الموضوع: ليالي الريف
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10-18-2012
الصورة الرمزية مراسل ثقيف
 
مراسل ثقيف
كاتب مبدع

  مراسل ثقيف غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4420
تـاريخ التسجيـل : 28-07-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 950
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 271
قوة التـرشيــــح : مراسل ثقيف تميز فوق العادةمراسل ثقيف تميز فوق العادةمراسل ثقيف تميز فوق العادة
افتراضي ليالي الريف

ليالي الريف ليالي الريف ليالي الريف ليالي الريف ليالي الريف

لا أحد ينكر حقيقة ما في الريف من صفاء للنفس وهدوء ما لا يتوفر في غيره من الأماكن، فعندما نسبح بخيالنا الواسع في السماء الصافية لنشاهد النجوم والكواكب وهي منثورة في السماء وما حباها الله من جمال يأسر القلوب ويذهب بالأبصار وننظر إلى القمر وهو يضيء في كل مكان حينها لا نملك إلا أن نقول سبحان الله الذي أبدع كل شيء خلقه، ولعلكم تتذكرون معي في هذا الشأن ما ينصح به العلماء عند ترائي الهلال بأن يخرج الشخص إلى الصحراء أوالقرى القريبة ليجد صفاء الأجواء والطبيعة البكر ليتمكن من رصد الهلال بكل يسر وسهولة، إذا لا يختلف إثنان حقيقة أن في الريف من الصفاء والسكينة مالا يتوفر في غيره من المدن حيث نجد الصخب والضوضاء والتلوث.
دعانا أحد الزملاء إلى مناسبة عزيزة إلى إحدى القرى القريبة من مقر السكن وقد ترددت كثيرا في تلبية الدعوة ولكن إرتأيت أخيرا أن ألبي الدعوة سيما وأنها في القرية وأنا ممن يهيمون حقيقة بحب القرية ويعشقون أصالتها ونقائها علني أشاهدها عن كثب وأنتشي من هوائها العليل وأسعد بمسامرة أهلها الطيبين والكتابة عن ليالي الريف عن كثب.
ومع وصولنا إلى القرية مغرب ذلك اليوم رأيت أسراب الطيور وهي راجعة إلى أعشاشها ورجوع الرعاة إلى منازلهم وقد علت الفرحة محيّاهم ليتم التعامل مع مواشيهم وحلبها وتقديم العشاء لها لينتهي مع غروب الشمس أو بعده بقليل نهاية عمل القرية الشاق ليبتدي بعد ذلك الإعداد لتناول طعام العشاء والسمر الذي عادة لا يطول كثيرا.
وعلى رائحة القهوة الأصيلة والزعفران وحسن الإستقبال الذي وجدناه منذ وصولنا إلى المحفل والعادات العربية الأصيلة والضيافة وكأنهم يتمثلون بهذه الأبيات
تراه إذا ما جئــته متهللاً .. ... .. كأنك تعطيه الذي أنت سائله
هو البحر من أي النواحي أتيته .. ... فلجّته المعروف والجود ساحله
ولو لم يكن في كفه غير روحه .. ... .. لجـاد بها فليتق الله سائله
فقد كانت أمسية رائعة جميلة قضيناها في رحاب القرية الأصيلة وعشنا معها أجمل الساعات وأحلى الذكريات مع نفحات هوائها العليل الذي يتسلل إلينا منسابا بين أشجار النخيل والهدوء والسكينة، فحينما ترفع بصرك إلى السماء تجدها وكأنها قطعة مخمليّة سوداء رصعت بالألماس حتى أصبحت قطعة فنية فسبحان الخالق العظيم وبديع صنعه، ويمضي بنا الليل وتزداد برودة الجو ولكن ما يلبث أن ينتعش المكان ويزدان الحديث في تلك الأجواء الريفية العابقة وقد أشعل الحطب وإزدادت الأجواء دفئا كما هي أحضان القرية وإزدان السمر والدروس والأشعار وقصص التراث التي طبعت على المكان مزيدا من الدفء والشعور بالألفة والمحبة ولا يكاد يقاطعه إلا أصوات (صرّار الليل) بما وهبها الله من أصوات تكاد تكون أكثر تميزا في ليالي القرية وخاصة في عتمة الليل لربما تناجي بعضها ولربما هي غناء متواصل بعيد عن الإزعاج .. وللحديث بقية
توقيع » مراسل ثقيف
سبحان الله .. الحمدلله ..لا إله إلا الله .. الله اكبر ..
رد مع اقتباس