الرياض : الأحد 08-10-1430هـ العدد : 15070
هكذا جامعات تحتاج هكذا مدارس
شريفة الشملان
طار الفرح بنا يوم الأربعاء الماضي ، وتابعنا بزهو افتتاح جامعة الملك عبدالله ، وشاهدنا الملوك والرؤساء وهم يشاركون مليكنا الحفل ، ربما هفت أنفسنا لبعضهم دون آخر ، ربما شدّنا من الضيوف الضيف التركي أكثر من غيره ، لما لمواقف بلاده الإنسانية في غزة أكثر من العرب ذاتهم .لكني لن أتكلم عن تركيا اليوم وتركيا الغد ، ولا عن الإسلام الذي سما بتركيا كثيرا ولاعلمنة الإسلام بما يتوافق مع واقع عالم اليوم ومتغيراته. موضوعي اليوم عن المدارس وكيف لابد أن تكون لدينا مدارس تواكب مثل هكذا جامعات . بحيث يسرنا أن يطلع الزوار على رياض أطفال لنا ومدارس ابتدائية وثانوية تكون رافدا لطلبة هذه الجامعات . وبما أن هناك قمة هرم قوية وجميلة وعالمية ، فلابد من وجود قاعدة قوية للهرم التعليمي كي يسند ويديم ويقوي القمة ، لأن قمة بلا قاعدة إن لم تسقط فإنها حتما ستعوَج، خاصة ونحن نسمع مع كل مطلع عام دراسي ما يجري من أحداث حول القبول بالجامعات الحكومية ، رغم وجود التسجيل عن طريق الموقع الإلكتروني إلا أن ما يحدث من مشاكل القبول والمرور عبر بوابات مختلفة من امتحان قدرات والمعدل الثانوي . يجعل المرء في دهشة عظمى بين ما يتخرج من الثانويات وما يقبل في الجامعات وضياع اعداد كبيرة بين الشوارع أو ان تتلقفها معاهد نصب ، تشهد أروقة ديوان المظالم الكثير من القضايا بسببها. أقول إن وجود جامعات قوية ومؤهلة ، تحتاج أن تؤهل المدارس من الروضة حتى الثانوية لها . لعله من المخجل لنا كبلد حباه الله بالكثير أن تكون المدارس لدينا في أوضاع شبه مزرية ، فلا البيئة جيدة ولا الصيانة متوفرة ، وبالتالي نلوم المدرسين والمدرسات على إنتاجية تعليمية ضئيلة ،كيف لعامل مهما كان أن ينتج في بيئة يصعب العمل بها ، صفوف غير مؤهلة وأعداد كثيرة ودورات مياه تعم رائحتها وصل فيضان مياهها إلى أقصى مكان بالمدرسة .لن نتكلم عن المناهج "كثر وقلة بركة؛ ك ( برنارد شو والرأسمالية ). إن تأسيس الإنسان يعتمد على برامج وطنية مخططة وكأنها دستور تبقى مهما تغير وزراء التربية والتعليم ، برامج تبدأ مع الطفل من الروضة وقبل سنوات الدراسة وللأسف حتى تاريخه لا تعتبر رياض الأطفال حقا لكل طفل ولا تعتبر جزءا أساسيا في العملية التربوية . فلا توجد رياض أطفال حكومية إلا ما قدمته وزارة التربية/تعليم البنات لأطفال المعلمات فقط .وهناك روضات لمراكز التنمية والخدمة الاجتماعية ، اما البقية فهي أهلية تحظى بمتابعة من تعليم البنات ولكن كلبنة أولى للتعليم الإلزامي فهي غيرمتوفرة مطلقا . تشكو الثانويات من عدم توفر البرامج العلمية والتقنية كما أن المختبرات ، وإن كانت متوفرة فهي غير صالحة للعمل في أغلب الثانويات ، ولعلها في مدارس البنات أكثر سوءا. عدم توفرشبكات الاتصال عبر النت ، وعدم وجود كمبيوترات للطلبة ، الاتكال على الورق والسبورة في العملية التعليمية صار في أغلب الدول من مخلفات الماضي ، التقدم العلمي وفر الكثير ومن أهم ما وفر البيئة الأكثر صحية من جهة ، ووفر في تكوّن قمامة كبيرة من الورق ناهيك عن أسعاره التي ترتفع بازدياد . إن وجود قمم تعليمية وتقنية نحتاجها جدا ، حيث توفر لنا بالإضافة لعلماء مبدعين توفر أيضا أساتذة متخصصين علميا وتقنيا ، ولكن لابد من إعادة برمجة كامل المدارس ليستحق طلابها هكذا جامعات . وكما نريد من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية نريد أن ترتفع جامعاتنا الأخرى الأدبية والعلمية لتكون بمستواها إن لم يكن نفسه فمقارب له ، لنقول هكذا مدارس تستحق هكذا جامعات.