[صقر قريش]

عكاظ:( الأحد 08/05/1430هـ )العدد : 2877
تعليم الصيغ وتعليم المعرفة
محمد العثيم
في سياق الحديث عن المجتمع المعرفي في خطط التنمية تحدث الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم في تصريح نقلته جريدة الوطن السعودية الإثنين الماضي أن طموح بلادنا هو تحقيق نظرية مجتمع المعرفة في العام 2022م. وذكر في السياق نفسه أن التربية والتعليم هي حجر الأساس في التنمية والتطور التقني الذي سينقلنا إلى مصاف الدول المتقدمة.وحقيقة فرغم كل ما عشناه، ولا زلنا نعيشة من معاناة مع تعليم الصيغ فإن آمالا واسعة بدأت حالة من التفاؤل لدى كل أب، وأم وطالب وطالبة ومعلم، ومعلمه بتغير سريع في وزارة التربية والتعليم بعد إسناد هذه الوزارة لرجال عرفوا بشجاعة القرار المعتدل، وتبني العلم والحوار في سبيل صالح الوطن.لقد جاء سموه بالوعد من فكرة مسبقة عن حال التعليم الذي ملأ الحديث عنه الصحف في السنوات العشر الماضية، وعجز الإدارات السابقة عن تفكيك التركيبات الصيغية السائدة، والتغلب على ضخ الأدلجة المسرفة.
ضيق المساحة يجعلني أضع سطورا عن مطولات في ما كان الكلام عنه خلال سنوات وكان العقبة الكأداء في إنجاز عقول معرفية نيرة تتعامل مع الواقع، ولا تفصل الطالب، والمدرسة عن الأسرة والمجتمع، وقطاع الأعمال. أول هذه المطالب تبديل تعليم الصيغ بتعليم المفاهيم، والتفكير، وسلوك العمل حيث أن تعليم الصيغ، والأدلجة الذي خبرنا لم ينتج إلا الجمود وقد تجاوز العالم صيغ اللغة القديمة في التعليم إلى مصطلحات ومفاهيم دلالات جديدة وزحفت اللغات الأجنبية علينا لتسد عجزنا المعرفي، وشكرا للملك عبد الله الذي يقود مسيرة العلم، والمعرفة بشجاعة.وثاني هذه المطالب تأكيد استعمالات المعلوماتية بأساليبها الجديدة ليعرف الطلاب أن الإنترنت ليس مجرد (ماسنجر) و(شات) و(تقليب صور) مع تخصيص إرشاد بنظم المعلومات، ومواقعها وكيف يستفيد الطالب منها في البحث والتحصيل عن طريق ربط المعرفة العامة بالمنهج.ومطلب التبديل في الصيغ يستلزم استبدال الكتاب المدرسي الحالي بكتاب جديد مرتبط بالمعارف العامة ولغة الحياة وممكن القراءة حتى لا يضطر الطالب والأستاذ للبحث عن الملخص، بل الأفضل حصر مواد المرحلة كاملة بكتاب واحد يحوي أهم ما في العلوم والآداب لتلك المرحلة.تحديث البرامج اللا صفية للطلاب ضمن مناهج معروفة لا تتيح اجتهادات شخصية من المعلمين، تأسيس برامج ثقافية، وفنية كبيرة منوعة حسب التوجهات والمواهب الفنية بما فيها الموسيقى والتمثيل وإتاحة بيئة صحيحة لتعلم الفنون التشكيلية، ومن مفهوم أن الفنون الراقية خيارات مهمة في مناهج التعليم.كما قلت تغمرنا السعادة بالتحولات الكبيرة في عالم التربية والتعليم لأنه قادة بناء المجتمع كما جاء في تصريحات سمو الوزير المتكررة.
عكاظ:( الأحد 08/05/1430هـ )العدد : 2877
هي الأمانة يا نورة
سعد عطية الغامدي
معالـي الأستاذة نورة الفايز نائبة وزير التربية والتعليم لشؤون البنات فازت بالمركز الحادي عشر في قائمة مجلة "التايم" الأمريكية لأكثر (100) شخصية مؤثرة على مستوى العالم لعام 2009م متقدمة بذلك على الرئيس الفرنسي "ساركوزي" الذي جاء في المرتبة الرابعة عشرة وعلى الرئيس الأمريكي "أوباما" الذي جاء في المرتبة العشرين إلى جانب العديد من الشخصيات القيادية عالمياً في مجالات السياسة والاقتصاد والفن والرياضة.واختيــار نورة جاء قبل أن تكمل المائة يوم في عملها الجديد، وهي الفترة التي أصبحت في كثير من الأحيان المقياس الزمني لاختبار قدرات وإمكانات من شغل منصباً أو تولى مهمة من المهمات، ومن ثم فليس لنورة نصيب كبير ــ بعد ــ من هذا الاختيار في القائمة من حيث الإنجاز لكن المركز الذي احتلته جاء بسبب شغلها هذا الموقع الحيوي الذي يعد اختباراً حقيقياً لقيام المرأة السعودية بدورها في بناء مجتمعها وفي نقله إلى درجة أعلى عبر إسهامات نصفه الآخر التي كانت مغيبة عن هذه المراكز من مواقع المسؤولية في القطاع العام .الخطــوة التي تستحق التقدير هنا هي قيام خادم الحرمين بهذا الاختيار الذي (إن كتب له النجاح) وقامت نورة بإنجاز تفوقت به على زملائها من الرجال وأثبتت فيه قدرة المرأة السعودية على أن تكون محل ثقة فإنها بذلك قد أعطت للاختيار قيمة، وأعطت لكثيرات من السعوديات فرصة ثمينة يتاح لهن ولبلدهن من خلالها أن يقمن بدورهن في البناء والتأثير، وهو ما تحتاج فيه نورة إلى أن تستثمر كل إمكاناتها وقدراتها بل وتستعين في ذلك بكل الزميلات القادرات حتى يأتي اليوم الذي تحتل فيه نورة المركز الأول على قائمة مجلة تايم وغيرها بما حققته من إنجازات وبما أثبتته من قدرات.إذا كانت فترة الستينيات الميلادية في الولايات المتحدة الأمريكية قد شكلت بداية تحرر السود وانطلاقتهم نحو أخذ نصيب ــ مهما قل ــ من المساواة مع العنصر الأبيض هناك، فإن الفترة نفسها شهدت في المملكة هنا بداية حصول الفتاة السعودية على حقها في التعليم العام أسوة بنظرائها من الذكور، وإذا كان السود في أمريكا قد حصدوا الجائزة بانتخاب أوباما رئيساً أسود في 2009م، فإن المرأة السعودية قد حصدت الجائزة باختيار نورة الفايز صاحبة معالي نائبة لوزير التربية والتعليم، وقد نال أوباما ثقة مواطنيه بنسبة (70%) عند انتهاء المائة يوم في المنصب، وأرجو أن تنال نورة نسبة مماثلة أو أعلى حين إكمالها (100) يوم عمل في منصبها الجديد. إن الثقة أمانة ثقيلة لمن يعرف قيمتها لكنها جميلة لمن يؤديها حق أدائها.