ألمانيا: المراهنون على اليورو لن ينجحوا
برلين ـــ رويترز:
قال فولفجانج شيوبله وزير مالية ألمانيا: إن العملة الأوروبية الموحدة وجدت لتبقى، وأن من يراهنون على عدم استمرارها يرتكبون خطأ. وقال شيوبله في مقابلة تنشرها اليوم صحيفة بيلد أم زونتاج: إن زعماء كل دول منطقة اليورو متفقون على أن اليورو يخدم مصالحهم المشتركة، وإن العودة إلى عملة وطنية لكل بلد ستكون خطأ.
وقال شيوبله: من يراهنون بأموالهم على اليورو لن ينجحوا.. اليورو لن يفشل.. اليورو يفيدنا جميعا وسندافع عن نجاحه"، ويلتقي الزعماء الأوروبيون هذا الأسبوع لبحث سبل حل مشكلة ديون منطقة اليورو، التي أوقدت شرارة عمليتي إنقاذ لليونان وإيرلندا، التي يقول محللون: إنها قد تصيب دولا أخرى. ومن المتوقع أن يتفق الزعماء على شروط آلية إنقاذ دائمة للكتلة.
وانحسرت الضغوط قليلا عن أعضاء في اليورو يعانون عجزا مرتفعا على مدى الأسبوع المنصرم، بعدما اشترى البنك المركزي الأوروبي سندات حكومية، ما خفض تكاليف الاقتراض لدول تقع في جنوب أوروبا. وقال شيوبله: إن انسحاب دول مثل تلك الواقعة على تخوم المنطقة من العملة الموحدة ليس خيارا مطروحا.
أوباما يدعو حزبه لإيجاد حلول بشأن التسوية الضريبية
واشنطن ـ الفرنسية:
كرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس نداءه إلى الكونجرس للمصادقة على التسوية الضريبية، مؤكدا أنه يرفض معاملة أبناء الطبقة الوسطى الأمريكيين بوصفهم "أحجار لعب". وأثار الاتفاق الذي أعلن الإثنين الماضي أن أوباما أبرمه مع الجمهوريين بشأن تمديد الإعفاءات الضريبية للأغنياء لمدة سنتين، معارضة في صفوف النواب الديموقراطيين الذين عارضوا تبنيه باعتبار أن الرئيس قدم تنازلات كثيرة للجمهوريين.
وقال أوباما في كلمته الأسبوعية "أقر أن عددا من أصدقائي من أعضاء حزبي، ليسوا مرتاحين بالنسبة لبعض النقاط في هذا الاتفاق، وخصوصا الإعفاءات الضريبية المؤقتة للأغنياء، وأنا أشاطرهم قلقهم"، وأضاف "بديهي أنه على المدى البعيد، وإذا أردنا تحقيق التوازن في الميزانية، لا يمكننا السماح بمثل هذه الهدايا الضريبية للأكثر ثراء، وخصوصا عندما نعرف أن خفض العجز يتطلب تضحيات من الجميع".
وقال أوباما "في الوقت نفسه لا يمكن أن نسمح بمحاصرة الطبقة الوسطى، الناس تريد منا إيجاد حلول، وليس تسجيل نقاط، ولن أسمح بأن تعامل عائلات الطبقة الوسطى مثل أحجار على رقعة اللعب، لذلك أدعو أعضاء الحزبين إلى المصادقة على هذه الخطة، وأنا واثق أنهم سيفعلون الصواب من خلال تقوية الطبقة الوسطى وإنعاش اقتصادنا".
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن أن هذا التمديد في التخفيضات الضريبية سينتهي في عام 2012، ما سيغذي نقاشات حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف أيضا أنه حصل في المقابل على تمديد العمل بتعويضات البطالة حتى نهاية 2011 وغيرها من المساعدات للطبقة المتوسطة.
دبلوماسية بدون دبلوماسيين!
عبد الوهاب الفايز
من الجوانب المهمة التي كشفها تسريب الوثائق عبر "ويكيليكس" هو مدى كفاءة وجدارة واحترافية معدي التقارير، فمما نشر يتضح أن المشاكل والكوارث والحروب التي يشهدها العالم الآن وشهدها في العقود الثلاثة الماضية، كل هذه ربما وقعت بسبب آراء غير حكيمة وانفعالية ووليدة اللحظة أو بسبب معلومات غير دقيقة، نظرا لعدم كفاءة ومهنية من يجمعها، أو متعمد تحويرها وتزييفها لأهداف خاصة لمجموعات سياسية في سدة الحكم وليس لها علاقة بمصالح الشعوب أو بمبادئ العدالة الدولية أو حقوق الإنسان.
التقارير التي نُشرت يتجلى فيها ضعف المبنى والمعنى، وهي أقرب إلى الوصف الانطباعي، وتعكس أداء الجيل الجديد من العاملين في الأجهزة الدبلوماسية والاستخباراتية، وهم أقرب إلى الموظفين التكنوقراط الذين تتم برمجتهم على تنفيذ أعمال يومية روتينية محددة، وهذا عكسته التقارير المنشورة، ومؤسف في حق الإنسانية أن تكون قرارات مصيرية اتخذت أو تتخذ بناء على معلومات هذه التقارير وتوصياتها.
أين هذه التي نقرأها هذه الأيام من تقارير السفراء والدبلوماسيين السابقين للإمبراطوريات والدول السابقة، حيث تجد فيها العمق ورؤية رجل الدولة المثقف الذي يعرف كيف يقدم الآراء والمعلومات التي يتم بموجبها اتخاذ القرارات الأساسية، وفي التاريخ الحديث هناك مثال للتقارير والآراء التي كانت الرحالة والدبلوماسية البريطانية (جر تروود بيل) تعدها عن الشرق الأوسط، فقد كانت تقاريرها من المدخلات الأساسية التي تمت في ضوئها صياغة سياسة بريطانيا في الشرق الأوسط.
قد تكون هناك مبررات موضوعية لهذا التراجع المعاصر، فتوسع العمل السياسي والدبلوماسي الدولي أدى إلى استقطاب موارد بشرية عاملة غير مدربة وغير مؤهلة ولا تتمتع بالثقافة السياسية والدبلوماسية الضرورية التي تستطيع الموازنة في رؤيتها للأمور بين المصالح القومية الأساسية لبلادها، وأيضا مصالح الدول والشعوب.
وإذا أخذنا أمريكا كمثال، نجد أن أداء الجيل الجديد من الدبلوماسيين والعاملين في قطاع الاستخبارات لا يعكس ما يتطلع إليه الرواد الذين عملوا في هذا المجال، ومن أبرز منتقدي الأداء الدبلوماسي للجيل الجديد هو جورج كينان، أحد رواد الفكر السياسي والدبلوماسي، ومؤسس مبدأ الاحتواء في القرن العشرين، وقد عبّر عن رأيه بشكل نقدي وحاد في الأداء السياسي الدولي لأمريكا في أكثر من لقاء، ويرى أن الدبلوماسيين الجدد ينقصهم الفهم العميق للقضايا الدولية، ونشر مقالا مخصصا بهذا الغرض في مجلة (الشؤون الخارجية عام 1997)،" وضع له عنوان: دبلوماسية بدون دبلوماسيين.
إننا إزاء سؤال شرعي ووجودي: كيف نأمن على مستقبل العالم وعلى مستقبل الشرق الأوسط، وكيف نثق بنوايا وسياسات الدول الكبرى إذا كان أداء مؤسساتها السياسية يعتمد آراء ومعلومات تنقصها المهنية والاحترافية.. وتوجهها الأهواء والمصالح الخاصة بعيدا عن مصالح الشعوب؟