[المستعين بالله ابوعبدالله]

للأخوة ألأكارم وفي مقدمتهم أخي العزيز ابن همام , وأقصد بذلك القائلين بأن ظاهرة اللج الموجودة على ميسرة السد أنما كانت بفعل من بنى السد لتصريف مياه السيول أثناء البناء ريثما أنتهوا وفرغوا من بناء السد ثم أعادوا غلقها بالبناء الذي تبقت بعض آثاره الى اليوم .
أليهم أوجه ألأسئلة ألآتيه :
ش1 : أذا كنتم لازلتم على أعتقادكم ألآنف ذكره , فلماذا شذ سد السملقي من بين بقية السدود القديمة كلها بما فيها سد مأرب ألأعرض واديا وألأطول روافدا وألأقدم تاريخيا ؟, لماذا تفرد هذا السد من بين بقية السدود بهذا العمل الشاق والمكلف ؟, ولماذا لم يستفد بناته من خبرة من سبقهم فيوفرون على أنفسهم عناء ضخما نتيجة لهذا الشق العظيم الذي سدوه كما قلتم ببناء أضعف من السد لينهار لاحقا ؟ .
س2 : أذا كان ذلك كذلك (أي كما قلتم) فلماذا أختصر سمك بناء الجدار الذي تم به سد اللج على أقل من مترين ؟ , أي لما لم يكن بسمك السد نفسه أو أسمك منه ليتحمل ضغط المياه المخزنة خلف السد لاسيما وأن موقعه يحمله ضغطا أكبر من السد نفسه لأنه في واجهة أرتطام سيول أحد روافد السد , ولأن ما يواجهه مباشرة من مسطح مائي أوسع مما يواجه السد نفسه ؟.
س3 : من أين يتم تصريف الفائض من مياه السد ؟ , وأين موقع مصب مغيضها ؟.
س4 : عندما حفر بناة السد اللج ورموا مخلفاته , وهي كمية هائلة بأمكانكم تكعيبها (لوجود مقاسات تقريبية للج لديكم على صفحات الموقع) , أين بقايا الصخور المستخرجة من اللج ؟, ولا تقولوا لي أنها داخل بناء السد لأن السد لا يستوعبها من ضخامة كميتها , ولأن سفوح الجبال والهضاب المجاورة واضح عليها تعرية سطوحها من الأحجار نتيجة أستخدامها في بناء السد.
س5 : أين نظرية ألأقتصاد في القوة , التي أجادها بناة السد عندما بنوا السد على مضيق ؟ , أتظنون من يملكون تلك الخبرة ويحملون الحصى على أكتافهم ودوابهم وينحتون الصخر بأيديهم ومعاول بدائية بسيطه كان لديهم فائض من القوة والطاقة ليضيعوه في عمل أكبر من بناء السد نفسه بحفر لج كالذي تعرفون أو نصفه شاذين بذلك عن أمم سبقتهم بالخبرة والعمل في بناء السدود ؟.
س6 : أذا كان ألأمر كما تصورتم , فلماذا يكون اللج أعمق من الوادي الأصلي المبني عليه السد بعمق (المدفون حاليا) ربما زاد على عشرة أمتار؟ , ألا يدل ذلك على وجود المغيض الذي تحول لاحقا الى شلال عمق اللج نفسه ؟.
هذه تساؤلات سيبنى عليها تساؤلات لاحقة عند أجابتكم عليها , مع وافر شكري لكل من تفاعل منكم , وللقراء جميعا , ولأبي عبدالرحمن صاحب الموضوع .
أما الذين يستغربون أن تتمكن المياه أثناء جريانها من تكوين ظاهرة كاللج فأقول لهم لا تستغربوا ذلك , فالطبيعة خير شاهد على ما أقول , فهذه أودية تهامه لا تخلو في بعض ضفافها من الحجيب (الجانب الصخري) المنتصبة في شكل شبه قائم من القاع الى قرب القمه بفعل جريان السيول على مر الدهور .
كما أود تنبيهكم أن المتحرك كالماء عندما يجري يؤثر على الساكن وينحت فيه حتى لو كان أصلب منه بعشرات المرات فمثلا (من الماضي) نجد المقاط (حبل مبروم من الجلد بسمك السبابه مربوط بطرف منه في القتب ومربوط في الطرف الآخر في أسفل الغرب وتدور به الدراجه) كان يحز في الصخور الواقعة في حواف القف الأماميه من أثر نزول المقاط عليها أحيانا أثناء حركته في السواني .
ومثل آخر ربما شاهده بعضكم كما شاهدته على قناة الديسكفري , وهو أن العاصفه المسماه بالترنيدو من القوة الخامسه ضربت ذات مرة مكانا في أحدى مدن الولايات الأمريكية واحتاقت البيوت من مستوى ألأرض وشفطت حتى ألأسفلت من الشوارع التي مرت بها أثناء عنفوانها , وعند أنقشاعها وتفقد آثارها وجدوا بقايا جذع شجرة ضخم لا زال منتصبا وعاريا من فروعه , ووجدوا شقيرة من خشب بعض البيوت حادة من أحد أطرافها ولا يتجاوز سمكها أبهام اليد وقد أخترقت جذع الشجرة الضخم حتى برز راسها من طرف وبقيت مؤخرتها بارزة في الطرف الآخر , وكان تعليل ذلك هو سرعة حركتها الكبيره وبرمها في الهواء وزاوية سقوط طرفها الحاد على جذع الشجره.
فلا تستغربوا أن تفعل المياه أثناء جريانها ما فعلته في اللج الذي تعتبر صخوره صلبة ولكنها ليست شديدة الصلابه , ويزيد من سهولة تفكيكها كونها على هيئة صفائح أعتراضيه بعضها خلف بعض كما وصفتها لكم بأحدى الحلقات .