الموضوع: طب وعلوم 1
عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2009   رقم المشاركة : ( 7 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: طب وعلوم 1

استشارات نفسية واجتماعية


د.ابراهيم بن حسن الخضير
اعتدى عليّ قريبي

@ أنا سيدة أبلغ من العمر 25عاماً، متزوجة ولدّي طفلان، مشكلتي هي أنني عندما كنت في السابعة من العمر، اعتدى عليّ رجل مسن، كان محل ثقة أسرتي، لأنه كان كبيراً في السن ويبدو عليه الوقار والاحترام وسكن عندنا لأنه قريبٌ لنا وليس له أولاد وكان محل ثقة كبيرة عند أهلي. وفي أحد الأيام لم يكن في المنزل سواي، فدخل عليّ وأعتدى عليّ وأخبرت والدتي لأني كنتُ أعاني من نزف، فأخذني والدي إلى المستشفى ولم يحدث لي جرح نافذ. منذ تلك الحادثة وأنا أعيش في خوفٍ دائم وصورة الاعتداء لا تُفارق مُخيلتي. كل يوم أعيش مأسأة هذه الحادثة المؤلمة، وفي المساء كنتُ أخاف من الظلام وأنام مع أخوتي وبالتحديد وسطهم، كنتُ أخاف أن يتكرر ما حدث لي. مرت السنوات وتزوجت وأخبرت زوجي بما حدث لي فكان مُتفهماً، وأخبرني بأن هذا ليس ذنبي وأنني كنتُ ضحيةً بريئة ولست مُذنبة وكان عطوفاً وحنوناً معي وحاول أن يُنسيني تلك الحادثة، ولكن الأمر لم ينته. أصبحتُ معزولة اجتماعياً، لا أرغب في زيارة أحدٍ أو أن أزور أحداً وكذلك أصبحت أخاف على أطفالي من أن يعتدي عليهم أحد مثلما حدث معي. الخوف هو رفيقي الدائم والزهد في الدنيا حيث لا أهتم بأي شيء في الحياة. مزاجي دائماً مُتعكّر وشهيتي ضعيفة وأصبت بفقر الدم من جراء عدم التغذية الجيدة ويحاول زوجي بكل وسيلة أن يُخرجني من هذا الجو ولكن لم أستطع. أخذني إلى طبيب نفسي وشخصني بأني أعاني من اكتئاب وأعطاني علاجاً للاكتئاب، علماً بأني لم أستطع أن أقول للطبيب عن الحدث الذي حصل لي عندما كنتُ في السابعة من العمر - حادثة اعتداء الرجل المُسن عليّ جنسياً -. للأسف لم تتحسن حالتي وظللتُ أتردد على بعض العيادات النفسية وكان دائماً التشخيص بأني أعاني من الاكتئاب ويُغيرون لي الأدوية ولكن لم يحدث تحسّن يُذكر. أخيراً ذهبت إلى طبيب ارتحتُ له مع زوجي وسألني عما إذا كنتُ أعاني من صدمات أو أحداث مهمة في الطفولة، وكان زوجي معي، فقلت لزوجي أن يشرح للطبيب حكايتي لانني لم أكن أستطيع الحديث عن هذا الموضوع. تحدّث زوجي وطلب مني الطبيب الحديث عن هذه الصدمة وفعلاً بدأت أتحّدث عن تلك الحادثة، وهي المرة الأولى التي اتكّلم فيها عن هذا الحدث لغير زوجي. وأخبرني الطبيب بأن هذا الأمر قد يحدث لأي شخص وان هناك فتيات وفتيان صغار تم الاعتداء عليهم وهم صغار وهذا ليس ذنبهم ولكنه ذنب الشخص الذي قام بالاعتداء. الرجل الذي اعتدى علي توفي منذ سنوات ولكن لازلت أتخيله وهو يحاول الاعتداء عليّ. شعرت أثناء الحديث مع هذا الطبيب بالراحة خاصةً أنه كان يحدثني ويُثني على زوجي الذي عاملني معاملة لطيفة بعكس كثيرات كانت ردة فعل الزوج مختلفة عندما يعرفون بمثل هذه الأمور. الآن أنا أشعر بتحسّن أفضل ولكن لا تزال ذكرى تلك الحادثة تجثم على صدري ومهما حاولت نسيانها لم أستطع، ورغم الأدوية المضادة للاكتئاب الكثيرة إلا أن حالتي لم تتحسن بصورة ملحوظة إلا بعد أن تكلمت مع الطبيب والذي أيضاً وصف لي دواء مضادا للاكتئاب وكذلك دواء مهدئا لاستخدامه عند الحاجة وبالفعل أصبح هذا الدواء المضاد للقلق يُساعدني لكني أخشى التعّود عليه، أرجوك أن تنصحني ماذا أفعل؟
ن. ص
- أشكرك كثيراً على شجاعتك وكتابتك هذه الرسالة لنا. مشكلة الاعتداء على الأطفال سواءً كانوا بنات أو أولادا أمرٌ للزسف ليس نادراً، غالباً ما يكون المعتدي من الأشخاص القريبين للعائلة، كما هو الحال في ما حدث لك. فأهلك أستأمنوا هذا الرجل الكبير السن ولكن هو لم يكن على قدر هذه الأمانة وأعتدى على طفلة بريئة في السابعة من عمرها، وهذا الحدث كما شرحته بدقة أحدث مأساةٍ عميقة في نفسيتك، ولكن الحمد لله الذي عوضّك بزوجٍ مُتفهم أستطاع تفءهم القضية ووضعها ضمن وضعها الحقيقي وهو أنك بريئة ولست مُذنبة، وهو حقيقة الأمر. كثير من ضحايا الاعتداءات الجنسية في سن الطفولة يحسون بتأنيب الضمير ولكن يجب أن لا يحدث هذا. لقد استخدمتِ أدوية كثيرة مضادة للاكتئاب ولكن لم يكن هناك تحسّن يُذكر، ولكن حصل بعد أن رويتِ قصتك وما حدث لكِ للطبيب الأخير وكذلك للدواء المهدئ. أتفق معك في أن الدواء المهدئ قد تتعودين عليه. ما أنصحك به هو أن تواصلي علاجك مع طبيبك الذي أرتحتِ له، ولكن في نفس الوقت آمل أن تزوري مُعالجا نفسيا متخصصا في العلاج النفسي للحديث معك حول ما حدث لكِ وأنتِ صغيرة من اعتداء، وحبذا لو أنكِ تجدين إخصائية نفسية عيادية ترتاحين لها وتواصلي العلاج النفسي معها لأن هذا قد يجعلك تتخلصين من العلاج المهدئ. آمل أن تبذلي بعض الجهد في الحصول على مُعالجة نفسية وإن تعذّر فلا مانع من أن تُراجعي مُعالجا نفسيا مُتخصصا في العلاج النفسي وقد ترتاحين أيضاً للحديث معه، حيث سوف يُعالجك بطريقة علمية مُقننة ومُفيدة. تمنياتي لك بالشفاء. ولعل قصتك هذه تكون عبرة للأهالي الذين يثقون بأشخاص قريبين منهم ويتركونهم وحيدين مع أطفالهم، فكما ذكرت فإن أكثر المعتدين (أكثر من 82%) هم من الأقارب والأشخاص المعروفين لدى العائلة ويثقون فيهم.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس