عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08-16-2009
 
رويعي الغنم
ذهبي مشارك

  رويعي الغنم غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 458
تـاريخ التسجيـل : 19-05-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,905
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 143
قوة التـرشيــــح : رويعي الغنم تميز فوق العادةرويعي الغنم تميز فوق العادة
افتراضي شجيرة البنج (ح2) .

شجيرة البنج (ح2) . شجيرة البنج (ح2) . شجيرة البنج (ح2) . شجيرة البنج (ح2) . شجيرة البنج (ح2) .

Datura stramoniumالبنج





قاتل الله الغرور , فمنذ أقتنائي لمعجم الدكتور قشاش تسرب الغرور الى نفسي ولا زال يتسرب .
وهذا الشعور الذي أصبح لا أراديا وطغى على كثير من تصرفاتي وسلوكياتي البحثية بمنتدا الحياةالفطرية أرقني وزاد من توجسي وظنوني في نوايا أبي عبدالرحمن عندما أهدى ألي المعجم المعروف وطلب تزكية الهدية بالأنضمام الى كوكبة كتاب منتدى الحياة الفطرية .
ولعل الرجل أراد بذلك أقصائي , أو على ألأقل الحد من غلوائي في منافسته بمجال التصوير , ومن المرجح أيضا أنه أراد أقحامي بالوقت ذاته في منافسة بحثية طاحنة مع الشيخ سلام وبقية الكتاب .
وقد تحقق له شيئ من هذا الهدف , أذ كثيرا ما راودتني الآمال وحدثتني نفسي بالأطاحة بعميد منتدى الحياة الفطرية .
ومع كل تلك الظنون وما ترتب عليها من آمال وأحلام , فأنني لازلت أكاد أجزم بأن الرجل لم يدر بخلده البتة بأن هديته تلك ستكون لها تلك الآثار المميتة بما تسببت به لي من الصلف والغرور .

هذه المقدمة أردت من ورائها لفت أنتباه الأعضاء ألأكارم ألى أنني لم أعر أدنى اهتماما ولم ألق بالا للأسم الذي أشار اليه الشيخ سلام في مداخلته التي ضمنتها متن مقالتي في الحلقة الأولى من هذا الموضوع , وذلك للسبب الذي أشرت أليه آنفا وهو الغرور.
وكانت النتيجة خروجي بأسم علمي للبنج المحلي لم يكن صحيحا , وأنما أسم لبنج آخر لايمت أليه بصلة , اللهم ألا التشابه بينهما في الأسماء بالعربية , ودرجة السمية العالية , وأنتمائهما معا للفصيلة الباذنجانية .
ولم أصح من غفلتي وأتنبه من سكرتي ألا عندما لفت أنتباهي سلامنا الى ألأسم العلمي الصحيح في رده الذي جاء ضمن الردود على الحلقة الأولى من هذا الموضوع .
لذلك فأنني ألتمس من أبي عبدالرحمن التكرم بتغير ألأسم العلمي بعنوان الحلقة ألأولى الى الأسم الموضح بعاليه الى جانب عنوان هذه الحلقه .





وقد بدأت بحثي لهذه الحلقة بالرجوع الى معجم الدكتور قشاش فوجدته خاليا من أي معلومات عن هذه الشجيرة سوى بعض الصور التي وضعها في أحد الملاحق , وكتب تحتها أسمها المحلي(البنج , أم دماغ , عين البقر) وأسمها العلمي , ولم يزد على ذلك شيئا .
لذلك توجهت بالبحث الى الشبكة الكمبيوتريه التي توصلت من بحثي خلالها الى نتيجة مؤداها أن البنج أسم شامل لمجموعة واسعة من النباتات السامة والغنية بالعقاقير والمستحضرات الطبيه , والتي تنتمي بدورها الى الفصيلة الباذنجانية (المكونة من 85 جنسا , و 2200 نوع تقريبا) , والتي تشتمل في جانب منها على النوع الذي يسمى كذلك بالبنج , والذي كدت بسببه أن أضل في بحثي , والمحتوي في حد ذاته على ما يربو على عشرين صنفا أهمها الثلاثة الأصناف التاليه :
البنج الأبيض - Hyoscyamus albus
البنج المصري - Hyoscyamus muticus
البنج الأسود - Hyoscyamus niger






أما بنج الداتورا فقد وجدته متعدد ألأشكال , فمنه الشجر المعمر الكبير نسبيا الذي يستظل الواقف تحت دوحه دون أن يحني لفروعه رأسا , ومنه الشجيرات الحولية كالموجودة لدينا .

قدم بنج الداتورا الى أوربا من المكسيك حيث دخلها عن طريق أسبانيا عام 1577 م لينتشر بعد ذلك وينمو بشكل طبيعي في براري أوربا دون تدخل أو عناية , ولم تبدأ زراعة هذه النبتة والعناية بها لدى الأوربيين ألا في القرن العشرين عندما تقدمت العلوم , وذلك لأغراض أستخراج المستحضرات الطبية والزينه .
وقد حملت الشجيرة هذا الأسم (الداتورا) بعد أن تمكن عالمان أوربيان ولأول مرة في التاريخ المسجل من أستخلاص مادة الداتورين منها , وذلك في الثلث الأول من القرن التاسع عشر (قبل أقل من مائتي عام تقريبا) , وبذلك استمدت أصول تسميتها من مستحضر الداتورين المستخلص منها والمستمد تسميته أصلا من أسم شجرة تسمى باللاتيني تاتورا , والتي هي ألأخرى أستمدت أسمها أصلا من كلمة تات اللاتينية التي تعني الحذر .
علما أن أصول هذا الأسم كانت ولا زالت محل جدل واختلاف , حيث ينسبه بعض الباحثين للأغريق , وآخرون ينسبونه للهنود .
بنجنا الداتوري الذي هو مدار بحثنا شجيرة حولية تتنوع الى مايزيد على خمسة عشر صنفا , وتحمل أسماء عديدة منها , الداتورا , الداتوره , التاتورا , البنج , المي .
تابعوا معي في الحلقة القادمة (الثالثه) لعلي ألج بكم فيها مباشرة بعالم هذه الشجيرة التي تحمل أسماء كثيره أشهرها ألأسماء الخمسة التي أشرت أليها آنفا .
الشجيرة التي تنمو في سوحنا وفسوحنا وجوانب طرقنا واستطراقنا وأوديتنا بصورة طبيعية دون أن نعيرها بالا أو يتعهدها أحد بري أو عناية , وتبقى مهملة ومنسية الى أن تذبل وتموت دون أن يستفيد منها أنسان أو حيوان .
لبينما الشجيرة نفسها تزرعها الأمم المتحضرة وتوليها جل عنايتها واهتمامها , ليس ترفا وأنما لتستفيد منها في أستخلاص العديد من المستحضرات الطبية المتنوعة التي نستوردها منهم بأغلا الأثمان .
بل أنهم يزينون بها حدائقهم الغناء التي تزخر بكل أشكال الورود وأشجار الزينة التي ما صنف يشابهه صنف .
فألى ذلك الحين , أستودعكم من لا تضيع ودائعه , والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .....

التعديل الأخير تم بواسطة رويعي الغنم ; 08-16-2009 الساعة 08:22 PM
رد مع اقتباس