عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2008   رقم المشاركة : ( 3 )
مناهل
ذهبي مشارك

الصورة الرمزية مناهل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2376
تـاريخ التسجيـل : 22-03-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,623
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 290
قوة التـرشيــــح : مناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادةمناهل تميز فوق العادة


مناهل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شخصيات تحت المجهر

نجيب محفوظ


و تستمر الأمواج و تصمد الصخرة .. و تتنوع الظواهر .. فهناك ظاهرة تتكرر كل حين في شكل موجات عاتية من الهجوم على ثوابت هذه الأمة وعقائدها ومناهجها .. هي موجات و هجمات تتحد في غاياتها ، وإن كانت تختلف في أساليبها و في أدواتها و رموزها .. لكن صخرة الإيمان تقف صامدة في وجه كل موجة مهما بلغت من القوة .. و نقف نحن بدورنا و نقول : ( أقلام الردة .. أما آن لها أن تنكسر ؟! ) .

لذا كان جديراً بنا أن نهتم بأدبنا ، وأن نساير التطورات وفق عقيدتنا .. دون أن تجرفنا تيارات المذاهب الوافدة .. و طبيعي وحال الأمة كما نرى أن يظهر أناس يتنكرون لأمتهم وعلومها وآدابها .. وأن ينزلقوا في فخاخ الأعداء الذين ما فتئوا يشوهون الإسلام بأساليب متعددة .. تنم عن الاستهزاء والسخرية .. و هم يتيهون في سكرتهم وعربدتهم .. حتى تجرأوا على الذات الإلهية .. فصوروا الرب عز وجل و وصفوه بما لا يليق بجلاله و عظمته .. و ذلك لما وجدوا في الأدب من فسحة للدس والكيد و مدخل لتقديم السموم المختلفة من أساطير و خرافات .. حيث إنه أبعد ما يكون عن البحث العلمي الجاد ولا سيما القصة والمسرحية .. ناهيك عمّا للأسلوب الأدبي من تأثير بالغ ..

ونستمر أحبتي في الله في ذكر النماذج من الشخصيات المختلفة والتي تم تسليط الضوء عليها لتكون تحت المجهر .. و مع : ( نجيب محفوظ الحائز على جائزة نوبل العالمية في الأدب !! ) .

هو الأديب المشهور .. والكاتب الروائي المعروف .. نجيب محفوظ بن عبد العزيز السبليجي ، الحائز على جائزة نوبل العالمية في الأدب .. ولد وبالتحديد في ( 11/ديسمبر/1911م ) . نشأ و تربى وسط رفاق كما يصفهم : ( كان أصدقاء العباسية مجموعة متناقضة ، فيها كل نوعيات البشر ، من أسماها إلى أدناها .. فقد كان بينهم بلطجية .. و برمجية .. والعلاقة بيننا كانت حميمة ) . وكثيراً ما كان يذكر أصدقاءه هؤلاء ، بل ولا يستحي من ذكرهم فقد كانت تجمعهم الرغبات المكبوتة والتطلع إلى الرذيلة .. و هذا يدل على أنه لم يوفق في اختيار نخبة طيبة ترشده إلى طريق الصواب .. و هؤلاء الرفقة هم الذين نجدهم في رواياته ، فكان بالنسبة إليهم مثل المرآة التي أظهرت أجسادهم العارية و وجوههم القبيحة التي حاولوا إخفاءها .. وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن نجيب محفوظ ، فإذا ما كان يصور أصدقاءه في رواياته و هو يعيش معهم ، فأي شخصية يمثل هو في رواياته ؟!

و قد كان كثيراً ما يذكر أنه كان محباً للموسيقى ، وأنه قد تربى على الغناء منذ صغره ، و درس الموسيقى كما يدرس أي علم فاضل ، فضلاً عن تردده على دور البغاء والسينما .. و لم يذكر يوماً أنه كان يتردد على حلق الذكر أو أنه تعب على حفظ القرآن والدعوة إلى الإسلام والتضحية في سبيله .. راجع : نجيب محفوظ في مجهوله المعلوم لعلي شلق ( ص 46 ) .

و بعد ذلك كله نجد من يقول : إن نجيب محفوظ قد نشأ في أسرة مكتفية متدينة !! وأن ذلك هو الذي حمل الطفل نجيب محفوظ على أن ينغمر في جو الدين .!! راجع : أدب نجيب محفوظ وإشكالية الصراع بين الإسلام والتغريب للسيد أحمد فرج ( ص 10 ) .

بعد ذلك توجه نجيب إلى مرحلة التخصص ، فكان اتجاهه أول الأمر إلى الفلسفة ، في أثناء دراسته اطلع على مقالات فلسفية للعقاد وإسماعيل مظهر و غيرهما فأصيب باهتزاز فكري ، وسرت فيه أفكار مريضة حتى إنه قال : خيل لي أنني سأعرف سر الوجود ، و مصير الإنسان بعد تخرجي . لقد كان متوافراً على قراءة الأدب العالمي ، لا يفوته جديد ، فكان جل همه التزود من الثقافة الغربية .. وطبيعي والحال هذه أن يتأثر بأولئك المنحرفين الضالين عن الصراط المستقيم ، خاصة وأن ثقافته الدينية ضحلة جداً .. إلا أن سلامة موسى - كاتب مصري ملحد الفكر علماني الاتجاه من مؤلفاته : نشأة الفكر عند الله - ، كان أكثرهم تأثيراً فيه ، بل إن تأثير سلامة موسى كان أقوى من تأثير جيل الرواد كـ ( طه حسين ) مثلاً و ( العقاد ) و غيرهما .. فسلامة موسى هو الذي قاده و رسم له حياته وأنار له دروبها و هو الذي وجهه إلى الفرعونية المصرية بدلاً من العربية الإسلامية ، وإلى الواقعية الاشتراكية العلمية .. ووضع كل حواسه في المرأة .

إن انحرافات نجيب الاعتقادية أكثر من أن تحصر .. يتخفى مرة وراء الرواية الأدبية ليلقي السهم تلو السهم مستهدفاً قلب العقيدة .. وهو الإيمان بالله تعالى .. هذا الإله الذي رمز له نجيب بأشخاص جعل منهم مثاراً للسخرية والتندر .. ومبعثاً للهُزء والكره ..

ففي روايته الشهيرة ( أولاد حارتنا ) التي اعتبرها أحب أعماله إليه والتي من أجلها كافأه اليهود بجائزة نوبل ، رمز إلى الإله سبحانه وتعالى بشخص سماه ( الجبلاوي ) وأعطاه في الرواية دور رجل متسلط على أهل الحارة ، و له أعوانه الذين يسيطر بهم على سكان الحارة ، و هؤلاء الأعوان هم الأنبياء الذين رمز لكل واحد منهم باسم و شخص !! .

وله رواية باسم ( الطريق ) رمز فيها إلى الله سبحانه و تعالى برجل اسمه ( سيد الرحيمي ) متطاولاً على الذات الإلهية ، ولا شك أن عقائد الإيمان لا تساوي شيئاً عند نجيب محفوظ ؛ و يدل على ذلك أن له رواية بعنوان ( الثلاثية ) وهي من أقذر الروايات التي تتحدث عن الجنس والرذيلة ، والتي صرّح فيها بأنه عبّر عن آرائه الشخصية من خلال أحد أبطال القصة و هو ( كمال عبد الجواد ) ، حيث أورد على لسانه كثيراً من قناعاته ، و وصفه في القصة بقوله : ( كان كأنما يود أن ينعي إلى الناس عقيدته ، لقد ثبتت عقيدته طوال عامين أمام عواصف الشك التي أرسلها ( المعري ) و ( الخيّام ) حتى هوت عليها قبضة العلم الحديدية ، فكانت القاضية ) ، ثم قال على لسانه : ( على أنني لست كافراً .. لا زلت أؤمن بالله ، أما الدين .. إن الدين ذهب .. كما ذهب رأس الحسين ) !!

فهو هنا يصرح عن زندقة ظاهرة ، عندما يزعم أن الإنسان يمكن أن يظل مؤمناً بالله دون أن يؤمن بأي دين ..

فطريقته المفضلة في بث عقائده الباطلة أن يوردها على ألسنة أبطال رواياته ، وهذا ما حصل منه أيضاً في رواية له باسم ( الحرافيش ) حيث ساق فيها على لسان ( عاشور الناجي ) كل ما أراد من فلسفات وآراء منحرفة ..

وعندما يواجه نجيب محفوظ بجرائمه الفكرية الكفرية .. يردد هذه العبارة : ( لا يوجد فهم نهائي للعمل الأدبي !! ) .

إنها إذن باطنية جديدة تتدثر بالأدب ، وغواية تتستر بفن الرواية ..

و لعله و قد آن للقلم أن يستريح من تدوين هذا العفن و هذا الفكر ، أن أشير إلى أن الأديب أو الكاتب عندما يكتب الكلمة ، فهو يعبر بها عن خلجات نفسه وتأملات فكره ، وحصيلة تجاربه ، و تخيلاته وخواطره .

فالكاتب لا يشرع في إشهار قلمه إلا إذا كان هناك دافع نفسي يدفعه إلى الكتابة و هو إشباع رغبة لديه في التعبير عما يريد و عما يتمناه .. و من هنا وانطلاقاً من العلاقة الوطيدة التي تربط بين الأدب و العقيدة فإن أعمال الفنان تعبر عن عقيدته كائناً ما كانت هذه العقيدة ..

و يؤكد نجيب محفوظ هذا بقوله : ( إن الأديب يختار شخصياته ؛ لأنه وجدها صالحة للتعبير عن شيء ما في نفسه ، كأنه يجدد شخصية تتسم بالضياع ، و كان الأديب وقتها يشعر بالضياع ، أو شخصية ثائر و كان وقتها يعاني من ثورة مكبوتة ) . أدب نجيب محفوظ أحمد فرج ( ص 56 ) .

فكل ما جاء في أعماله يُسأل عنه ، ولا تُسأل الشخصية ؛ لأنه جاء بها لتقول ما يريد في نسق الرواية ، و من هنا لا بد من نظرة فاحصة و متعمقة في قصصه و رواياته ، كيما نصل إلى دفين فكره و منخول عقله ، و مهما أطلنا النظر فلن نجد سوى العشق العارم للاشتراكية العلمية التي عرضها في صورة تغري بإحلالها بدلاً عن كل موروث ، و تلك الأطروحات والمسوغات لإباحة الرذيلة التي غدت قاعدة أعماله ، فلولا الانحراف – كما يقول – لما كَتَب ، فالجنس شيء ضخم جداً في الحياة بل هو الحياة ذاتها . أدب نجيب محفوظ ( ص 53 ) .

راجع للأهمية الكتب التالية :-

1 – أدب نجيب محفوظ و إشكالية الصراع بين الإسلام والغريب / السيد أحمد فرج .
2 – أقلام مس%مومة تهاجم الإسلام / علي عبد العظيم .
3 – أولاد حارتنا فيها قولان / محمد جلال كشك .
4 – الطريق إلى نوبل عبر حارة نجيب محفوظ / محمد يحيى ، و معتز شكري .
5 – كلمتنا في الرد على أولاد حارتنا / عبد الحميد كشك .
6 – دراسة المضمون الروائي في أولاد حارتنا لنجيب محفوظ / عبد الله محمد المهنا .
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس