عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03-16-2012
 
الحارث بن همام
كاتب مبدع

  الحارث بن همام غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2704
تـاريخ التسجيـل : 19-07-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,039
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 892
قوة التـرشيــــح : الحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادة
افتراضي سلسلة حلقات تقول ثمالة

سلسلة حلقات تقول ثمالة سلسلة حلقات تقول ثمالة سلسلة حلقات تقول ثمالة سلسلة حلقات تقول ثمالة سلسلة حلقات تقول ثمالة

بسم الله الرحمن الرحيم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هذه مقالات كنت وعدت أبا عبدالرحمن أن أكتبها للإخوة الكرام أعضاء منتدى ثمالة وضيوفه وقرّائه . و قد تجمع لديّ من المادة العلمية كم كبيركفيل بكتابة عشرات المقالات ، ولا أقصد من كتابة هذه المقالات التحقيق اللغوي بالدرجة الأولى ، فهذا ميدان له فرسانه من أهل اللغة ، وقد كثرت الكتابة فيه ، ويوجد في منتدانا هذاموضوع متجدد في هذا الجانب هو : ( قل ولا تقل فوائد لغوية ) . وإنما قصدي من هذا الموضوع ـ المتجدد إن شاء الله ـ هو الجانب التراثي الثمالي بدرجة أولى ، حيث سأجمع ما قدرت على جمعه من الألفاظ والمصطلحات والتعابير الدارجة في ديار ثمالة ،والتي قد يشك في سلامتها اللغوية ، مفسرا لها ومحاولاً ربطها باللغة والحكم عليها ما أمكن ، مع شيء من الشواهد والأشعار والأخبار والأمثال ؛ وكنت عازماً على إنزال هذا الموضوع في منتدى التراث ، إلا أن المشرف العام أشار بوضعه في منتدى البيت الكبير ، وكلاهما قريب من هدف الموضوع ، وجعلت لها عنوانا هو : تقول ثمالة . ولا أزعم في هذه المقالات أن هذه الألفاظ خاصة بثمالة لكن أقول : هذا ما سمعت ثمالة تقوله ، وأعلم أنه يوجد غيرهم كثير يقولون مثل قولهم ، لكن ليس هدفي هو تحرير ما يمكن أن يقوله الآخرون ، فهم أعرف بما يقولونه ، وأنا أنقل ما سمعت قومي يقولونه ، بل قد لا يكون هذا القول شائعاً لدى ثمالة كلهم بل هو خاص ببعضهم . فهذه إذا مقالات ثمالية خالصة مبتكرة حررت في بلاد ثمالة ، قابلة للأخذ منها والقياس عليها . وقد تستمر طويلاً أو تتوقف بحسب تفاعلكم معها ، ولا أطيل في المقدمة ، وإليكم المقال الأول .


تقول ثمالة : ( عندي سوال يا شيخ ) بدون همز، أي سؤال ، وتقول : ( أسالك بالله ) بدون همز أيضاً ، أي : أسألك بالله .

قلت : ما تقوله ثمالة صحيح فصيح . وفي كتب اللغة : سِلت أسال سولاً : لغة في سألت حكاها سيبويه . وحكى بعض أهل اللغة : هما يتساولان ، ورجل سولة ، ورجل سوّال .

قلت أيضاً : وبعض ثمالة تقول : ( سِوال ) بكسر السين ، وبعضها يقول ( سُوال ) بالضم ، وكلاهما فصيح صحيح ، فقد نقل عن ثعلب : يُقالُ : سُوال بالضَّمِّ والكَسْرِ ، كجُوارٍ وجِوارٍ ، لُغَةٌ في سَأَلْتُ حَكَاها سِيبَوَيْه .
قلت : الكسر هو لغة ثمالة العليا ، وكسر الحرف الأول من كثير من الكلمات يتكررفي مواضع من كلامهم كثيرة غير هذه وهي غالباً الأفصح ، نحو ( سِوال ، حِمار ، جِفار... ) .
ومن أجمل ما قرأت ما نقل عن أبي علي الهجري في كتابه النوادر قال : " إن ثمالة وأهل السراة كلهم يقولون : التِّرحَّاب والتِّحبَّاس والتِّفرَّاق " أي : بتشديد التاء وكسرها .
قلت : صدق أبو علي ، وما أشبه الليلة بالبارحة ، ومرحى ثمالة مرحى !!!

















^^^^^^^^^^^^^
الحلقة الثانية



تقول ثمالة : ( هل عندك في هذا جابَه ؟ ) أي : هل عندك جواب ؟

وتقول : ( جباب ) لأجزاء الطين اليابس المشتد إذا تفتت أوصالاً عقب حراثة ونحوها والمفرد : ( جبابة ) .




قلت : هذا صحيح فصيح ، فالعرب تقول : جواب وجابة . وفي أَمثالِ العَرب : أَساءَ سَمْعاً


فأَساءَ جابةً . وأَصل هذا المثل على ما ذكر الزُّبَيْر بن بكار أَنه كان لسَهلِ بن عَمْرٍو


ابنٌ ضعيف العقل فقال له إِنسان : أَين أَمُّكَ ؟ أَي : أَين قَصْدُكَ ؟ فظَنَّ أَنه يقول


له : أَين أُمُّكَ ؟ فقال : ذهَبَتْ تَشْتَري دَقِيقاً . فقال أَبُوه : أَساءَ سَمْعاً فأَساءَ جابةً .




أما ( الجباب ) فأصله في اللغة ( جبوب) والمفرد ( جبوبة ) وثمالة تنطقها الآن : (جباب والمفرد جبابة ) .


وفي التاج عن ابن الأَعْرَابِيّ : الجَبُوبُ : المَدَرُ المُفّتَّتُ . وفي حديث أَبِي أُمَامَةَ قال :


لَمَّا وُضِعَتْ بِنْتُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في القَبْرِ طَفِقَ يَطْرَحُ إليهمُ الجَبُوبَ


وَيَقُولُ : سُدُّوا الفُرَجَ .


وفي حديث عُمَرَ : سَأَلَهُ رَجُلٌ كان محرماً ، فقالَ : عَنَّتْ لِي عِكْرِشَةٌ فشنَقْتُها بجبُوبَةٍ .


أَي : رَمَيْتُهَا حتى كَفَّتْ عن العَدْوِ . والعكرشة الأرنب .




ورحم الله الشيخ ابن عبيدالله فقد كنا نمر صغاراً في طريقنا للمدرسة مع مزرعته ،


فإذا كانت محروثة لتوها وفيها جباب يحتاج لتفتيت ، وقف في وسط الركيب ينتظرنا


في عودتنا من المدرسة ، فإذا مررنا بالقرب منه شنقنا بجبابة ، فنظنه يلعب معنا ،


فنضع حقائبنا جانباً وندخل الركيب جميعاً ، فنشنقه بالجباب ويشنقنا بمثله ، ويشنق


بعضنا بعضاً ، ونبقى هكذا ما بين قاذف للجباب ، وآخر يفتت لصاحبه ، وثالث يركض برجله ،


حتى إذا انقضى الغرض أعلن رحمه الله الهدنة ، ثم يدعونا للبستان فينفحنا بقليل من العنب وشيء من ( الفراطة ) .

رحمه الله ما ألطفه في التعامل مع الصغار وما أحكمه !!




وأترك لكم كلمة ( الفُرَاطة ) للتعرف على أصلها .




# في صفحات هذا الموضوع بقية الحلقات التي كتبها الكاتب الحارث بن همام.حيث تم دمجها (إدارة المنتدى)
رد مع اقتباس