[المقداد]

لعلي أستدرك شيئاً حول هذا الموضوع .
البعض يعلم أن الطائف تعتبر المهد الأول لهذه الشجرة والبيئة المناسبة التي ساعدت على إشتهار هذه الفاكهه اللذيذة والمتميزة بطعمها .

من أجل ذلك أحيط القراء الكرام وعلى رأسهم كاتب الموضوع أن المثناه وقروى وجبرة هي من أكبر الأحياء التي كانت تضم بساتين واسعة , وقد حكى لي المقداد أنه كان يعمل كحاطب للعنب طيلة الأسبوع ما عدا الخميس والجمعة ! إذ كان يخرج من بين أبناءه فجر يوم السبت ليسلك طريقه نحو تلك البساتين ليعمل يومه كاملاً بمبلغ لا يزيد عن 20 أو 25 ريال فقط !!.
يقول في ثنايا حديثه يقوم صاحب البستان على تقديم وجبة الإفطار والغداء والعشاء كما يقوم أغلب أصحاب البساتين على تأمين المأوى كي ينام هذا الحطاب .

بينما البعض الآخر إذا لم يستطع تأمين المأوى يكون مصير المقداد ورفاقه من الحطابين إحدى المقاهي التي تأخذ مبلغ زهيد مقابل نوم ليلة,وأظنه ذكر نصف ريال أو شبه ذلك ..

سألته عن قرانا وعن بني سعد وميسان وبقية القرى التي تشتهر بزراعة العنب ؟
فأجاب أن في ذلك الوقت لم تكن زراعة العنب في هذه القرى الا في عوارض المزارع والمساحات الجبلية الصغيرة .

فمقارنة ببستان الشريف غالب مثلاً والذي حل محله اليوم (قصر أفراح البستان ) بالمثناه لا نجد! كنت أعمل في هذا البستان ومعي جمع غفير كان جنة الله في أرضه, وليهنك الحطاب إن وجد عملاً فيه..


هذا نزر يسير أوردته على عجالة ولي عودة كي أروي لكم رحلة من الصباح حتى المساء تتخللها مُلح مقدادية ..

الى اللقاء أيها القوم .


المقداد