عرض مشاركة واحدة
قديم 07-28-2008   رقم المشاركة : ( 8 )
بيقبن بن فنحاص
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1295
تـاريخ التسجيـل : 24-05-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 190
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : بيقبن بن فنحاص يستحق التميز


بيقبن بن فنحاص غير متواجد حالياً

افتراضي رد : قبيلة ثمالة ( نصوص وقراءات ) الحلقة الرابعة

قصة رحيل العيلة من قيا واستيطانهم بشفا العيلة (منقول من منتدى العيله)
(( قصة سلوم ))

( هذه القصة التي نوردها هنا في هذا المنتدى هي للتوثيق وهي معروفة للجميع في الجزيرة العربية وهي غنية بدلالاتها التي لا تخفى على أحد وفي سياقها التاريخي الذي وقعت فيه

ونحن أبناء قبيلة العيله حين نفتخر بهذه القصة وبما تحمله من قيم عميقة فإننا في الوقت نفسه نرفض استغلال هذه القصة لإثارة النعرات والعصبية الجاهلية في الوقت الحالي

ونعتز بما يربطنا بإخواننا أبناء قبيلة " بالحارث" من روابط الأخوة والنسب وعلاقات الصداقة

في ظل الوحدة الوطنية وعرى الأخوة الإسلامية الوثيقة )

كانت قبيلة " العيله " من النفعة من عتيبة تسكن " منطقة أم الحميطه " ووادي " سمار والوزر" شمالاً وجبال " السلع " شرقاً سلسلة الجبال الواقعة جنوب منطقة " قيا " المعروفة حالياً 0


ولكن " العيله " رحلوا من هذه المنطقة بسبب معركتهم الشهيرة مع قبيلة "بالحارث " بقيادة أميرهم وفارسهم الشهير " سلوم العيلي " والقصة معروفة للجميع و يتداولها مؤرخو الجزيرة العربية


تبدأ القصة حين ذهبت بنت الأمير سلوم العيلي إلى البئر لجلب الماء وعند تعبئتها للماء " بالقربة " وإذا ببعض أبناء قبيلة "بالحارث" على البئر فطلبت من أحدهم المساعدة لرفع القربة المملوءة بالماء على ظهرها لتحملها إلى منزلها فلبوا النداء وساعدها أحدهم ولكنه استغل مساعدتها بخبث ليقوم برفع ثوبها وربطه بالقربة من الخلف في فعل يدل على الدناءة ومخالفة أفعال الرجولة وأخلاق الشرف السائدة آنذاك ، وحين شعرت الفتاة بما فعل بها أحد أبناء قبيلة " بالحارث" اتجهت الفتاة إلى منزل والدها مباشرة قائلة له : " لن يُنزِل ثوبي سوى والدي الذي لا يرضى بالعار يا تافه "


وفعلاً تحقق لبنت سلوم ما أرادت ! عندما رآها الأمير سلوم وسألها باندهاش ما هذا يا بنت ؟


فأجابته على الفور هذا ما فعله أبناء جيراننا الحُرّث !!


فغضب الأمير سلوم ولكنه كان ذا حِنكه ودهاء وقد رأى أن هذه الفعلة المشينة لا يكفي فيها قتل الغلمان وذويهم بل أراد القضاء على الجميع خاصة وأنه كان هناك بعض التجاوزات السابقة من قبل أبناء قبيلة بالحارث تجاهلها الأمير سلوم بحكم الجيره التي كانت تربطه بهم وأملاً في تعديل الوضع

جمع الأمير سلوم أعيان ومشايخ قبيلتُه في ذلك المساء وأبلغهم بما حصل وأخذ يتزعم خطط الحرب هو وكبار أفراد قبيلته تمهيداً لحرب الإبادة التي يريدها


وكان أول قرار اتخذه يتعلق بالأرض التي تسكنها قبيلته منطقة " قيا "حالياً إذ رأى أنها لا تصلح للسكن نظراً لسهولة الوصول إليها من قِبل الغزاة فقام بإرسال ثلاثة من رجاله يتزعمهم ابنه الفارس محمد بن سلوم العيلي وأوصاهم بالبحث عن ديار ليسكنها هو وأفراد قبيلته مستقبلاً


بحيث يصعب الوصول إليها وتكون بمثابة حصون للرماة أثناء الحروب


فذهبوا وأنهوا مهمتهم خلال أسبوع وعادوا راجعين


وحين سألهم الأمير سلوم ماذا وجدتم ؟


أجابه ابنه الفارس محمد بن سلوم بقوله : وجدنا ديار جبالها سنادي وطيورها حنادي ، وفيها الذئب و الضريب ، يقصد بالضريب - شدة البرد - فقال : الأمير سلوم هي ديارنا إن شاء الله فالذئب نعبئ له الكليب و الضريب نعبئ له الخشيب وأمرهم على الفور بترحيل جميع أثقالهم من نساء و أطفال "و شيوخ" و إبل" ومواشي "


ثم اتجه لقبيلة " بالحارث "وأخبرهم بأن لديه وليمة دسمة ليتوافد شيوخ الحرث في ذلك اليوم ، وأعيانهم ، وفرسانهم، وعند وقت الغداء أبلغ الأمير سلوم " بالحارث " بأن المكان ضيق ويرغب منهم الدخول على شكل دفعات عشرة عشرة وكلما دخل عشرة فإذا هم بين يدي سيوف فرسان العيله يقومون بذبحهم واحداً تلو الآخر على الماء ولم يكتف سلوم بذلك بل أمر أحد عبيده الذي سبق وأن اشتراه من بالحارث أن يقف على البئر " للسواني" أي إخراج الماء من البئر وكان من أمام مجلس الأمير ممر مائي " فلج " يمر الماء منه إلى المزرعة وقد استغله الأمير سلوم بذكاء لتصريف دماء القتلى من بالحارث عبر ذلك " الفلج "


وعندما وصل عدد القتلى 99 شخص ضاق العبد بمنظر الدماء وتقطيع الرؤوس فأنشد العبد بصوت عالي البيت الشهير:




المــــــاء مدغثر دغثــره سلــوم

ما تنكرونــه يا عيـــون البـــــوم



فتنبه من بقي من " بالحارث " وإذا بالماء قد تحول للون الأحمر من كثرة الدماء فلاذوا بالفرار إلى قومهم وصاح صائحهم يطلب النجدة


أما الأمير سلوم فرتب السرايا ووضع أربعة سرايا على كل سرية قائداً عظيماً وهو زعيم السرايا واتجه باتجاه منطقة تسمى " ريع الحُجون " حيث لحق ببعض الرعاة وحثهم بالاتجاه نحو ديارهم التي اختارها سابقا

وأثناء منتصف الليل في اليوم الثاني وإذ " بسرايا بالحارث " قادمة وقد استجمعوا من بقي من أفرادهم واستنهضوا بعض القبائل المجاورة لتبدأ المعركة من الصباح الباكر بين القبيلتين فكان النصر حليف الأمير سلوم حيث كان يقوم هو بقيادة الحرب على فرسه الشقراء لابساً درع الحرب ويقفز بها الأشجار، والحصى، باتجاه أخصامه الحرث وكان يقتل في وردته منهم ثلاثة وفي صدرته اثنان ويستشهد شاعرهم بما فعله الأمير سلوم بهم بهذا البيت :

خرج لنا سلوم من قصره يمارى

على عفراء يطمرها الشجارى

أخذ في وردته منا ثلاث وأخذ في

صدرته اثنين بحد السيف فينا ما يداري
واستمرت المعركة لمدة ثلاثة أيام متتالية تبدأ في الصباح الباكر ولا تتوقف إلا في المساء من كل يوم واختارت قبائل بالحارث مضاعفة المدد بعد أن عجزت عن هزيمة " قبيلة العيله " واحتارت في قتل الفارس سلوم الذي يصله الرمي والضرب ولكن دون أن يقتله أو يصيبه نظراً لأنه مدرع بالكامل وكذلك فرسه

وفي مساء اليوم الرابع اجتمع فرسان بالحارث للتشاور في خطة تقضي على زعيم المعركة الأمير سلوم فأشارت عليهم إحدى النساء الكبيرات في السن بعمل خندق أمام وقوف الفرس في وردتها ثم ينزل بداخل الخندق أحد الفرسان ليرمي الفارس في عينه حيث أنه هو المكان الوحيد لقتله وبالفعل نُفذت الخطة وحُفر الخندق واختاروا أحد الرماة الماهرين وبعد وصول الفرس كعادتها كل يوم في غارتها تمكن فارسهم من إصابة الأمير سلوم في الرأس عن طريق العين

قعد له سعد ولد مبارك زعيم القوم من ضاري لضاري

عباله له بين رمشه والحجاجِ وذا رأسه كما حب الثماري

فنزل الأمير سلوم من فرسه وعقر فرسه كي لا تُستخدم من بعده واتجه باتجاه مكان يسمى " جبل النطع " حيث توفي جريحاً هناك رحمه الله

ويقال أنه دفن هناك، و يقال أيضاً أنه دفن بالقرب من منطقة " حصنه "


أما المعركة فقد استمرت بين القبيلتين في ذلك اليوم حتى المساء وفي اليوم الخامس استمرت المعركة ونجحت خطة بالحارث في زيادة المدد لينسحب العيله ويتجهوا إلى منطقة الملعب والمسمى حالياً ( السر ) واستمر القتال بعنف وشراسة وشعر" بالحارث " بالنصر في ذلك اليوم بعد خمسة أيام من القتال فقرر العيله استجماع قواهم واختاروا الاتجاه إلى ديارهم التي اختاروها سابقاً من أجل استدراج الحُرث لمواقعهم الجبلية وقتالهم هناك ونجحوا في الإفلات من حصار " بالحارث" عن طريق ما يسمى الآن منطقة " عباسه " والتي سميت بهذا الاسم نسبة لإحدى الجواري التي كان يملكها " العيله " وقتلت هناك و أطلق عليها هذا الاسم من ذلك اليوم وحتى الآن فلحق بالحارث ببعض الرعاة وأخذوا مجموعة من " البِكار" وأطلق على ذلك الموقع "أم البكار" حتى وقتنا الحاضر وعندما وصل " بالحارث " إلى منطقة (سلامه ) تراجعوا عن استمرار الحرب مكتفين بالنصر الذي أحرزوه في اليوم الخامس فسميت "سلامه" نظراً لسلامة الطرفين ووصل خبر الحرب إلى حاكم الطائف في ذلك الوقت الشريف زيد بن غالب فقام باستدعاء مشايخ قبيلة العيله ومشايخ بالحارث وحضر في مجلسه من العيله كلا من :-


الشيخ محمد بن سلوم العيلي


والشيخ سعد الهبري العيلي


والشيخ صالح بن معيض العيلي


والشيخ عبدالله بن سالم العيلي


وحضر من بالحارث كلا من :-


الشيخ سعد بن مبارك الحارثي


والشيخ بركي التهامي الحارثي


والشيخ سالم بن هويمل الحارثي


والشيخ محمد العكبري الحارثي


والشيخ مروان الشواحطي الحارثي


و تم سؤال الطرفين عن عدد قتلاهم حيث قال لهم الشريف يكون السداد في الديات رجل مقابل رجل


فوجد الشريف أن " العيله " قد أوقعوا بالحارث وقعة كبيرة لا تغطيها عدد الرجال فأبلغ الشريف كبار" العيله " بوجوب سداد دية قتلى من بالحارث والذين وصلوا إلى 204 قتيل فتشاور مشايخ " العيله " وأبلغوا الشريف بتنازلهم عن ديارهم الأصلية كديات لقبيلة بالحارث وأطلق على تلك الديار اسم ( ديا ) ورضي الطرفان بذلك لكنها استبدلت حاليا بـــ( قيا ) بدلاً من( ديا ) فرضي الطرفان ونظم بذلك الصلح حجه بتاريخ 9/1/1007هـ (تسعه محرم ألف وسبعة هجرية ) هذا ما ذكرته الحجج السابقة وبعض المؤرخين والرواة من كبار القبيلتين والله أعلم
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس