صحيح اللسان
بَلِيْنا وما تَبْلَى النجومُ الطوالعُ وتبقى الجبالُ بَعْدَنا والمصانعُ
د عبد الله الدايل
كثيراً ما نسمعهم يُخطِئون في قراءة هذا البيت المشهور وهو للبيد بن ربيعة، فيقولون: بُلَيْنا بضمَّ الباء، وكسر اللام مِن (البلْوَى)، وهذا خطأ، والصواب: بَلِيْنا بفتح الباء، وكسر اللام – من (البِلَى) وهو الفناء؛ لأنَّ الشاعر يتحدَّث هنا عن الفناء فكلّ الناس صائرون إلى فناء وتبقى حركة الزمان مستمرة فالنجوم طوالع والجبال والبيوت ثابتة، جاء في الوسيط: «(بَلِيَ) الثَّوْبُ – بِلًى وبَلاَء : رَثَّ، والدار ونحوها: فَنِيَت» و»بَلاَهُ» بَلوًا، وبَلاَءً: اخْتَبَرَه» أي أنه يقال: بلاه يبلوه إذا جرَّبه واختبره، وبُلَِىَ وابْتُلِي إذا امتُحِنَ كذلك. والشاعر هنا لا يريد البَلْوى أو البلاء وهو الامتحان ولكن يريد (الفناء)، من بَلِيَ يَبْلَى فهو بَالٍ أي خَلِق وفَنِيَ.
لذا فالصواب: بَلِيْنا بفتح الباء لا بُلِْينا بضمَّها.