عرض مشاركة واحدة
قديم 09-08-2006   رقم المشاركة : ( 6 )
ابن ابي محمد
ذهبي


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 563
تـاريخ التسجيـل : 25-07-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,185
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : ابن ابي محمد


ابن ابي محمد غير متواجد حالياً

افتراضي

موجبات تأويل نبوءة المسيح الدجال (2)
لننتقل إلى أهم ما في نبوءة المسيح الدجال ، وهي القدرات . فهذا الرجل الأعور سيحيي الموتى ويأمر السماء فتمطر ويأمر الأرض فتنبت ويمر بالخرائب فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها .

سيأتي بجنة ونار ، ولكن الناس سيرون الجنة ناراً والنار جنة .

سيمر بأهل الحي فيستجيبون له فتتحسن أحوالهم وأحوال مواشيهم ويمر بأهل الحي فيصدونه فتسوء أحوالهم .

ستكون سرعته كالريح وسيطوي الأرض كطي الفروة وسيكون معه حماراً عجيباً بين أذنيه أربعين ذراعاً . وطالما أن سرعة الدجـال ستكون كالريح فيبدو أنه سيستخدم هذا الحمار للانتقال ، وهذا يعني أن سرعة الحمار ستكون كالريح . ولولا أنه لا يوجد في الأرض غير هذا الحمار لما ذكر في النبوءة . أي أن في الأمر معجزة جديدة أو كرامة جديدة بتغيير سنن خلق أحد الحمير دون غيره ليفتن به الدجال الناس ويضلهم عن سبيل الله !!.

هذه المعجزات أعظم من كل المعجزات المادية التي أتى بها الأنبياء والرسل ، فمعجزات الدجال عامـة وعالمية ومتعددة فماذا سيفعل بهذه المعجزات ؟!.

سيستخدمها في إضـلال الناس وإغوائهم !!.

والواقع أنه كان يمكن أن نفهم ونقبل الفهم اللغوي المباشر لهذه القدرات لو أن من سنن الله إعطاء المعجزات للدجال وأمثاله ، ولو أن من سنن الله تسخير المعجزات لإضلال الناس وإغوائهم .

الفهم اللغوي المباشر هنا يصادم ويناقض حقائق الشرع ، فالقرآن الكريم صرح في آيات عديدة بأن سنن الله في الأمم السابقة لن تتبدل ولن تتغير . ومن أبرز سنن الله في الأمم السابقة ( الذين خلوا من قبل ) سنة تأييد الرسل والأنبياء والصالحين بالمعجزات وحجبها عن الكافرين ، وسنة جعل المعجزات أدوات للإرشاد إلى الخالق والدلالة عليه وترسيخ الإيمان به والانتصار للمؤمنين وليس جعلها أدوات لإضلال الناس وغوايتهم وصدهم عن الخالق ونصرة الكافرين .

يقول تعالى ( سُنَّةَ مَنْ قَـدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنْ رُسُلِنَا وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلًا ) ويقـول تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) ويقول تعالى ( ..... فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ) ويقول تعالى ( سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ) .

هل أعطيت المعجزات لنوح أم لقومه ؟ لإبراهيم أم لقومه ؟ لهود وصالح أم لقومهما ؟ لفرعون وهامان وجنودهما أم لموسى ؟ لسليمان وداود أم للكافرين من قومهما ؟ لعيسى وأمه أم للكافرين بهما من اليهود ؟ لمحمد أم لأبي جهل وأبي لهب ؟.

ماذا كانت وظيفة المعجزات طوال التاريخ ؟. هل هي تقديم الدلائل على الخالق أم تحديه والحلول محله ؟!.

حين يظهر رجل ويدعي الألوهية فيعطيه الله معجزات عالمية عديدة وكبيرة ليستخدمها في إضـلال الناس وصدهم عن الخالـق فهذا قلب لسنن الله رأساً على عقب . فما الداعي لهذا الانقلاب ؟!.

فقط لأننا نفسر نبوءة المسيح الدجـال تفسيراً قاموسياً ، بينما لو غيرنا طريقة التفسير لاختلف الموضـوع تماماً ولانسجم فهمنا مـع حقائق الشرع الراسخة حول المعجزات ووظيفتها .

هل نحتج على المعجزات ووظيفتها بآيات القرآن الكريم وقصص الرسل والأنبياء والصالحين أم بقصة الدجـال ؟.

هل المرجع في فهم المعجزات ووظيفتها هم الرسل والأنبياء والصالحون أم الدجال ؟!.

هل وصل أمر الفتنة إلى حد حدوث هذا الخلط في فهم بعض الحقائق الثابتة في القرآن الكريم عن المعجزات ووظيفتها ؟!.

لا معجزات لدى المسيح الدجال بحسب الفهم التأويلي ، فالأمر مجرد تشبيه للمكتشفات والمخترعات بالمعجزات .

هذه المخترعات والمكتشفات من حيث غرابتها وقوة تأثيرها وفعلها تشبه المعجزات ، أما من الناحية الموضوعية فهي نقيض المعجزات ، إذ أنه لا خرق فيها للسنن كما هو الحال في المعجزات ، بل فيها تقيد شديد بالسنن وبراعة شديدة في اكتشافها واستخدامها . وفتنة الدجال تحدث من هذا الالتباس واختلاط الأمور وسوء الفهم .

لاحقاً بمشيئة الله نواصل الطرح ،،،،
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس