عرض مشاركة واحدة
قديم 08-22-2011   رقم المشاركة : ( 196 )
خلف بن عبدالعزيز الثمالي
شاعر

الصورة الرمزية خلف بن عبدالعزيز الثمالي

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 282
تـاريخ التسجيـل : 22-02-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 2,625
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 2519
قوة التـرشيــــح : خلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادةخلف بن عبدالعزيز الثمالي تميز فوق العادة


خلف بن عبدالعزيز الثمالي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رحلتي إلى مناطق جنوب غربي المملكة العربية السعودية (1800صورة/4500كم /13 يوماً)

الحلقة السّابعة عشرة
والأخيرة
ولمّا أدركت أنّه أمرٌ من الصّعوبة بمكان أن أداوم يوميّاً
من الطّائف إلى مدرسة وادي مقسى ,سكنت هنالك
وفي غرفةٍ خربةٍ لكنّني قمت بترميمها ,وبسد ثغورها
وإحكام بابها,وقفلها,لأن المسافة من الطّائف إلى رأس
العقبة بحدب بالحارث فقط تصل إلى مائة كيلاً,وهذه ليست
مشكلة كنت أقطعها في أقل من ساعة,ولكنّ المشكلة
تكمن في النّزول,أو الصّعود مع العقبة الخطيرة,وتحتاج
إلى عربة ذات دفع رباعي, وبالرغم من أنّ المسافة من
أعلى العقبة إلى أسفلها لاتتجاوز الثلاثين كيلا إلاّ أنّنا
نقطعها في أكثر من ساعة حتّى نهايتها ,ومن ثمّت
نواصل مسيرنا مع الوادي ولمدة نصف ساعة حتّى نصل
إلى المدرسة,إذاً هذه فقط ثلاث ساعاتٍ نمضيها في الذّهاب
ومثلها في العودة,وعبر تلك العقبة الخطيرة,هذا ماجعلني
أستقر هنالك رغم أنفي.
إنّ هذا الغور(تهامة بالحارث) يكاد أن يكون بيئة مختلفة
تماماً عن البيئة في سراة بالحارث وهذا شأن تهامّة كلّها
المحصورة بين الجبال والبحر,فدرجة الحرارة مرتفعة
جدّاً في صل الصّيف,وينتشر النّاموس بكثرة,والزّواحف
إلاّ أنّك تستمتع بجوٍ لطيفٍ معتدل وذلك في فصل الشّتاء
البارد,ويعمل أهل هذا الوادي أي وادي مقسى برعي
المواشي من إبل وماعز,وينتجون العسل بأنواعه,ويشكل
الفحم لديهم مصدر دخلٍ لهم ذلك أن أشجار السّمْر
والقرض ,وغيرها متوفرّة لديهم,ويوجد في هذه المنطقة
أيضاً أشجارعطريّة كالحبق,والضيمران,وتوجد لديهم
شجرة الحلفاء,والطّرف التي تستخدم في حشو الوسائد
وهذا الوادي أيّها الأحبّة يعتبر رافداً من روافد وادي
الليث العظيم إذ يختلط سيلة القادم من المنحدرات
الغربية لسراة بالحارث بالسّيل القادم من رقية
وهو سيل قادم من مرتفعات بلاد ربيع عبر أيّان
لتجتمع كلّها في منطقةٍ تسمّى فُلُح ومن ثمّت تصب
جميعها بوادي الليث الذي يصل سيله إلى غميقة
المجاورة للبحر,ومثل هذه الأودية أيّها الأحبّة في الله
تكون سيولها خطيرة جدّاً,ولقد اجتاحت الكثير من
المنازل والأفراد السّاكنين بهذه المناطق,خصوصاً
بالليل إذ أنّ أحدهم قال لي كانوا ينامون خصوصاً المسافون
بالليل في جوٍ لايتوقّع فيه نزول أمطار البتّة,ولكنّ الأمطار
وفي نفس الليلة قد سقطت في مكان بعيد لم يشعروا
بها ليأتي سيلها وهم نائمون ومن ثمة يجتاح كل من في الوادي إلا من رحم ربي,وهذا ما حصل لمفتاح الفهمي
هو وزوجه رحمهما الله وأسكنهما فسيح جنّاته حين
أوقف الرّجل عربته وأراد أن يأخذ هجعةً من الليل
ولكنّه غطّ في سبات عميق وذلك في وادي الليث
ولم يكن هنالك مايوحي بنزول أمطار ,ولكنّ السّيل أتاه
بالليل ومن أعلى الوادي فداهمه كمايقولون (سيل بلا مطر)
أمّا عقبة الثّنيّة فقد استشهد فيها بن مشيط البنيوسي
الحارثي هو وأحد الأشراف وكانت عربتهم من نوع
(رانج روفر),وذلك حينما صعد بن مشيط ليستقبل
ضيفه الشّريف,ومن ثمّت انزلقت العربة بهما
وأتت على هوّةٍ مرتفعةٍ ليس بعدها إلاّ خواء رهيب
ألقى بهم في مكانٍ سحيق في أسفل وادي مقسى ونهاية
العقبة,ولكنّ أحدهم قد ألقى بنفسه من العربة لست
أدري أهو الشّريف أم مضيفة,ولست أدري إن كان
قد نجا أم لم ينج .
وعلى أيّة حالٍ عشت لسنةٍ كاملةٍ في تلكم الأجواء
عجنت فيها وخبزت واسضأت بنور الله ثمّ بنور
الإتريك والفانوس,وعدت إلى العصر الحجري
كثيرا,ولكن بمرور أسبوعٍ فقط على سكناي في هذه الغرفة
أتى ليسكن بجواري بوّاب المدرسة وفي غرفةٍ خربةٍ هي
الأخرى إلى جانب غرفتي هذه,ودعوني أقف هنا وأنتم كذلك تقفون إعجاباً عند هذا الرّجل,فأنعم وأكرم به من رجل,
رجلً أيّها الأحبّة لا يقرأ ولا يكتب ولكنّه مدرسة مستقلّة
يستفاد منها في علوم الرّجال وقد حوى الخبرة,والتّجربة
والفراسة إنّه مفرّج البنيوسي الحارثي,والذي تعلّمت منه
الكثير والكثيرأبسطها كيف أذبح الذّبيحة وأسلخها وأطبخها
وكيف أجن من العود العسل,لقد كان يمثل لي القبيلة
والأهل والأب هنالك أنساني الخلوة ,وعاملني وكأنّي
ابنه الوحيد,وإن أنسى لا أنس يوم أن نهرني وبشدّة
بل وكاد أن يضربني,وذلك عندما جلست في بطن الوادي في يومٍ ماطرٍ أشرب الشّاي وأدعوه لذلك فأخذ يكرر علي
بأن أنهض وأعود إلى غرفتي, ولمّا لم أستمع له نهرني
بشدّة حتّى احمرّ وجهي,وقد قال لي أتاك السّيل ألا تسمع بدويّه من أعلا الوادي حين ذلك أدركت مايقصده ثمّ
أخذ يحدّثني عن قصّة بن مشيط رحمه الله,وقصّة
مفتاح,وبالفعل ماهي إلا عشر دقائق فقط إلا وبالسّيل
العرمرم يقدم إلينا وذلك من ضفة الوادي إلى الضّفة
الأخرى فأخذنا جميع أوراقنا المهمّة وغيرها من غرفتينا
وصعدنا الجبل ولم نعد إلى الغرفتين إلا بعد ساعتين
حين هدأ السّيل وانخفض منسوبه,وقد وجدنا الغرفتين
تطفح بالمياه,كما أنّ العقبة قد اندمرت تماماً,ولن
يبق هنا إلا أنا والعم مفرّج,أمّا المعلّمون فقد حصلوا
على اسبوعين يداومون خلالها في مدرسة الخضراء في الحدب ويكفيهم التّوقيع فقط حين ذلك قال مفرّج: اركب العربة
يا أبا وليد فلن نجلس هنا وهم يستمتعون بهذه الإجازة في الطّائف ,قلت: ولكن العقبة لن نستطيع الصّعود معهاقال:أعرف طريقاً آخر ولو أنّه أبعد ولكن أفضل من
جلوسنا هنا بلاء ماء وزاد وبالفعل سلكنا طريق فلح
وجمعه,ورقيه والسّيل يدخل علينا في العربة من
شدّة تدفقّه وارتفاعه,ولكنّني بدأت أشعر بالجوع والليل يداهمنا
والسّيل يخيفنا,كنّا نخاف بأن تتعطّل علينا العربة,ولكنّ مفرّج
آوى بنا إلى منزلٍ يعرف أهله ,ولكنّنا لم نجد صاحب المنزل
إلا أن امرأته حيّت بنا ورحبّت بنا وقالت: تفضلا لكأنّي
بكم وقد تقطّعت بكم الأسباب وبالفعل دخلنا وقدّمت لنا
خبزاً معه السّمن والعسل والقهوة العربية,ثمّ راغت
إلى حضيرة أغنامها ولكنّنا حلفنا أن لا نأكل بعد هذه الوجبة
لقمةً واحدة,حين ذلك قلت لمفرّج: أنعم وأكرم بها من امرأةٍ
ولقد ذكّرتني بوالدة حاتم والذي ورث عنها حاتم الكرم فقال:
أو حسبتها من اللائي أكلن الهمبرجر والبيتزا ؟قلت:ومن أين
عرفت أنت ياهذا الهبرجر والبيتزا؟قال بعد أن رأيتك
قد حننت عليهما وأنت في مقسى !!! قلت له: لقد رأيتك
تسعى إليهما جاهداً ياعم غير أن الطائف بعيدة .
ثمّ واصلنا مسيرنا عبر أيّان,وفراع ربيع حتى وجدنا خط
الجنوب ولم نصل الطّائف إلا في ساعةٍ متأخرّةٍ من الليل
وقد عدّونا أهلونا وزملائنا في أعداد المفقودين إلا
أنّنا وصلنا بفضل من الله ورحمة.
ولقد زارني في مقسى أكثر من مائة ضيف أكثرهم من
بني قومي,ولقد اجتمعوا ضيوفي برجال بنيوس
في ليالٍ ولا أروع وتحت ضوء القمروشبّة النّار
ودارت الكثير من القصائد والمجالسيات ,والقصص ,وكانوا
بني أوس لا يعتبرونني من قبيلة ثمالة طيلة تلك الفترة
بل عدّوني بنيوسيّاً وأن ضيوفي هم ضيوفهم بل وكانوا
يتبرعون لي بالذّبائح التي أذبحها لضيوفي في الكثير
من الأحيان,وبالعسل أيضاً,بل أن أحدهم كان يأتيني أنا ومفرّج بالذّبيحة لكي يتعشى معنا ويسمر
فأنعم وأكرم برجال بنيوس.
ولكنّني لم أدرّس إلا ثلاثة طلاّب فقط وذلك بأسلوب
الدّمج نصف الحصّة لطالبين في الصّف الأول,ونصفها
الآخر لطالبٍ في الصف الثاني الابتدائي,والمدرسة
كلّها وذلك من الصّف الأول إلى الصّف السادس
12طالباً فقط ,ولكم أعجبتني لهجتهم والتي تجد فيها
روح اللغة العربية الفصيحة كقولهم : قلميَه ,كتابيَه
غنميَه,وذات ليلة ,لهجتهم هذه التّهامية تختلف عن
لهجة بني عمومتهم في قيا , وسكّان قيا هؤلاء
هم من بنيوس أيضاً ولقد درّست في مدرسة قيا ولمدّة
عامين,وكانت لهجه هؤلاء ( أهل قيا ) كلهجة قبيلة عتيبة
وتميل كثيراً إلى اللهجة النّجدية,أمّا سكان السّراة
فلا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء لهم لهجة خاصّة
بهم كقولهم : إكسع بمعنى إرجع,وأهواك على مايبدو
أنّها اسم إشارة بمعنى هذا,وشُنّة بمعنى قليل,ومنقود
بمعنى كثير,... ولكن منهم أصحاب الفضيلة والعلماء
والمثقفين,أمّا سكّان مقسى فما زالوا على سليقتهم وفطرتهم
تلك الجميلة,وهم أكثر هدوءاً من غيرهم,بينما أهل قيا
كأنّما هم على صفيحٍ ساخن وفيهم الكرم والشّجاعة.
وبصفةٍ عامّة أنعم وأكرم بقبيلة بالحارث هذه القبيلة
التي يدخل أحد أفرادها إلى قلبك دون استئذان,وهم اجتماعيون بدرجةٍ لم أعهدها في أي قبيلة أخرى,ويإمكانك
أن تدخل إلى قلوبهم متّى رقّقت العبارة ,ولو كانت غيرذلك
فانج بنفسك ,ولا ينبئك مثل خبير.
إذا وداعاً بالحارث و إني لأهديكم هاتين القصيدتين النبطيتين
والتي كنت قد كتبتهما في وادي مقسى وهما ستعبران عن
نفسيهما وعنّي :


[poem="type=1 color=#000066 font="bold medium Arial, Helvetica, sans-serif""]الله على فوج(ن) مع الصبح نسّا=نسنس على تهامة وشتت لي حسوس[/poem]
[poem="type=1 color=#000066 font="bold medium Arial, Helvetica, sans-serif""]
ميّل شجر ضهيا تنامى بمقسا=ميّل قرضْها وسمْرها واسعد نفوس
وياعل وبل(ن) سيله اليوم عسّا= يسقي البشام وديرة رجال بنيوس
أهل الوفا و الجود فيهم ترسّا=واهل الأصالة فيهم الطّيب مكبوس
واهل العسل و البل و اصحاب دبسا=وجبالهم يرعى بها الوبر بغلوس
واهل الملال اللي لها يدام غمسا=سمن وحليب وتمر و البن محموس
ياليتها ثنتين تحصل و كبسا=نور وسفلت وعل ماغاب مدروس
لجل الثنية دربها راح نكسا=عزي لمن يمشي على درب منكوس
يحمل مع يدينه على الدرب نفسا=بالذات في اللزة ليا دق ناقوس
أردت رجال وروحوا يوم رمسا=والله يستر لاصبح بيوم مرموس
ماينزل الا الجيب ماهي بملسا=ينزل بواحد والدبل فيه مندوس
مرّه انكسر في الجيب سسته وترسا=أثّر على الدفرنس واخرب له عكوس
وليننا وسط الجبل مثل حبسا=لانقدر ندحدر ولانطلع الروس
خفنا ليا جا الليل و الليل ممسا=يهجم علينا الذيب من غار مدسوس
لاكن رحمنا الله وحسيت حسا=إن الفرج حاصل بعد ضيق ونحوس
إلا بجيب التربية جاي همسا=ها ثم ركبنا فيه قلنا له يدوس
حتى وصلنا المدرسة عقب نحسا=قال المدير العلم قلنا له تروس
ويا غرفه بمقسى نزل فيك تعسا=اليا انطفى الاتريك نوضي بفانوس
فيها من الخفسات مليون خفسا=مع كل خفس يجيك عقرب وخنفوس
ومرّه تجيك جريوة الأخ عبسا=واحيان وزغ و أكثر الوقت ناموس
ومرّه تصور لي على شكل بسا=جنّي وعشيته ولاجاني نعوس
سميت بالرحمن عشرة وخمسا=لكن دعيت الله ولا اصبحت ملموس
يا اخواننا بالمركز وعز انسا=شوفوا لخلف دبرة تروا الحال محيوس
والختم صلّوا عداد ما فوج نسّا=على النبي وعداد قلب له حسوس
[/poem]


[poem="type=1 color=#000066 font="bold medium Arial, Helvetica, sans-serif""]من وسط مقسى في تهامة تهيضت=حدر السحاب اللي تحرك عشية[/poem]
[poem="type=1 color=#000066 font="bold medium Arial, Helvetica, sans-serif""]
ناش الحدب فوق الثنية و لي نضت=يابارق(ن) رعده فجعني دويه
ذكرني اللي مابغيره تعوضت=من صد عن عيني وروحي الشقية
مايدري اني عقب هجره تعرضت=للموجعات بليلة(ن) سرمدية
يالله انا من لايع الشوق فوضت=أمري إليك وفتنة العامرية
يقوله اللي قال يا ناظري فضت=من لايح البرقي براس الثنية
[/poem]

وداعاً بالحارث وإلى الدّار الحمراء


















































هناااااااالك الدّار الحمراء وهي لخديد فأنعم وأكرم بهم
ولكننا لا نستطيع أن نتحدث عن قبيلة عتيبة الكبيرة
وديارهم المترامية الأطراف , لأن رحلتنا هذه مقصورة
فقط على الجنوب وقبائل الجنوب




















الدّار الحمراء










نقترب من وادي السّياييل وبالمناسبة لديهم أجود أنواع العنب على الإطلاق















منظر بديع لهذا الوادي


















































والآن ايّها الأحبّة في الله سنذهب إلى ديار حليمة السّعديّة بقرى الذويبات وذلك عن طريق قرى الثّبتة من جهة شقصان





هي منطقة نائية والطريق إليها غير مسفلتة ولكنّها معبّدة ومع ذلك تصلها العربات الصغيرة بصعوبة ولكن العمل جارٍ على سفلتتِها وبإمكانكم فيما بعد الذّهاب بكل سهولة ويسر .






























ومازلنا في الطّريق إلى ديار حليمة ومسجدها




















آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس