شجيرة القتاد شجيرة القتاد شجيرة القتاد شجيرة القتاد شجيرة القتاد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
القتاد واحدته قتادة بفتح الاول والثاني , شجيرة شائكة تنموعلى ضفاف الاودية وفي الفياض والرياض , لها مجموعة من السوق منتصبة مجتمعة ملتفة على بعضها و صلبة قوية , ترتفع قدر قعدة الرجل او اقل قليلا ,ولها وريقات صغيرة غبراء , واشواكها كثيرة تكسوا الاعواد من اسفلها الى اعلاها . وهذه الاشواك حادة مثل الابر لا يكاد يسلم منها من يقترب من الشجيرة , وهي التي اعطتها السمعة , فيضرب بها المثل في شدة اشواكها وامتناعها من كل من يتعرض لها فيقال مثل القتادة .و يقال للامر الصعب الممتنع . دونه خرط القتاد .
وللقتادة زهرة بيضاء صغيرة , وبذرة صغيرة مثل بذرة الطلح ولكنها اصغر منها , مغلفة بنفاخات صغار بيضاء مدورة مليئة بالهواء تكسو الشجيرة , وتبقى هذه الثمار داخل هذه النفاخات (بالونات ) بعد ان تسقط عن الشجرة فتطير بها الرياح لمسافات , وهي واحدة من البذور التي وهبها الله مزية تستطيع بواسطتها التحرك من قرب الشجرة التي تثمر بها الى مكان تكون فيه فرصة نموها اكبر . وسبق ان تحدثنا عن البذور الطائرة مثل بذور السواسي والعشر ,والبذورالمزودة بمادة غروية لاصقة مثل ثمار الرديف , والبذور المزودة بكلاليب شوكية , مثل الحسك , وهذه بذور مغلفة داخل (بالونات) هوائية تطير بها الرياح , وكل ذلك مما يتجلى فيه ابداع الخالق سبحانه وتعالى .
والقتاد مما تأكله الابل بعد عملية تسميها البادية (التشويط) وهي حرق الاشواك او بعضها حتى يسهل على الابل اكل الشجيرة .وهي عملية معروفة منذ زمن بعيد كما سنرى فيما ننقله لاحقا , ولا زالت مستخدمة في وقتنا الحاضر .
وشجيرة القتاد هذه تسمى القتاد الاصغر لأن هناك شجرة من العضاه شائكة تنمو في حجم السلمة تسمى القتاد الاعظم وهي ليست موضوع بحثنا .
وقد ورد ذكر القتاد في كتب النبات وفي المعاجم .ذكره ابو حنيفة الدينوري فقال في كتاب النبات :يقال للابل التي تأكل القتاد قتادية
كما ذكره ابن خالويه في كتابه عن النبات فقال :
ومن العض والشرس ( العض والشرس الشجيرات البرية الشائكة والصغيرة الحجم مثل السحاة والشكاعة والقطف ) القتاد الاصغر , الواحدة قتادة وهي شجرة بكل بلاد , منبتها السباخ والصحارى وثمرتها نفاخة كنفاخة العشر اذا حركت انفقأت .
وجاء ذكر القتاد عند الازهري في معجم تهذيب اللغة حيث قال :والقتاد شجر ذو شوك , لا تأكله الابل الافي عام جدب فيجيئ الرجل ويضرم فيه النار حتى يحترق شوكه ثم يرعيه ابله ...
كما اورد ابن منظور في اللسان معلومات وافية عن القتاد حيث قال :
القَتادُ: شجر شاكٍ صُلْب له سِنْفَة وجَنَاةٌ كَجَناة السَّمُر ينبُتُ بِنَجْد وتِهامَةَ، واحدته قَتادة .
قلت :المقصود هنا القتاد الاعظم وهو من العضاه .
قال أَبو حنيفة: القتادة ذات شَوْك، قال: ولا يُعَدُّ من العِضاهِ.
قلت :وهذا هو القتاد الاصغر وهو من الشرس.
وقال مرة: القتاد شجر له شَوْك أَمثالُ الإِبَر وله وُرَيْقة غبراء وثمرة تنبت معها غبراء كأَنها عَجْمة النوى.
قلت:المقصود مثل عجمة نوى التمر في اللون اما الحجم فهي اصغر منها بكثير .
والقتادُ شجر له شوك، وهو الأَعظم.
وقال عن الأَعراب القُدُمِ: القَتادُ ليست بالطويلة تكون مِثْلَ قِعْدةِ الإِنسان لها ثمرةٌ مِثْلُ التُّفَّاح (قلت ان المقصود مثل النفاخ وقد رأيت غيره حرًف نفاخات وقال تفاحات) . قال وقال أَبو زياد: من العضاه القَتادُ، وهو ضربان: فأَما القَتادُ الضِّخامُ فإِنه يخرج له خشب عظام وشَوكة حجناء قصيرة، وأَما القتاد الآخر فإِنه يَنْبُتُ صُعُداً لا يَنْفَرِشُ منه شيء، وهو قُضْبان مجتمعة كل قضيب منها ملآنُ ما بين أَعلاه وأَسْفَلِه شَوْكاً.
وفي المثل: من دون ذلك خَرْطُ القَتادِ؛ وهو صنفان: فالأعظم هو الشجر الذي له شوك، والأَصغر هو الذي ثمرته نَفَّاخَةٌ كَنَفَّاخَةِ العُشر. قال أَبو حنيفة: إِبل قَتادِيَّةٌ تأْكل القَتادَ.
والتَّقْتِيدُ أَن تَقْطع القَتادَ ثم تُحْرِقَ شَوْكَه ثم تَعْلِفَه الإِبل فتسمن عليه، وذلك عند الجدب؛ قال: يا رب سَلّمني من التَّقْتِيدِ . قال الأَزهري: والقتادُ شجر ذو شوك لا تأْكله الإِبل إِلا في عام جدب فيجيء الرجل ويضرم فيه النار حتى يحرق شوكه ثم يرعيه إِبله، ويسمى ذلك التقتيد.
وقد قُتِّدَ القَتادُ إِذا لُوِّحَتْ أَطرافُه بالنار؛ قال الشاعر يصف إِبله وسَقْيَه للناس أَلبانَها في سنَةِ المحل:
وترى لها زَمَنَ القَتادِ على الشَّرى رَخَماً، ولا يَحْيا لَها فُصُلُ
قوله: وترى لها رخَماً على الشَّرى يعني الرَّغْوَة شبَّهها في بياضها بالرخم، وهو طير أَبيض، وقوله: لا يحيا لها فصل لأَنه يُؤْثِرُ بأَلبانها أَضيافَه وينحر فُصْلانها ولا يَقْتَنِيها إِلى أَن يَحْيا الناسُ.
وقَتِدَتِ الإِبلُ قَتَداً، فهي قَتادَى وقَتِدَةٌ: اشتكت بطونَها من أَكلِ القَتادِ كما يقال رَمِثَةٌ وَرَماثى.
وجاء في العباب الزاخر للصغاني :
وفي المثل: دونه خرط القتاد، وسمع كليب جساساً يقول لخالته: ليُقتلن غدا فحل هو أعظم شأناً من ناقتك -وظنَّ أنه يتعرض لفحل كان يسمى عليان- فقال: دون عليان القتادة والخرطُ، قال:
إنَّ دُوْنَ الذي هَمَمَتَ بـه ل مِثْلَ خَرطِ القَتَادِ في الظُّلُمَهْ
وقال المرار بن منقذ الهلالي:
ويَرى دُوْني فلا يسْطيْعُـنـي خَرْط شَوكٍ من قَتَادٍ مُسْمهر
وقال عمرو بن كلثوم:
ومن دُونِ ذلك خَرًْط القَتَـاد وضَرْبُ وطَعْنُ يِقُرُّ العُيُونا
يضرب الأول لأمر دونه مانع؛ والثاني للأمر الشاق.
وقد رأيت من وصف شوك القتاد الاعظم بانه حاد معقوف الرؤوس , اذا علقت به الملابس لا يمكن تخليصها منه .
ولا ادري هل المقصود بالمثل هو القتاد الاعظم ام الاصغر ففي كل منهما شوك , ولكنني تذوقت طعم وخزات اشواك القتاد الاصغر وهي حارة مؤلمة , ولا استبعد ان يكون هو المقصود بالمثل .
والسلام عليكم .
كتبه لكم الحاج سلام الثمالي .