هل الدعاء يوم الأربعاء بين الظهر والعصر من أوقات استجابة الدعاء؟
السؤال:
فضيلة الشيخ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
لدي استفسار بشأن حديث ألا وهو عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ الله عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلاثًا يَوْمَ الاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الثُّلاثَاءِ وَيَوْمَ الأَرْبِعَاءِ فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ، قَالَ جَابِرٌ: "فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ إِلا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الإِجَابَةَ".
رواه البخاري في الأدب المفرد وأحمد والبزار وغيرهم وحسنه الألباني في "صحيح الأدب المفرد" (1/246) رقم: ( 704).
فهل هو حديث صحيح؟ وهل يوم الأربعاء يستجاب فيه الدعاء ؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد ..
فإجابة عن سؤالك نقول :
على القول بصحة هذا الحديث، فليس فيه دليل على أن هذا الوقت بين صلاتي الظهر والعصر، من أوقات استجابة الدعاء؛ لأن جابرا رضي الله عنه أخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا ثلاث مرات فلم يستجب له إلا في الثالثة، فلو كان هذا الوقت محلا لإجابة الدعاء مطلقا لاستجيب له من أول يوم، وإنما كانت الإجابة فضلا من الله تعالى، وكان من أسبابها هذا الإلحاح من النبي صلى الله عليه وسلم، وعدم استعجاله في حصول الإجابة.
وأما تحري جابر رضي الله عنه الدعاء في هذا الوقت، فهو اجتهاد منه، ولم يذكر أحد من العلماء أن تحري الدعاء في هذا الوقت من مواطن إجابة الدعاء، وغاية ما في الحديث أن من المشروع في الدعاء تحري الأماكن الفاضلة، والإلحاح في الدعاء، وعدم الاستعجال؛ فإن الاستعجال يمنع الإجابة، كما في البخاري (6340) ومسلم (2735) عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل: يقول: دعوت فلم يستجب لي).
أخوكم/ د.خالد المصلح
17/8/1429هـ