[صقر قريش]

الندوة : الاثنين 14-2-1430هـ العدد : 287
أما آن لنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها
خالد علي سابق
تذكرت وانا أتابع بيان مقام وزارة الداخلية عن أسماء المطلوبين الذين أعلن عنهم في وسائل الاعلام المحلية مؤخراً.أقول تذكرت حواراً أقحمني به طالب من طلابي في المرحلة الثانوية قبل فترة عندما بادرني خلال الفسحة الكبرى وأنا في طريقي لمكتب المعلمين في المدرسة بسؤاله التالي: (يا أستاذ/ أنت تقرأ للكاتب الفلاني.. وسماه) قلت له نعم انه يكتب في بعض صحفنا المحلية واذ بالطالب يقول لي بصوت عال ونبرات كلها تشنج وغضب (خاف الله يا أستاذ توب الى الله يا أستاذ) قلت له بهدوء لماذا يابني؟ قال ان هذا الكاتب علماني وكافر يسمم أفكارك ونحن نحبك ونخاف عليك من الفتنة فتبسمت في وجه هذا الطالب (المغرر به لا محالة) وقلت له لا تخف يا بني أنا إن شاء الله أفرق بين الغث والسمين وأعرف ما يضر وما ينفع فقال الطالب (لا ذنب لي أنا ابرأت ذمتي) وانتهى الحوار وبعدها اخبرت مدير المدرسة بمضمون القصة قد يرتأي سلوكاً معيناً بحكم مهامه الوظيفية وأنا هنا أسرد هذه الواقعة للدلالة على أن هناك فكراً غير مستقيم يتغلغل بين أظهرنا والمصيبة ان الحديث في هذا المجال ذات يوم يرمي صاحبه في مجاهل التحقيق والاستجواب والوقائع يعرفها المسؤولون في ادارات التعليم وقد تطيح برؤوس كما يقال بسبب الخوف من التصدي بشجاعة لبعض هذه المواقف المبكية وما أكثرها وان كنت أنا محدثكم من ضحاياها ذات يوم ولكن لكل حادثة حديث اذا طلب مني ذلك، وفي كل الأحوال أتمنى استقصاء الحقائق عن هؤلاء المعلن عنهم مؤخراً وغيرهم وما هي ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية والبيئية المحيطة من جميع جوانبها؟ علهم يصلون الى منبع الداء ويتم استئصال شأفته لأنه لا يعقل بعد ان تم ما تم من القاء قبض على البعض ومحاكمة البعض وتبيان الحقائق أمام الملأ ويستمر هذا الطاعون الذي ينخر في الخفاء لشباب في عمر الورود نتحسف عليهم والله.
فرغم المناصحة والنصيحة وحتى اخلاء السبيل أصبحت المسألة كأنها تحد سافر والعلم عند الله.والمصيبة ان الحديث في هذا المجال كشعرة معاوية وان كانت الأمور اصبحت واضحة وجلية ونحمد الله ان المسئولين في بلادنا الغالية حرسها الله وفي مقدمتهم رجل الأمن الاول نايف بن عبدالعزيز حماه الله لا يتبعون سياسة زوار الفجر كما تفعل بعض الدول واتحدى ان أي مواطن تم القاء القبض عليه لمجرد الشبهة وان كان يخلى سبيله فوراً مع الاعتذار.حمى الله بلادنا من كل سوء ومن حقد الحاقدين ومكر الماكرين وادام الله بلادنا محروسة بعناية الله ثم بيقظة جنودنا البواسل.
ويا أمان الخائفين