[ابوسيفين]

بارك الله فيك أبا عبدالرّحمن باختيارهذا الطائر الجميل ، مُلهم الشعراء بشكله وهديله الجميل وقد رأيت في بلاد ثماله نوع آخر غير الذي تفضّلت بتصويره وهو أصغر منه حجما ويكثُر فيه السّواد ويُسمّونه((قُمري تهامه ))ولعلّك تستطيع إصطياده بالكمره الماهره اللتي إصطادت الثّعبان فالحماط 0

وقد قرأت عن تكاثره أنّه بعد التزاوج تقوم الانثى بوضع بيضتان كما يفعل الحمام الأهلي وتكون فترة الحضانه من 15 يوم الى 20 يوم (وإن كنت أعتقد انني راقبته للظفر بصِغاره عندما كُنت في الدّيره وعلمت أنها تحتاج 20الى21يوما لتفقيسه )و يتناوب الذكر مع الانثى بحضانة البيض حتى تتم عملية فقس البيض ومن ثم يقوم الذكر والانثى بالتناوب على جمع الغذاء للفراخ .
وبعد مده لاتزيد عن شهرين تغادر الفراخ اعشاشها وتكون مستعده للطيران وبداية حياة جديده .
والقمري بالإضافه الى النّوع المستوطن منه يأتي الى المملكه مع الطيور المهاجره ، وعلى الرّغم من أنّه عُرِف بأنه طائر بريّ إلاّ أنه شوهد في الآونه الأخيره بكثره في المُدن 0

ولعلّه لاضير من ذكر هذه الفائده واللتي أوردها الدّميري في كتابه ((حياة الحيوان الكبرى )وفيها :ـ
أن الإمام الشافعي رضي الله تعالى عنه كان جالسا بين يدي الإمام مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه، فجاء رجل فقال لمالك: إني رجل أبيع القماري، وإني بعت في يومي هذا قمريا فرده علي المشتري، وقال: قمريك لا يصيح، فحلفت له بالطلاق أنه لا يهدأ من الصياح، فقال له الإمام مالك: طلقت زوجتك ولا سبيل لك عليها! وكان الإمام الشافعي يومئذ ابن أربع عشرة سنة، فقال لذلك الرجل: أيما أكثر: صياح قمريك أم سكوته؟ فقال: لا بل صياحه، فقال: لا طلاق عليك. فعلم بذلك الإمام مالك، فقال: يا غلام من أين لك هذا؟ فقال: لأنك حدثتني عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة أن فاطمة بنت قيس قالت: يا رسول الله إن أبا جهم ومعاوية خطباني، فقال صلى الله عليه وسلم: " أما معاوية فصعلوك لا مال له وأما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه " . وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أبا جهم كان يأكل وينام ويستريح، وقد قال صلى الله عليه وسلم: " لا يضع عصاه " على المجاز، والعرب تجعل أغلب الفعلين كمداومته، ولما كان صياح قمري هذا أكثر من سكوته، جعلته كصياحه دائما. فتعجب الإمام رضي الله تعالى عنه من احتجاجه، وقال له: أفت فقد آن لك أن تفتي فأفتى من ذلك السن.