عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 06-24-2009
 
الحاج سلام
كاتب مبدع

  الحاج سلام غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 568
تـاريخ التسجيـل : 27-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,301
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 70
قوة التـرشيــــح : الحاج سلام تميز فوق العادة
icon15 هل كان علي ان اقول كامل الحقيقة ؟

هل كان علي ان اقول كامل الحقيقة ؟ هل كان علي ان اقول كامل الحقيقة ؟ هل كان علي ان اقول كامل الحقيقة ؟ هل كان علي ان اقول كامل الحقيقة ؟ هل كان علي ان اقول كامل الحقيقة ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :

سيرا على ما سنه ابو عبد الرحمن في الترويح عنكم بفواصل بين الفينة والاخرى مما هو مفيد وطريف وله صلة بهذا المنتدى .
فسوف اروي لكم قصة حقيقية كنت احد ابطالها وذلك قبل بضع سنين (بدون تدقيق ) عندما كنت ادرس اللغة الانجليزية في الولايات المتحدة الامريكية , وحسب العادة المتبعة لدى الدارسين كنت قد تعرفت على عائلة امريكية من اجل ان اتواصل معهم للتعرف على العادات وتعلم اللغة والاندماج مع المجتمع هناك .
وكان في العائلة عجوز كبيرة في السن وجدت في شخصي ضالتها لانني كنت انصت لثرثرتها اكثر من غيري وابدي لها بانني متشوق للمزيد وذلك طلبا مني لسماع اللغة من اهلها مباشرة بدون تكلف ولان الجدة كانت تصحح لي اخطائي الكثيرة دون ملل او كلل .
لا اطيل عليكم . في احد الايام و كان ذلك اليوم عطلة رسمية دعتني الجدة الى الذهاب الى المنتزه او ( البارك ) وهي محمية يتنزه فيها الناس وفيها العديد من الطيور والحيوانات التى استطيع ان اقول بانها نصف مستأنسة .


واثناء سيري مع الجدة وقد كانت تتحدث بفخر عن هذا المنتزه وتسألني بين الفينة والاخرى .
هل في بلادكم منتزهات مثل هذا ؟
وكنت اتعلل بعدم سماع كلامها حينا وعدم فهم مقولتها احايين . ولكنها كانت تكرر هذا السؤال باستمرا .
فاجبتها نعم . ولكن ليس بهذا النظام , فتقول كنت اعرف ذلك .
وفي لحظة وكأنها ارادت ان تكافئني على صراحتي .
قالت بصوت خافت آزرته بنظرة فيها أمر بحزم ونهي بلطف .
فهمت من ذلك انها تطلب مني ان اتبعها دونما ان يلفت ذلك نظر الاخرين ممن كانوا يملأون محيط البحيرة التي كنا نقف على حافتها .



فتبعتها وكلي لهفة لمعرفة ما لديها , وخوف من ان اكون قد خيبت ظنها فلفت نظر احد من المتواجدين .
وقد سارت لا تلوي على شيئ ولا تلتفت الى الوراء مع انها تتحدث بصوت بالكاد اسمعه .
وسوف انقل لكم مقطعا من حديثها هنا لتتضح لكم الصورة .
سيد ثمالي ( هكذا كانت تناديني دائما و لم تكن تهتم باسم الحاج سلام ) هل انت معي ؟
نعم نعم انا معك .
هذا جيد .
عندما اطب منك النظر ركز نظرك الى اليمين من الممر الذي نحن نمشي عليه .
هل تسمعني سيد ثمالى ؟
نعم نعم اسمعك سيدتي .
هذا طيب ركز نظرك الى اليمين من الممر عندما اطلب منك ذلك .
مترين الى اليمين من الشجرة الكبيرة .
هل انت معي سيد ثمالي ؟
نعم نعم الشجرة الكبيرة شجرة الصنوبر .
جيد جيد سيد ثمالي ركز داخل الشجيرات , عندما اطلب منك ليس الان .
واخذت العجوز تسير وتثرثر بمثل هذا الحديث وانا اتبعها منتظرا لحظة الصفر .
عندما طلبت مني ان ابدأ الان الانسيد ثمالي .. وهي سائرة لم تلتفت او تتوقف .

نعم لقد رأيت بطة من المألوفة هناك تحضن بيضا كثيرا رأيت بعضه يخرج من تحت اجنحتها.


توقت لبرهة ثم تذكرت نصائح العجوز فتابعت وكأن شيئا لم يلفت نظري , وقد وسعت بين خطاي حتى اعوض فرق المسافة بيني وبين الجدة .
عندما سمعتها تغمغم سيد ثمالي هل تنت معي ؟ اجبتها نعم نعم .
قالت : هل انت متعب من المشي ؟
نعم سيدتي ربما احدنا قد تعب اجبتها .
فقالت عموما ليس انا , ولكن ليس هناك ما يمنع من ان نرتاح على هذه الكراسي .
عندما جلسنا وقد ابتعدنا عن البطة الهدف .
سألتني عما رأيت وعن رأيي في كل ذلك . فابديت لها اهتماما منقطع النظير , وربما اكون قد بالغت في ذلك رغبة مني في جلب السرور الى نفسها , بعد ان ادركت انها قد بذلت جهدا كبيرا في المشي .
فأرادت ان تبوح لي بسر كان يؤرقها كتمانه فقالت :
سيد ثمالي ان ما دفعني الى كل ما رأيت هو خشيتي من ان يستدل الاشقياء على مكان هذه البطة فيسرقون بيضها او يتلفونه .
يا سيد ثمالي ان لدينا اشقياء لا يعرفون قيمة هذه الطيور الجميلة ولا يحسون بجمالها وليس في قلوبهم رحمة وربما حرموها من بيضها .
كم هو جميل ان تفقس هذه البطة بيضها وتربي صغارها؟ انهم لا يعرفون كم هو جميل هذا .
انهم لا يعرفون قيمة الحياة .

ثم استدركت قائلة انهم قلة ياسيد ثمالي انهم قلة .
وبادرت بسؤالي على الفور هل لديكم مثل هؤلاء ؟
عندها اجبتها بعد ان فاجأني سؤالها .
نعم نعم سيدتي ولكن على شكل مختلف .
وكالمعتاد لم تمهلني لكي افكر . فسألتني كيف اخبرني ؟ ظننت الاشقياء عندنا فقط ؟
فقلت لها وانا مطرق انظر الى اسفل الكرسي الذي كنا نجلس عليه :
انهم في بلادي لا يبدون اهتماما بالبيض يا سيدتي انهم يهتمون بالبطة .
ثم حاولت ان اصرف نظرها عن متابعة الحديث , متعللا بربط خيط حذائي .
هل كان علي ان اخبرها بكامل الحقيقة؟
لقد خشيت على حياتها ...
رد مع اقتباس