تفسير كلام الرحمن
دبر - دبر الشيء: خلاف القبل (أكثر هذا الباب منقول من المجمل 2/344)، وكني بهما عن العضوين المخصوصين، ويقال: دبر ودبر، وجمعه أدبار، قال تعالى: }ومن يولهم يومئذ دبره{ [الأنفال/16]، وقال: }يضربون وجوههم وأدبارهم{ [الأنفال/50]، أي: قدامهم وخلفهم، وقال: }فلا تولوهم الأدبار{ [الأنفال/15]، وذلك نهي عن الانهزام، وقوله: }وأدبار السجود{ [ق/40] : أواخر الصلوات، وقرئ: }وإدبار النجوم{ (سورة الطور: آية 49، وهي قراءة جميع القراء) (وأدبار النجوم) (وهي قراءة شاذة، قرأ بها المطوعي عن الأعمش. انظر: الإتحاف ص 401)، فإدبار مصدر مجعول ظرفا، نحو: مقدم الحاج، وخفوق النجم، ومن قرأ: (أدبار) فجمع. ويشتق منه تارة باعتبار دبر الفاعل، وتارة باعتبار دبر المفعول، فمن الأول قولهم: دبر فلان، وأمس الدابر، }والليل إذ أدبر{ [المدثر/33]، وباعتبار المفعول قولهم: دبر السهم الهدف: سقط خلفه، ودبر فلان القوم: صار خلفهم، قال تعالى: }أن دابر هؤلاء مقطوع مصبيحين{ [الحجر/66]، وقال تعالى: }فقطع دابر القوم الذين ظلموا{ [الأنعام/45]، والدابر يقال للمتأخر، وللتابع, إما باعتبار المكان, أو باعتبار الزمان، أو باعتبار المرتبة، وأدبر: أعرض وولى دبره، قال: }ثم أدبر واستكبر{ [المدثر/23]، وقال: }تدعو من أدبر وتولى{ [المعارج/17]، وقال عليه السلام: (لا تقاطعوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا) (الحديث أخرجه مسلم في صحيحه برقم (2564). والبخاري في الفرائض 12/4)، وقيل: لا يذكر أحدكم صاحبه، من خلفه، والاستدبار: طلب دبر الشيء، وتدابر القوم: إذا ولى بعضهم عن بعض، والدبار مصدر دابرته، أي: عاديته من خلفه، والتدبير: التفكر في دبر الأمور قال تعالى: }فالمدبرات أمرا{ [النازعات/5]، يعني: ملائكة موكلة بتدبير أمور، والتدبير: عتق العبد عن دبر، أو بعد موته. والدبار (قال الأصمعي: والدبار: الهلاك، بالفتح مثل الدمار. انظر: اللسان (دبر) ) : الهلاك الذي يقطع دابرتهم، وسمي يوم الأربعاء في الجاهلية دبارا (بكسر الدال وضمها)، قيل: وذلك لتشاؤمهم به، والدبير من الفتيل: المدبور، أي: المفتول إلى خلف، والقبيل بخلافه. ورجل مقابل مدابر، أي: شريف من جانبيه. وشاة مقابلة مدابرة. مقطوعة الأذن من قبلها ودبرها. ودابرة الطائر: أصبعه المتأخرة، ودابرة الحافر ما حول الرسغ، والدبور من الرياح معروف، والدبرة من المزرعة، جمعها دبار، قال الشاعر: - 154 - على جربة تعلو الدبار غروبها (هذا عجز بيت، وشطره: تحدر ماء البئر عن جرشية وهو لبش بن أبي خازم، في ديوانه ص 14, واللسان (دبر) , والمفضليات ص 330, والعجز في معجم مقاييس اللغة 1/450) *** والدبر: النحل والزنانير ونحوهما مما سلاحها في أدبارها، الواحدة دبرة. والدبر: المال الكثير الذي يبقى بعد صاحبه، ولا يثنى ولا يجمع. ودبر (دبر البعير بالكسر، يدبر، والدبرة: قرحة الدابة والبعير) البعير دبرا، فهو أدبر ودبر: صار بقرحه دبرا، أي: متأخرا، والدبرة: الإدبار.