[صقر قريش]

صحيفة اليوم:الثلاثاء 30 جمادىالآخرة 1430هـ العدد:13157
ابنتي المتفوقة تقول ليتني لم أكن متفوقة؟
عبدالله عبدالرحمن الوايلي
ابنتي متفوقة والحمد لله منذ الصف الاول ابتدائي حتى هذا اليوم وهي تستعد لأداء امتحانات نهاية العام في الصف الاول ثانوي وكانت تحظى بتشجيع مني ووالدتها والأسرة عموما ومن معلماتها ومديرات المدارس وكانت المعلمات يشجعنها بعبارات راقية مثل انها ستحصل في يوم على جائزة التفوق وسيتم قبولها في أي كلية ترغب بها مستقبلا . . وكانت متعشمة خيرا خصوصا وانها حصلت على نسبة 100 بالمائة في شهادة الكفاءة المتوسطة, وفي يوم الاثنين 9 جمادى الأولى من هذا العام عادت من المدرسة وما ان دخلت البيت حتى أجهشت بالبكاء وهي تحمل جريدة اليوم التي تنشر خبر الجائزة ونشرة أسماء المتفوقين والمتفوقات ولم يكن اسم ابنتي من ضمنهم ومن ذلك اليوم حتى يومنا هذا لا تستمتع بالمذاكرة ولا بالتفوق وفي حلقها غصة تقول . . ليتني لم اكن متفوقة . وراجعت ادارة التربية والتعليم للبنات بالشرقية للاستفسار وكان الرد من احدى الاستاذات الكريمات في ادارة التوجيه والارشاد بأن الحاسب الآلي مشكورا جبر خاطر ابتني بجزء من الدرجة في احدى المواد وقد شفع لها تفوقها في السنوات السابقة لدى هذا الجهاز المسمى بالحاسب الآلي . وانا هنا اسأل كم من شبيهة لابنتي فالمتفوقات كثر والحمد لله ولكن الإقرار لهن بالتفوق يقتصر على عدد محدود فلو تم نشر اسماء المتفوقات ونشر اسماء من وقع عليهن الاختيار وتم توضيح المعايير والمواصفات التي بموجبها تم الاختيار لأصبح ذلك نوعا من التشجيع المعنوي . . او لم تم اعداد حفلة مبسطة ودعي اليها المتفوقات بحضور والداتهن وتم شرح الآلية والضوابط التي يتم بموجبها الاختيار مع نشر اسماء المتفوقات بالجريدة لأصبح ذلك نوعا آخر واحسن من انواع التشجيع المعنوي وستعرف أي متفوقة وضعها ولن تحس بشعور الغبن حتى لو كان ينقصها ربع او نصف درجة من المجموع الكلي وجبر بخاطرها . وقد كتبت تلك الأسطر بعد ان تسلمت المتفوقات جوائزهن (بارك الله لهن وعليهن) وقد استحققن الجائزة بامتياز وذلك حتى لا يفهم قصدي التأثير على النتائج او خلافه فما قصدته من هذه الأسطر سوى المصلحة العامة لابنتي ومثيلاتها . كما رغبت بتوضيح نقطة هامة وهي ان تشجيع التفوق ليس فقط بالجوائز ولكن لنشجع المتفوقين والمتفوقات معنويا خصوصا اذا كانت الجائزة لا تقبل التعميم .
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق