ان دونتها عن هذه الشجرة واقول :
العتم بضم العين , وسكون على التاء او ضمة عليها ,تروى على الحالتين . وتنطق محليا بكسر العين والتاء ساكنة ,هو زيتون الجبال

والعتم من شجر السراة بنمو بكثافة في جبال بلاد ثمالة وتزيد كثافثه ونظارته كلما ارتفعت المنطقة التي ينمو فيها . وكل جبال السروات منبت له .

اورده العلماء الاقدمون ممن الف عن النبات في كتبهم بهذالاسم فقد ذكره ابو حنيفة الدينوري والاصمعي واورده ابن سيده في المخصص كما اوردته اغلب كتب المعاجم فقد ذكره ابن منظور في اللسان والجوهري في معجم مفردات اللغة وغيرهم , ووصفوه بانه من اشجار السراة وانه شجر معمر . وقد اورده ابو حنيفة عند الحديث عن الاشجار التي يتخذ منها القطران وقال : فاما القطران فيتخذ من ثلاث شجرات وهي العرعر والعتم والتألب . كما ذكره ايضا في باب المساويك وقال بعد الحديث عن مساويك الاراك والاسحل والبشام : ومنه العتم وهو شجر يشبه شجر الزيتون ينبت بالسراة وهو الذي ذكره الجعدي في شعره يقصد قول الجعدي :
تستن بالضرو من براقش او ** هيلان او ناضر من العتم .
ثم قال: ويسمى (الاتم )ذكره هكذا.
وقال الاصمعي في كتاب النبات : ومن نبات السراة الشث والطباق والعرعر .. . ثم ذكر العتم وقال : هو الزيتون البري واورد بيت الجعدي .
قال الصاغاني في العباب الزاخر : اخبرني بعض اعراب عمان قال الشحس من شجر حبالنا وهو مثل العتم ولكنه اطول منه ..وفي كتاب مقاييس اللغة العتم الزيتون البري . وفي اللسان العتم شجر الزيتون البري الذي لايحمل شيئا . ثم ذكر الحديث عن ابي زيد الغافقي الاسوكة ثلاثة أراك فان لم يكن فعتم او بطم . ثم قال والعتم بالتحريك : الزيتون وقيل : شيء يشبهه . قال ساعدة الهذلي . من فوقه شعب قر واسفله جيئ تنطق بالظيان والعتم . وثمره يسمى الزغبج . وقال امية والكلام هنا لابن منظور . تلكم طروقته والله يرفعها فيها الغداة وفيها ينبت العتم ...

اقول :بان قول ابن منظور بان العتم لا يحمل شيئا فيه نظر اذ ان المشاهد المتواتر ان له ثمرا
وابن منظور سماه الزغبج وان كان سماه في مكان اخر الزغنج . والذي يمكن ان يقال انه ربما انه ليس له ثمر يضاهي ثمر الزيتون المعروف والله اعلم .

وفيما ذكره المكنى منقاش هنا ان له اسم محلي حيث يسمى (القنعم ) قلت : واخشاب الزيتون من اصلب الاخشاب على الاطلاق ولذا فانها من اكثر الاشجار فائدة وحطبها وفحمها جيد لكثافة وصلابة الاعواد ولان الشجرة معمرة كما ذكرت فكلما طال عمر الشجرة زادت صلابة اعوادها . قال ابن سيدة المتوفى عام 458 عند الحديث عن اشجار الجبال : والعتم زيتون جبلي لا بري الا انه يعظم حتى يكون اغلظ من التوت العادي وثمره الزغنج وهو حب اسود مثل العنب الا ان له نوى وفيه حروفة ينتفع به للدواء لا للطعام ومساويكه جياد . قال ابن جني (ولا اعلم ما علاقة ابن جني بالشجر ):العتم مشتق من قولهم قرى عاتم اي بطيئ لأن هذا الزيتون من اطول الشجر عمرا . وقد قرأت ان هناك من يرى ان العتم لا يصلح للتطعيم من شجر الزيتون لينتج زيتونا واقول ان مما عرفته ان تجارب سبق ان اجريت من هذا القبيل على العتوم في حمى ثمالة وذكر لي انها ربما نجحت وليس لدي علم يقين بذلك واتمنى ان يورد الشيخ منقاش لنا ما عنده فلا بد ان عند جهينة الخبر اليقين

استدراك اوردت اعلاه ان الشيخ منقاش ذكر ان القنعم هو اسم محلي لثمر العتم . وقد لفت نظري صديق بان الشيخ ربما اراد بالقنعم الشجر الطفيلي الذي يغشى بعض انواع الاشجار وليس له اصل ولا جذر قلت : ان كان هذا ما عناه الشيخ فهو العنم وبه توصف انامل العذارى (وان سنحت لي فرصة فسوف اتحدث عنه )

وهو مما يغشى اشجار العضاة مثل الطلح والسمر ولم يسبق لي ان رأيته على اشجار العتم . والذي يمكن ان يذكر هنا ان هناك مادة بيضاء تنمو على اغصان العتم عسلية الملمس والطعم بيضاء اللون ولا اعلم مصدرها وقد اكلتها ايام الصبى وليتني اجدها مرة اخرى . وقد قرأت ان المغافير تنمو على بعض اشجار العضاة وربما هذه مثلها . وامل من شيخنا منقاش ان يجلو لنا المسعلة فهو في ذلك خبير وبمثلها جدير
والسلام عليكم ورحمة الله .