تراشق بين باريس وصنعاء حول صلاحية الطائرة اليمنية المنكوبة
مقتل 153 ونجاة فتاة في تحطم ايرباص فى المحيط الهندي
نبيل الأسيدي ــ صنعاء، الوكالات ــ عواصم
تبادلت باريس وصنعاء التراشق والاتهامات أمس حول مدى سلامة وصلاحية طراز الإيرباص «ايه 310-300» التى سقطت فى المحيط الهندي وعلى متنها 153 شخصا خلال رحلة من العاصمة اليمنية إلى جزر القمر. ودحضت شركة الخطوط اليمنية ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من معلومات مغلوطة حول حدوث مشاكل فنية للطائرة. وأكدت في بيان لها أمس، أنها تطبق سياسة صارمة للحفاظ على الجاهزية الكاملة لطائراتها، وتجري الصيانة الدورية لها وفق المعايير الدولية المتبعة في كبريات الشركات العالمية. وأفادت أنها لا يمكن أن تسمح لأي من طائراتها أن تغادر إلا وهي في حالة ممتازة وفي جاهزية كاملة بما يضمن الحفاظ على سلامة الركاب والطائرة، وهو ماجعل سجل الشركة خاليا من أية حوادث على مدى أربعين عاما. وأشارت إلى أنه سيجري الكشف عن أسباب وملابسات الحادث بعد الانتهاء من التحقيق بشكل نهائي، موضحة أن عملية التحقيق تشارك فيها اليمن وجزر القمر والحكومة الفرنسية وشركة الإيرباص المصنعة للطائرة.
وأرجع مسؤول من هيئة الطيران اليمنية سبب سقوط الطائرة إلى سوء الأحوال الجوية، وأشار نائب المدير العام لعمليات طيران اليمنية محمد السميري إلى أن الأحوال الجوية كانت سيئة والرياح قوية والبحر هائج، كما سجلت سرعة الرياح برا عند المطار 61 كيلو مترا في الساعة. وقال إنه قد توجد عوامل أخرى. وأفاد أن مواطنين من كندا وجزر القمر وأثيوبيا وإندونيسيا والمغرب والأراضي الفلسطينية والفلبين واليمن كانوا على متن الطائرة. ومن المقرر صدور تقرير أولي عن هذا الحادث غدا.
وكان وزير النقل الفرنسي دومنيك بوسيريو قال إنه جرى اكتشاف خلل خلال عمليات تفتيش جرت في فرنسا في 2007 في الطائرة إيه 310 التابعة لشركة طيران اليمنية، وإن الطائرة لم تتوجه إلى فرنسا منذ ذلك الوقت.
وأضاف لقناة إي ـــ تيلي التلفزيونية أن الطائرة إيه 310 محل التساؤل فحصت في 2007 من قبل سلطات النقل الفرنسية التى لاحظت وجود عدد معين من الأخطاء.
وأشار إلى أن الشركة لم تكن ضمن القائمة السوداء، بيد أنه جرى إخضاعها لمراجعات أكثر دقة من جانبنا.
من جهتها أفصحت وكالة سلامة الطيران في الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد علق السماح لشركة طيران اليمنية بمواصلة تسجيل طائراتها لدى دوله في فبراير بعدما فشلت في مجموعة من فحوص المراجعة. كما أفادت المفوضية الأوروبية أن الطائرة التي سقطت كانت مثار تحقيق في الاتحاد الأوروبي قبل عامين.
وعثرت فرق الإنقاذ على فتاة في الرابعة عشرة من عمرها انتشلت حية من البحر. وأعلنت المتحدثة باسم الهلال الأحمر في جزر القمر رامولاتي بن علي أن الناجية الوحيدة تبلغ من العمر 14 عاما، وتتلقى العلاج في مستشفى في موروني، مؤكدة أن حالتها لا تدعو إلى القلق
واعتبر وزير الاتصالات في جزر القمر عبد الرحيم سعيد بكر أن تقارير سابقة تحدثت عن إنقاذ طفل في الخامسة من عمره كانت خاطئة.
وذكرت هيئة مطارات باريس أن 66 فرنسيا كانوا على متن الطائرة التي كانت تقوم بالمرحلة الأخيرة في رحلة من باريس ومرسيليا إلى جزر القمر عن طريق اليمن.