موسم الحج يمضي وأرباح تجار الذهب بمكة تنخفض للعام الثاني
سلطان الدليوي - مكة المكرمة
ألقت أزمة ارتفاع سوق الذهب عالميًّا بظلالها على محلات الذهب المنتشرة في مكة المكرمة خاصة خلال موسم الحج الماضي، حيث تعرض التجار لربحية أقل لمدة عامين وموسمين متتاليين بسبب الانفلونزا المستجدة العام الماضي، وبسبب الازمة الاخيرة حول ارتفاع اسعار الذهب، والتسبب في اغلاق عدد من المحلات الخاصة بالبيع قبل موسم الحج. ويعد موسما الحج والعمرة أهم مكاسب المحلات اثناء البيع.. إلاّ أن الكثير من أصحاب المحلات الخاصة ببيع الذهب أكدوا “للمدينة” تراجع مبيعات الذهب هذا الموسم، حيث شهدت محلات بيع الذهب تراجعًا ملموسًا في البيع على الحجاج على غير المعتاد.. حيث إن سوق الذهب كان أقل الأسواق من حيث المبيعات التي تراجعت إلى معدلات كبيرة جدًا، بسبب ارتفاع أسعار الذهب عالميًّا، فيما تركزت المبيعات على القطع الصغيرة والهدايا المطلية بالذهب، وتركزت المبيعات بحسب آراء بائعين في محلات الذهب على الخواتم التي تتراوح أسعارها بين(300 -1000) ريال، اضافة الى التعليقات التي أسعارها تبدأ من 300- ريال فأكثر. فيما قال إبراهيم عالم تاجر ذهب إن مقدر الانفاق على محلات الذهب انخفض عن الاعوام السابقة حيث تأثرنا العام الماضي كثيرًا وازداد التأثر أكثر فأكثر هذا العام. وأضاف إن التذبذب الحاصل في أسعار الذهب ليس مرجعه العرض والطلب، بل إن العوامل العالمية لها نصيب كبير فى صياغة أسعار الذهب عالميًّا. ويقول السيد بدير بائع في محل ذهب إن موسم الحج والعمرة هو أهم المواسم التي ننتظرها من الحين لآخر إلاّ أن نسبة الركود زادت خلال هذا الموسم حيث تزامن موسم الحج هذا العام مع ازمة ارتفاع الذهب عالميًّا، الأمر الذي جعل العديد من الحجاج يعزفون عن شراء الهدايا والذهب، واستبدلوا بها الاكسسوارات المقلّدة نظرًا لفارق السعر. ويقول سعيد جفلي مدير بأحد محلات بيع الذهب إن موسم الحج يشكل أعلى مدخول لتجار مكة، يليه موسم رمضان، وهذا في معظم المجالات، ومنها سوق الذهب، والذي اعتقد انه تراجع لمركز متأخر جدًّا عن بقية الأعوام إن لم يكن سوق الذهب أقل الرابحين في موسم الحج لهذا العام.. بل أكاد أقول إننا كتجار في محلات بيع الذهب في المركز الاخير من بين محلات البيع المنتشرة في الأسواق والمراكز التجارية.
فيما يختلف سعيد المطري بقوله يجب ان نكون واقعيين، وأن نسمّي الامور بتسمياتها. ومحلات الذهب ربحت ولكن مقارنة بأعوام سابقة، فإن الربح انخفض لأسباب عدة، ولكن ورغم غلاء أسعار الذهب فإن محلات الصاغة شهدت إقبالاً جيدًا خاصة في محيط المنطقة المركزية بخلاف المحلات المنتشرة في بعض أحياء مكة الاخرى والبعيدة عن مواقع زيارة الحاج وفي العام الماضي تأثرنا كثيرًا بسبب الانفلونزا المستجدة انذاك بخلاف هذا العام حيث إن التأثر كان أقل عنه في العام الماضي.
ويرى سالم زبيدي بائع ان العديد من الحجاج يحرص على الشراء من مكة انطلاقا من الآية الكريمة “ليشهدوا منافع لهم”، إضافة إلى أن البعض يحرص أن يتذكر حجته بهدية من مكة، وكذلك يهدي ذويه من بركة مكة وخيراتها، وأخذ البركة من أقدس بقاع الارض مكة المكرمة.
من جانبه، قال رئيس لجنة الذهب والمجوهرات في غرفة مكة المكرمة زياد محمد فارسي، إنه لا يمكن الوقوف على تقديرات دقيقة لعوائد الحج والعمرة، إذ إن مكة المكرمة تفتقد فى الوقت الراهن المؤشر الدقيق الذي تبنى عليه التقديرات الصحيحة لعوائد الحج والعمرة، مشيرًا إلى أن “التقديرات التى يطلقها البعض تخضع للاجتهادات الشخصية من دون مرجعية موثقة، إذ لا يمكن الحصول على أرقام دقيقة وموثوقة لقياس هذه التقديرات فى ظل غياب هذا المؤشر”. للحصول على إحصاءات أكثر دقة وثقة، وذكر فارسي أن سوق الذهب تشهد منذ العام الماضي تراجعًا كبيرًا فى حجم المبيعات، نتيجة للارتفاع الجنوني في اسعار الذهب عالميًّا، ولم تسجل المبيعات المستوى الذى اعتادت عليه مكة المكرمة فى مواسم سابقة، إذ كانت السوق تشهد إقبالاً على المصوغات الذهبية فى مثل هذا التوقيت. واضاف الفارسي إن السنة الحالية والثمانية الاشهر الاخيرة تحديدًا تعد من أكثر الأشهر التي انخفضت فيها مبيعات الذهب بشكل غير طبيعي وأن الزيادة في أسعار الذهب المفاجئة لم تشهدها السوق منذ ثلاثة عقود مضت، حيث ان الامر انعكس بظلاله على الكثير من تجار الذهب الذين جمدوا نشاطهم، وآخرين خرجوا من السوق لسببين الاول تخفيض التكاليف والثاني محاولة الانتظار واستشراف المستقبل. وطالب الفارسي بأن يكون هناك مؤشر شهري لاسعار التجزئة كما هو الحال في امريكا وأوروبا خاصة في الذهب والمجوهرات، وسيتم التنسيق لدينا في غرفة مكة ووزارة التجارة في هذا الخصوص لوضع مؤشر لتجارة التجزئة وقياس حجم المبيعات