عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-29-2010
 
الحارث بن همام
كاتب مبدع

  الحارث بن همام غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2704
تـاريخ التسجيـل : 19-07-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,039
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 892
قوة التـرشيــــح : الحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادةالحارث بن همام تميز فوق العادة
افتراضي إنا لله وإنا إليه راجعون

إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون إنا لله وإنا إليه راجعون




بسم الله الرحمن الرحيم


حكم المنية في البرية جار
ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يرى الإنسان فيها مخبرا
حتى يرى خبراً من الأخبار
طبعت على كدرٍ وأنت تريدها
صفواً من الأقذار والأكدار !!!



الأخ محمد بن مصلح الثمالي أخ شقيق ، وقريب عزيز ، لا يتجاوزني في السن إلا بعام واحد .
لذا نشأنا معاً سوياً متقاربين ، ودرجنا معا صغاراً متحابين ، نتفق كثيراً ،فنسير على الطريق ، ونختلف قليلا ،فنواصل السيرعلى الطريق نفسه . لا استطيع أن أفارقه ، ولا هو
يستطيع .
درسنا معا جميع مراحل الدراسة ( ابتدائي ، متوسط ، ثانوي ، جامعة ) لم نختلف في شيء سوى تخصص الجامعة . كان متفوقاً في جميع مراحل الدراسة ، مما كان يحفزني

لأفعل مثله . دخل الأبتدائية قبلي بعام ، وتخرج من الجامعة قبلي بعام . عمل معيدا بالجامعة فعملت مثله ، ابتعث لأمريكا ثم عاد ليعمل في الجامعة ليجدني انتظره في الجامعة نفسها ، بنيت سكناً لي في أحد أحياء مكة ، فجاء وبنى سكنه بالقرب مني .
كنت استمع إليه في كثير من الأمور ، وكان يستمع إليّ . كان أول شخص يمكن أن اتصل
إليه في فرح أو ترح ، وكنت كذلك بالنسبة إليه .
تدرج في الجامعة في الدرجات العلمية حتى درجة الأستاذ ( بروفسور ) وتدرج في المناصب
الإدارية من رئيس قسم حتى وكالة الجامعة للتطوير .
كانت أهم صفة أجدها فيه العقلانية وتركز التفكير وحب الابتكار ، وهي صفة كانت تلازمه منذ الصغر ( اذكر أنه في صغره ، صنع سلاحا لصيد الطيور ابتكره ابتكاراً ، يتكون من خشبة

لها زناد من حديد وسهم من حديد ومطاط ..) وكانت له عقلية رياضية ، فبالرغم من أن تخصصه لم يكن علمياً إلا أنه كان يجيد علم الرياضيات بكفاءة عالية . وهذه الكفاءة الرياضية إلى جانب حب الابتكار والتجديد دفعاه إلى تأليف كتابه (أنظمة إيقاع الشعر العربي )فمع أن تخصصه جغرافيا بشرية ، إلا أنه كتب هذا الكتاب الذي درس فيه أوزان الشعر بطريقة رياضية ، فأتى بنظرية جديدة لم يسبق إليها فيما أعرف . وقد عرض عليّ هذا الكتاب وهو مسودة ؛ لمعرفة رأيي ، فقلت له : هذا تخصص لا أحسنه . ثم علمت أن كثيرا غيري عجز عن فهم الكتاب ، إلا أني اطلعت على كتابات من متخصصين في علم العروض ، ورأيتهم يثنون عليه ، ويصفون ما أتى به ( بنظرية الثمالي ) وذلك في مقابل نظرية الخليل بن أحمد في دراسة بحور الشعر . ويقارنون بين النظريتين وأيهما أصلح وأصدق .... فجعلوا منه نداً للخليل بن أحمد .
فلله درك يا أبا مازن ، فليس هذا بغريب عليك ،فلقد علمتك ذا مواهب ، ولقد علمتك متأدباً تحب الأدب والشعر منذ المراحل الأولى من حياتك ، ومازلت أذكر وأعلم الكثير من قصائدك التي كتبتها باللغة العربية .

وأخيراً فإن البقاء لله ،ففي الثالث والعشرين من شهر رجب من هذا العام 1431هـ ، انتقل الأخ محمد إلى جوار ربه ، تاركا في النفس الكثير من الخموش والخدوش ، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

جاورت أعدائي وجاور ربه
شتان بين جواره وجواري


لقد بقينا قريبين لأكثر من خمسين عاماً ، وحين رحل شعرت بما شعر به متمم بن نويره ، حين رحل أخوه مالك ، فقال من قصيدته المشهورة :

وعشنا بخير في الحياة وقبلنا
أصاب المنايا رهط كسرى وتبعا
فلماّ تفرقنا كأني ومالكا
لطول اجتماع لم نبت ليلة معا


وقد صح في الحديث : ما لعبدي المؤمن جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة . اللهم إني أحتسب أبا مازن عندك . وإن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولا أقول
إلا ما يرضي ربي ، وإني على فراقك يا أبا مازن لمحزون .
رحمك الله يا أبا مازن رحمة واسعة مديدة ،وأسأل الله أن يتقبلك في الشهداء ، وأن يجعل منازلك منازل الأبرار ، وأن يلحقك بالنبيين والصالحين الأخيار ، وأن يجمعنا بك ووالدينا ومن

نحب في الدرجات العلا من الجنة . اللهم آمين ، اللهم آمين .