عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2013   رقم المشاركة : ( 17 )
رويعي الغنم
ذهبي مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 458
تـاريخ التسجيـل : 19-05-2006
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,905
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 143
قوة التـرشيــــح : رويعي الغنم تميز فوق العادةرويعي الغنم تميز فوق العادة


رويعي الغنم غير متواجد حالياً

افتراضي رد: شائعة النقوش القديمة على سد السملقي

في المداخلتين الرابعة والثانية عشر أشرت الى شخصيتين لهما علاقة ببحثنا هذا وهما عبدالله فلبي رحمه الله والمهندس كارل تويتشل ..
ولأهمية هذين الرجلين انقل لكم أدناه شيئا مما قرأته عنهما لتتعرفوا على وزنهما الكبير , ولتطلعوا من جانب آخر على آثار الكساد الكبير على المملكه (الذي ادى الى الأنهيار الأقتصادي العظيم عام 1929م , الآثار التي ضربت في كل ارجاء المعمورة حتى وصل بؤسها الى اطفال مكة :

كانت سنة 1930 وما بعدها من سنوات عجاف منحوسة على المملكة بوجه عام وعلى سكان الحجاز بوجه خاص. ففيها كانت الازمة الاقتصادية الكبرى قد خيمت بكابوسها على معظم اقطار العالم، لذلك بدأ مجيء الحجاج الى الحجاز في التناقص . فبعد ان كان معدل الحجاج في السنوات السابقة يقدر بمائة الف، انخفض الى اربعين الف في عام1931، والى ثلاثين الف في عام 1932، والى عشرين الف في عام 1933. فساد البؤس والحرمان في انحاء الحجاز، واصبح الكثير من سكانه على حافة المجاعة، وصار الحجاج اينما ساروا يحيط بهم المتسولون والاطفال من كل جانب يلحون عليهم في الاستجداء، واذا رمى احد الحجاج بفضلات الطعام او قشور الفواكه تهافت عليها الاطفال متكالبين من شدة الجوع .
وانخفضت عائدات الحكومة السعودية في عام 1930 من خمسة ملايين جنيه الى مليونين. وعانى وزير المالية السعودي عبد الله السليمان من ذلك اشد العناء .
وقد تحمل الموظفون من ذوي الرواتب القليلة قسطاً غير قليل من هذا العناء. فقد فرض عليهم ان يساهموا في قرض كبير للحكومة، ومرت فترة تأخر فيها دفع الرواتب للموظفين ثمانية اشهر. واضطر الموظفون ان يشركوا اصحاب الدكاكين في مصيبتهم اذ كانوا يبتاعون منهم ضروريات الحياة على الحساب واعدين اياهم ان يدفعوا لهم عند تسلم رواتبهم.
كان عبدالله فيلبي يومذاك قوي الصلة بالملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وتحدث في مذكراته عن الحالة النفسية السيئة التي سيطرت على الملك رحمه الله في عام 1930 حيث يقول: "بدأ القلق يستحوذ على الملك عبد العزيز، وبدأت ارى معالم اليأس تتسلط على نفسه فتضعف من حيويته ومن تفاؤله. وكنت ذات يوم استقل السيارة الملكية في معيته في جولة قمنا بها بعد الظهيرة عندما انطلق يتحدث عن آمال بلاده وأوضاعها، فاعرب عن قلقه بأن ضعف موسم الحج في السنة التالية سيؤدي الى كارثة اقتصادية تحل بالبلاد، بالنظر الى عدم وجود موارد اخرى لها".

ويقول فيلبي انه انتهز الفرصة وقال لابن سعود: "ليس ثمة داع لليأس شريطة ان تكون على استعداد للسعي بدلاً من الاتكال على مشيئة الله لانقاذك، اذ ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فأنت تنام على كنوز مدفونة في الارض ثم تشكو من الفقر بينما لا تحاول القيام بأي عمل لاستغلالها". فسأله الملك عبدالعزيز : "ماذا تعني؟"، فاجابه فيلبي: "اعني ان بلادك ملأى بالكنوز الدفينة من نفط وذهب وانت عاجز عن استغلالها بنفسك ولا تسمح في الوقت نفسه للآخرين باستغلالها بالنيابة عنك". فرد الملك وقد بدا عليه الجهد: "اسمع يا فيلبي، لو وجدت من يدفع لي مليون جنيه الان فانني سامنحه كل ما يريده من امتيازات في بلدي". فقال له فيلبي: "ان هذه الامتيازات تساوي اكثر من هذا المبلغ بكثير، واذا كنت تعني حقاً ما تقول فانا اعرف رجلاً يستطيع ان يساعدك. لقد جاء لزيارتك قبل عدة سنوات ولكنك رفضت ان تقابله. وهذا الرجل موجود في القاهرة الان، واذا حددت لي الموعد الذي ستكون فيه في جدة فسابرق اليه، وانا اضمن لك انه على استعداد للتضحية باحدى عينيه في سبيل لقائك".
ان الرجل الذي اشار اليه فيلبي هو الثري الامريكي المستر كرين الذي كتب اليه الملك يدعوه لزيارته في جدة. فجاء الرجل في ايار 1931، وتعهد لابن سعود بأن يستدعي على نفقته الخاصة المهندس الجيولوجي المشهور كارل تويتشل للبحث عن امكانيات البلاد المعدنية. وقد انجز المستر كرين وعده، فوصل المهندس تويتشل الى جدة في صيف 1931، وتجول في انحاء المملكة السعودية بحثاً عن مكامن الثروات الارضية فيها. وفي ربيع 1932 قدم للملك عبدالعزيز تقريراً ذكر فيه ان هناك علامات تدل على وجود نفط في منطقة الظهران بالقرب من الخليج العربي.
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس