[صقر قريش]

جراء الهبوط الموسمي على طلب الأسهم

قيم التداول تشهد مستويات متدنية وتسجل 13 بالمائة تراجعا الأسبوع الماضي
عقوبات هيئة السوق المالية تستدعي متابعة مؤسسة النقد

د.خالد المانع
شهر رمضان يأتي قائظا هذا العام وينعكس على نفسيات المتداولين,ويحد من تواجدهم في السوق سواء عبر التواجد في صالات التداول أو من خلال أجهزة الحاسوب خصوصا العاديون منهم وهم يقومون بتصفية جزء من محافظهم خلال هذا الشهر استعدادا موسميا لمصاريف الشهر بالإضافة إلى التزامات عيد الفطر المبارك. هذه حقيقة تتكرر في سوق الأسهم السعودي كل عام, وسبب مباشر لانخفاض حجم التداول وقيمته أسبوع عن أسبوع فيه ,لذا كان طبيعيا ان نشهد انخفاض تداولات الأسبوع الماضي بنسبة 13 بالمائة,فسجلت 10.5 مليار ريال مقابل 12.3 مليار ريال عن الأسبوع الذي سبقه,علما انها الأسبوع الأول لهذا الشهر بلغت 13.6 مليار ريال, ويرافق ذلك تراجعات غير كبيرة كمتوسط عن قيمة المؤشر العام خلال هذه الفترة, وهذا أمر يعتبر مطمئنا إلى حد ما قياسا بعوامل أخرى مثل تراجع أسعار النفط الأسبوع الماضي إلى حدود 74 دولارا .
الأداء الأسبوعي للقطاعات
هذا وقد سجلت قطاعات السوق تراجعات متباينة وصلت إلى 3.2 بالمائة لقطاع الإعلام و 2.5 بالمائة للتأمين,الذي ارتفع سهم شركة الصقر فيه بنسبة 15 بالمائة دونما مبرر, فيما حافظ قطاع الاسمنت على تماسكه عند نقطة التوازن تقريبا, نتيجة للأرباح النصفية الجيدة التي رأها اغلب المحللين أفضل من التوقعات المتشائمة,ويدعم ذلك نمو المبيعات الإجمالية للأسمنت شهرا عن شهر كما تعودنا على متابعتها من خلال هذا المقال.من جهة أخرى فقد حقق قطاع التجزئة نموا سعريا بلغ 2.2 بالمائة, وهو القطاع الاستهلاكي الدفاعي والذي يزداد الطلب على سلعه وخدماته في كامل أوقات العام, ويزداد ذلك خلال المواسم مما يعزز من تصورات حفاظه على أداء ربحي جيد مستقبلا لبقية أرباع العام, ونعلم ان شركاته المهمة سجلت نموا في الأرباح النصفية بدا بعضها لافتا جدا.
تراجع قطاعي البتروكيماويات والمصارف
مع انخفاض الطلب بشكل جزئي على منتجات البتروكيماويات في الأسواق العالمية تراجعت الأسبوع الماضي وما قبله متوسطات أسعار المنتجات.اثر ذلك سجل قطاع البتروكيماويات في سوق الأسهم السعودي تراجعا نسبته 1.8 بالمائة مدعوما بما يحدث في أسواق النفط من تراجع ونعلم عن العلاقة الطردية بينهما.كما ان قطاع المصارف فقد قرابة الواحد بالمائة خلال أسبوع متأثرا فيما يبدو بالحس المتزايد لدى المستثمرين بمزيد من الارتفاع خلال الربعين القادمين في أحجام مخصصات الديون المعدومة أو لنقل المتعثرة.لا تبدو الأمور مؤكدة على أي حال لكن لا يمكن افتراض عدم توقع مخصصات أخرى خلال بقية العام أيضا.
عقوبات المصارف والتأمين
أصدرت هيئة السوق المالية خمس غرامات مالية تتضمن عقوبات على أربع شركات عاملة في سوق الأسهم السعودي.كان نصيب البنك العربي منها اثنتان وذلك عن عدم إبلاغه التغيير الحاصل في تشكيل إدارة البنك العليا فور حدوثها بالإضافة إلى عدم ذكره خلال تقرير مجلس الإدارة السنوي المرفق ضمن القوائم المالية السنوية عن الفترة المالية المنتهية في 31/12/2009م اسم كل شركة تابعة ونشاطها الرئيس والدولة المحل الرئيس لعملياتها والدولة محل تأسيسها,.وتضمنت العقوبات واحدة أخرى على شركة الأهلي تكافل للتأمين عن عدم وصفها لسياسة الشركة في توزيع الأرباح ضمن تقرير مجلس إدارتها السنوي نفس الفترة ,كما تلقت الشركة الفرنسية للتأمين التعاوني غرامة مالية مقدارها 50 ألفا لمخالفتها فقرة فرعية من قواعد التسجيل والإدراج لم يحتوها تقرير مجلس إدارتها المرفق ضمن القوائم المالية السنوية للعام 2009 أيضا.وباستثناء شركة سبكيم التي عوقبت لأنها خالفت فقرة من لائحة حوكمت الشركات, نجد ان الشركات الثلاث الأولى كلها من قطاع يشهد له احترافية بالغة ويتمتع بدرجة عالية ودقيقة من الرقابة والمتابعة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي,وبالإضافة إلى البنك العربي نعلم ان البنك الفرنسي يمتلك 32.5 بالمائة من شركة الفرنسية للتأمين,كما ان البنك الأهلي يمتلك حصة مؤثرة وقيادية تبلغ 30 بالمائة في شركة الأهلي تكافل علما بان الشركاء الأجانب لكليهما يعتبرون من الرواد في المجال تقريبا. لست في صدد الإشادة بدقة جهاز هيئة السوق المالية في رصد المخالفات والتجاوزات الدقيقة بكل جدارة وكفاءة, فقد أشرت إلى ذلك سابقا, لكني اعتقد ان تجاوزات كهذه تعتبر غير مقبولة من قطاع محترف,نعتبره كمحللين قطاعا قائدا وقدوة في السلوك الإداري الممنهج الدقيق.لذا وجب على مؤسسة النقد إحاطة البنوك وشركات التأمين بأهمية الحرص الكافي والالتزام بأنظمة الإدراج في سوق الأسهم أسوة بالأنظمة البنكية التي تتابعها إدارة الرقابة في المؤسسة مما يساهم في تعزيز الثقة بالأداء المالي والنقدي للاقتصاد بشكل عام.
حركة أسواق النفط
هبطت أسعار النفط خام نايمكس لمستويات 74 دولارا للبرميل نتيجة عدة عوامل كان من أهمها ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بنحو 5.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقارنة مع توقعات محللين بانخفاضها لمليون برميل فقط.هذا الارتفاع يعد قياسيا فعلا يعكس ما قد نسميه وفرة الإمدادات والمخزونات أمام انحسار غير قابل للرصد حقيقة عن الطلب العام إلا من خلال إطاره الكلي بعيد المدى. كما ان البيانات الصادرة عن الاقتصاد الأمريكي ساهمت في تراجع الأسواق العالمية تخوفا من حدوث مزيد من التباطؤ للانتعاش الاقتصادي فطلبات الإعانة الاسبوعية على سبيل المثال ارتفعت على غير المتوقع إلى 500 ألف طلب خلال الأسبوع الماضي وهو ما يمثل أعلى مستوياتها في تسعة شهور,كما ان التقرير الصادر عن مكتب الموازنة العامة في الكونجرس الأمريكي توقع بلوغ عجز الميزانية الفيدرالية 1.3 تريليون دولار خلال العام الجاري 2010 .
اعتقد ان الأمور ليست ايجابية خلال المدى المتوسط,خصوصا على الجانب الفني نجد ان هناك سلبية تكفي للهبوط إلى مستويات الدعم الأول عند 73.21 يليها في حال الكسر مستويات 71.77 ومن ثم مستويات 68.16 دولار التي بكسرها سوف يتجه السعر إلى 65 ومن ثم 60 دولارا التي تعتبر دعما مفصليا في مسار السلعة على المستوى المتوسط الأجل.
مؤشر TASI
بناء على متغيرات سوق الأسهم الداخلية والخارجية سواء التي اشرنا إليها هنا أم تلك المحتملة خلال الفترة القادمة,فان إغلاق المؤشر العام عند مستويات 6121 يصبح سلبيا من حيث تصورات الاتجاه العام - ولا يعني ذلك أننا نقول تغيرا دراماتيكيا مخيفا -.إذ انه أتى ليقع تحت دعم يعتبر جيدا أصبح مقاومة الآن تتمثل في مستوى 50 بالمائة FIBO من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي الواقعة على مستويات 6152 نقطة وهذا مبدئيا يدعمه التقاطع السلبي لمؤشر الـ MACD وتجاوز أحد منحنياته خط الصفر هبوطا.الأمر الذي يصنع مستويات 6000 نقطة دعم أولي لهذا الهبوط ولا أعتقد أن تتغير النظرة قصيرة الأجل إلا بإغلاق أعلى من مستويات 6470 نقطة .هذا مع افتراض ثبات جميع العوامل الأخرى ثابتة وتمنياتي لكم بأسبوع موفق.