عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08-06-2008
 
الحارث بن همام
كاتب مبدع

  الحارث بن همام غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2704
تـاريخ التسجيـل : 19-07-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,039
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 892
قوة التـرشيــــح : الحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادة
افتراضي قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثامنة

قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثامنة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثامنة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثامنة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثامنة قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الثامنة

بسم الله الرحمن الرحيم
من بنى سد السملقي ؟ ( الجزء الثاني )
سبق في الحلقة السابعة ذكر الأقوال في هذه المسألة , و أدلة من قال إن قبيلة ثمالة هي من بنى السد ,
و مناقشة هذه الأدلة .
و في هذه الحلقة سيتم عرض أدلة من قال إن السد إسلامي , ومن بناء دولة بني أمية .
رابعا ً : الأدلة على أن سد السملقي إسلامي :
أغلب الباحثين المعاصرين يقولون بهذا القول , وأنا أميل إليه حتى يثبت خلافه ,
لأن من قال إن السد جاهلي لم يقدم من الأدلة ما يكفي لإثبات قوله , سوى ما تقدم من أدلة
من قال: إن السد من بناء قبيلة ثمالة، وقد تمت مناقشة تلك الأدلة في الحلقة السابقة .
وأنا هنا سأجمع أهم الأدلة لمن قال بأن السد إسلامي ،وليس من بناء قبيلة ثمالة، وهي في نظري :
1- أنني لم أطلع على أي نص ، من شعر أوغيره، لأي ثمالي ينسب فيه هذا البناء لقبيلته ،
و يفخر فيه بهذا الإنجاز ( وهو عمل يستحق الفخر بالتأكيد ) . ولو كانوا هم بناته
لما عدمنا بقايا من هذه الأشعار أو الأقوال أو المفاخرات ، بل الذي وجدناه في ذاكرة القبيلة هو العكس ،
فإلى الوقت الحاضر والقبيلة لا تدعي هذا الإنجاز، ولو سألت أحدهم الان عمن بنى السد ؟
لأجابك بأنه لا يدري ، أو ردد الأسطورةالشائعة بين القبيلة ، بأنه من بناء بني هلال .
حتى ان الأسطورة التي تتردد بينهم في هدم السد : " بنيناك يا سد السملقي ...."
منسوبة هي الأخرى لبني هلال وليس للقبيلة .
والمقصود أن بناء القبيلة للسد عمل عظيم ،لابد أن يبقى في ذاكرة القبيلة أثر من هذا الإنجاز ،
لكننا لم نعثر على هذا الأثر ، بل عثرنا في ذاكرة القبيلة على أثر معاكس ،
وهو أنهم يصرحون بأنهم ليسوا بناته .
2 – أن هذا العمل الهندسي يحتاج إلى جهد كبير ومال وفير , و لا يمكن أن يتوفر
لدى قبيلة لوحدها , مهما كان كبر هذه القبيلة وغناها , ولا يمكن أن يتوفر لقبيلة صغيرة من باب أولى ,
وقبيلة ثمالة معروفة في التاريخ أنها لم تكن قبيلة كبيرة , بدليل المنازل القليلة التي حلت بها ,
والتي لا تعادل جزءا ً يسيرا ً من منازل بني عمومتها ( كالحجر , و غامد , و دوس ... )
وحين سار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى الطائف بعد فراغه من حنين , قال كعب ابن مالك :
قضينا من تهامة كل ريب / وخيبر ثم أجمعنا السيوفا
نخيرها ولو نطقت لقالت / قواطعهن : دوسا ً أو ثقيفا
فذكر الشاعر بعد فتح مكة وهزيمة هوازن ،أن الرغبة الآن في محاربة ثقيف أو دوس ,
وما اقتصاره على هاتين القبيلتين إلا لكبرهما وشهرتهما .
وحين أراد عبد الصمد ابن المعذل أن يهجو المبرد , قال :
سألنا عن ثمالة كل حي / فقال القائلون : ومن ثمالة ؟
فهو يعرض بالمبرد من أنه من قبيلة غير معروفة , والمقصود: أن صغر القبيلة وقلة عدد أفرادها،
يجعلها غير معروفة عادة ( وهذا واضح و ملموس حتى في الوقت الحاضر )
مع ملاحظة أن صغر القبيلة وقلة عدد أفرادها ليس عيبا ،ً ولكن نحن هنا نقرر واقعا ً ونستدل به ,
و مازالت ثمالة حتى الآن ،من حيث المنازل،ومن حيث عدد الأفراد، تـُعد من القبائل الصغيرة .
وأكرر : هذا ليس عيبا ، وإنما هو واقع
3 _ ان بناء السدود ونحوها من المشروعات الكبيرة , لا تقوم به عادة القبائل , وإنما تقوم به الدول ,
ولا أعرف أن مشروعا ً كبيرا ً قامت به قبيلة بمفردها , ولا أعرف سدا نسب بناؤه لقبيلة بمفردها ،
فكيف تفردت ثمالة بمفردها بهذا المشروع ؟ وكيف اتفقت كلمتها على بنائه ؟
إننا لو سملنا جدلا ً ان هذا السد من بناء قبيلة ثمالة ، فلابد أننا نتحدث عن قبيلة كثيرة العدد ، واسعة الإنتشار ,
لا نعرف الآن حدود منازلها , فنحن إذا ً نتحدث عن قبيلة، ذات حضارة عظيمة، و ثراء واسع ورغد عيش ,
تجمع الضرائب، وتقيم المشروعات , إننا نتحدث إذا ً عن قبيلة أخرى، غير قبيلة ثمالة التي نعرفها ,
والتي نزلت جنوب الطائف , ذات المنازل المحدودة، والعدد المحدود، والقدرات المحدودة ,
والتي كانت كغيرها من القبائل المجاورة لها , تغزو وتغزى , تنتصر وتهزم , تتحالف مع الجيران
لتتقوى بهم ، وتتعرض لأذى القبائل والأفراد والصعاليك .....
كم كنت اتمنى أن تلك القبيلة العظيمة كانت موجودة , وأن تغلب عواطفي عقلي في هذا الشأن ,
ولكن : أنّى ؟ وكيف ؟
4 _ لا أعرف أن دولة وحضارة قامت في محيط الطائف عبر التاريخ المعروف , ولها شأن , ويمكن أن تقيم
مثل هذه المشروعات قبل دولة الإسلام .أما الحضارات العربية القديمة ( كالعماليق والحضارة الثمودية ... )
فلا اعرف هل كانوا في محيط الطائف حقيقة ؟ ولا أعرف لهم أثارا ً باقية , والعماليق اختلطت الأسطورة فيهم بالواقع ,
وقد ثبت أن لهم حضارة قامت في بلاد الشام ومصر ( كالكنعانيين و الأموريين .. وغيرهم )
ولو ثبت بطريقة علمية أن سد السملقي يعود لإحدى هاتين الحضارتين أو نحوهما من الحضارات القديمة ,
لكان هذا القول مقبولا ً , لأنه ينسب بناء السد لدولة وحضارة وليس لقبيلة صغيرة . ولكن
لا أعرف إلى الآن دليلا ً يؤكد نسبة هذا السد لأي حضارة من الحضارات العربية القديمة .
فإلى أن يثبت هذا ، فالقول المحقق في المسألة، أنه لم ينشأ في محيط الطائف دولة وحضارة ذات شأن وآثار باقية
إلى اليوم , قبل الدولة الإسلامية . مما يطمئن معه القلب على صحة نسبة بناء هذا السد لهذه الدولة والحضارة .
5 _ لا أعرف عبر التاريخ الإسلامي أن دولة إسلامية اهتمت بالطائف , على النحو الذي حصل في زمن
دولة بني أمية ، فهي الدولة التي اهتمت بالعروبة أولا ً , واهتمت بالطائف على سبيل الخصوص ،
واهتمام بني أمية بالطائف سبق بيان سببه , وهو الحلف الظاهر الذي نشأ بين بني أمية و ثقيف،
بالإضافة إلى التملك الواسع لقريش وبني أمية على سبيل الخصوص في أودية الطائف .
وحين حج سليمان بن عبد الملك ،زار الطائف وبقي فيها مدة . مما يدل على اهتمام خلفاء بني أمية بهذه المدينة.
فيترجح في العقل أن هذه الدولة هي من قام ببناء السدود في محيط الطائف بما فيها سد السملقي .
6 _ توجد مجموعة سدود أثرية في محافظة الطائف , ذكر بعضهم أنها تصل إلى سبعين سدا ً ,
ومازالت آثار بعضها قائمة حتى الآن , وأغلبها في محيط مدينة الطائف , وقد وجد على بعضها نقوش
إسلامية نحو ( محمد رسول الله ) ونحوذلك . وبعضها عليها تاريخ يحدد زمن بنائه نحو
( سد سيسد ) الذي بني عام ( 58 هجرية ) في زمن الخليفة معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه .
والملاحظ على هذه السدود أمران :
الأول : أنها أقيمت على فرو ع الأودية الكبيرة ( وج و ليه ) ولم تقم على بطونها , وذلك في نظري خشية
من الجريان الشديد للأودية الكبيرة , الذي قد يعيق إكمال البناء .
وقد عد الحارثي في ( المعجم الأثري لمحافظة الطائف ) وفي ( مدخل إلى الآثار الإسلامية في محافظة الطائف )
والسالمي في ( المعجم الجغرافي لمحافظة الطائف ) أكثر من ستة سدود على وادي عرضة , ونحوها على بعض
أودية الشفا , وليس على بطن وادي ليه سد واحد منها . كما ذكرا بعض السدود على بعض فروع وج ،
مثل ( السنح ) و ( صعب ) وليس على بطن وادي وج سد واحد .
ولم تبن السدود على بطون هذين الواديين إلا حديثا ، في عهد الدولة السعودية الثالثة .
الثاني : أن أغلب هذه السدود في محيط مدينة الطائف , وعلى فروع الأودية التي تنزلها قبيلة ثقيف .
مما يدل على أنهم هم المنتفعون بها، مع من يشاركهم في هذه الأودية وبخاصة من قريش . وهذا المعنى
يشمل سد السملقي , باعتباره على وادي جفن، وهو كما تقدم لثقيف ، وكذلك السدود التي من وراء جفن ,
فقد عد ( الحارثي والسالمي ) على وادي سلامة وامتداده قرابة سبعة سدود . ولا نستغرب هذا إذا علمنا أن المعدن
كان لثقيف وبعض قريش ( كما ذكر الهمداني ).
فإذا كان هو الحاصل في محيط الطائف , فلماذا نستثني سد السملقي من هذا ؟ ما الذي يمنع من قياس هذا السد
على السدود الأخرى التي بعضها مؤرخ بالعام ؟ نعم إن سد السملقي هو أكبرها , ولكن هل نقول :إن السد الكبير
من بناء قبيلة ، والسدود الأصغر من بناء دولة ؟
7 _ و أخيرا ً أقول : جميع ما ذكرت أدلة عقلية , ليس فيها دليل واحد نصي ، إلا أن هذه الأدلة
تتمشى مع التاريخ , والنصوص الأخرى , وواقع القبيلة ... ولكن لنفترض أن جميع هذه الأدلة العقلية لا تكفي ,
وأنه لابد من دليل محسوس يدل قطعا ً على تاريخ بناء هذا السد , ومن بناه ؟
فأقول : هذا مطلب مشروع , وبخاصة أني أتحدث عن موضوع لست مختصا ُ فيه , فلنترك الأمر للمختصين ،
وإلى أن يوجد مختصون يوثق بهم , سأذكر ثلاثة أمور :
الأول : قال محمد حسين هيكل في كتاب ( في منزل الوحي ) بعد أن زار سد السملقي :
" وسألت عن تاريخ بنائه , فقيل إنه يرجع إلى عهد معاوية ابن أبي سفيان في صدر الإسلام ,وأن الحجة في ذلك
هذه الكتابة المنقوشة على أحد أحجاره , والتي لا تكاد تتضح , فقد نقلها عبد الله باشا باناجي
بالفوتوغرافيا في اوائل هذا القرن , وبعث بها إلى مصر , حيث حلت رموزها , فإذا فيها :
أمر ببنائه عمرو بن العاص بأمر أمير المؤمنين معاوية ابن ابي سفيان "
ونظرا ً لأن موضع هذا النقش غير معلوم الآن , ونظرا ً لأن المستعين بالله قد ( غسل يده )من الباحثين المعاصرين :
فلماذا لا نعيد البحث عن هذا النقش ونقرأه مرة أخرى ؟
الثاني : قرأ الأستاذ الدكتور ناصر الحارثي ( أستاذ الآثار الإسلامية في جامعة أم القرى ) في كتابه
( الآثار الإسلامية في محافظة الطائف ) قرأ على السد، الآثار التالية :
( عزى الله ) ( أنا عبد الله ) ( الله سيد ) ( أنا دينار ) ( بأمير ال ) .
قلت : تكرر لفظ الجلالة الله في هذه النصوص قد يوحي بشيء يتعلق بالعهد الإسلامي .
لكن دعنا نفترض أن هذه النصوص غير موجودة , أو أن هذه القراءات غير صحيحة ,
أو أنها نصوص كتبت لاحقاً ... وهذا كله ممكن . فلننتقل للأمر الثالث .
الثالث : أن نفترض أن كل ما تقدم لا يدل على تاريخ إنشاء السد على سبيل اليقين ,
فيلزمنا أن ننتظر حتى يظهر نص صريح ، أو يأتي مختص متفق عليه ، ويحدد زمن البناء وفاعله .
فإن جاء هذا المختص وقال : هو إسلامي.كان هذا واضحا وكافيا لي ، ولا يتعارض مع ما قلته حول منازل القبيلة .
وإن قال : هو جاهلي وقديم . فعندها ننظر : إلى من ينسبه ؟ هل ينسبه إلى حضارة قديمة كالعماليق مثلا ً ؟
أو إلى قبيلة كثمالة ؟ أو إلى غيرهم ؟
فإن نسبه إلى غير قبيلة ثمالة ، بقي الأمر على ما تقدم ، وإن نسبه للقبيلة ، فيلزمني حينئذ النظر
في الحد الشمالي لمنازل القبيلة قديما .
وإلى أن يأتي هذا الخبير , وحيث إن موضوعنا هنا هو: تحديد منازل ثمالة جنوب الطائف قديما ً ،
فتبقى النصوص السابقة القائلة بأن وادي جفن لثقيف ، ويبقى التحديد الذي سبق ذكره لمنازل ثقيف ،
ومنازل ثمالة،إلى أن يثبت البديل، فهذه النصوص هي الأدلة المتوفرة على الموضوع , والقراءة السابقة لها ،
هي القراءة الممكنة ، حتى يثبت خلافها .
و أخيرا ً فإني أهيب بأبناء القبيلة , والمجاورين للسد على سبيل الخصوص،
أن يبحثوا عن هذه النصوص ويتتبعوها في السد , وقد أخبرني من أثق به أنه شاهد نقشا ً فيه أكثر من سطر
على حجر قريب من الأرض، شمال السد إلى جهة الجبل الشرقي . وقد بحثت عنه قديما ً فلم أعثر عليه،
فلعله دفن تحت تراب المزرعة . فلو تطوع بعض الشباب ( و أخص منهم ذرية عمر بن سفر )
للبحث عن هذا النقش ,أ وعن أي نقش آخر، وفي مسقط أفقي رسمته إدارة الآثار والمتاحف ,
ظهر عليه إشارة إلى نقشين على جسم السد من جهة المزرعة .
بل قد تظهر الأدلة والنقوش على الجراب الممتد لمسافة بعيدة . وقد أخبرني من أثق به ، أنه دخل بنفسه
في هذا الجراب من ( بئر الكردي ) أسفل من السد قليلا،( ولا يظهر الجراب إلا في هذه البئر وبئر السويمة فقط )
قال : وكان المدخل ضيقا ً في بدايته ، ثم أصبح وسيعا ً . قال : كنت أمشي فيه قائما ً ,
حتى وصلت إلى موضع قدرت أنه أسفل السد تقريبا ً , قال : فوجدت متسعا ً تعلوه قبة ,
يتوسطها حجر مثقوب , وآثار الحبال على حواف الثقب .
قلت : ما أحوج شباب هذا العصر لخوض مثل هذه المغامرة , وقد توفرت الإمكانات أفضل من قبل
( نحو الحبال، و وسائل الإضاءة ، و الأكسحين .... ) والفرصة في وقت شح الأمطار أفضل ،
لنقص منسوب المياه في البئر والجراب .. ثم يقوموا بتوثيق عملهم بالصور والمقاسات والوصف الدقيق،
ليصبح وثيقة علمية يمكن نشرها وتوثيقها،والإعتماد عليها .
لكن :
أين الفتى الذي لم ترهقه المدنية بعد ؟
أين الحناش المحترش ؟
أين الدعيميص الولاج ؟
وإلى الحلقة القادمة التي سنجيب فيها عن السؤال : هل كان لثمالة غور ؟
رد مع اقتباس