عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2007   رقم المشاركة : ( 3 )
بيقبن بن فنحاص
مشارك


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1295
تـاريخ التسجيـل : 24-05-2007
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 190
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 10
قوة التـرشيــــح : بيقبن بن فنحاص يستحق التميز


بيقبن بن فنحاص غير متواجد حالياً

افتراضي رد : لمثل هذا يذوب القلب من كمد

قصص أخرى :
...............
رماد إنسان 05-8-2007 00:59 9.



لا أتحدث هنا عن ضميرنا الغائب فى الأمور السياسية الكبرى العالمية والمحلية، لا أتحدث عن جرائم الحرب وجرائم السلم وجرائم السوق الحرة وغير الحرة، لا أتحدث عن كيف تحكم القوة العسكرية والنووية عالميا، وكيف تهدر حقوق البلايين من البشر، من أجل ثراء حفنة من الحكام فى العالم والحكام فى بلادنا التابعين لهم.
لا أتحدث عن الديمقراطية الزائفة التى تسمح بمعارضة شرعية لا تنجح فى شيء إلا الكلام والكتابة فى الصحف والصراخ فى الفضائيات واشاعة الوهم اننا نعيش عصر الديمقراطية.
هناك من اعتبروا أن الأديان هى أفيون الشعوب، لكن الأفيون فى عصرنا هو الديمقراطية وما تشمل من أحزاب وصحف معارضة، أو ما تسمى الصحف المستقلة التى يمولها أصحاب البلايين، يتنافسون مع أصحاب الحكم على المال والسلطة، بالاضافة الى تسخير الأديان لخدمة التضليل وتحجيب العقول والوجوه.
ألهذا السبب لم يكن ممكنا نشر هذا المقال فى أى مكان وأى صحيفة فى بلادنا؟
إلا أن عدم القدرة على النشر لا تعنى الصمت، فالصمت جريمة، وعلينا ألاَّ نكف عن كشف الزيف الإعلامى الحكومى وغير الحكومى، بأى طريقة ممكنة.
كم من دموع ومقالات وصرخات حول ما تكشف فى بلادنا من عصابات الأطفال واغتصابهم جنسيا، ثم قتلهم بالذبح أو القذف فوق قضبان القطارات، أما البنات اللائى يحملن بعد الاغتصاب فهن كنز أى كنز، يتم حمايتهن حتى الولادة، ثم يذبحن، أو يدفن أحياء تحت الأرض، ويؤخذ المواليد الى حيث يتم بيعهم بآلاف الدولارات واليوروهات للنساء الأجنبيات وغير الأجنبيات المحرومات من الانجاب.
بعض آراء تقترح حلولا لهذه المشكلة التى يروح ضحيتها أكثر من ثلاثة ملايين طفل مصرى، يعيشون ويموتون فى الشوارع، منهم مليونان مما يطلق عليهم الأطفال اللقطاء أو غير الشرعيين، وهم من جميع الطبقات الفقيرة والوسطى والعليا.
جاءت الى عيادتى النفسية منذ أيام طالبة فى الجامعة الأمريكية من طبقة عليا فى العشرين من عمرها، ترتدى الحجاب الأنيق، وجهها شاحب، غسلته من المساحيق، تعانى الاكتئاب والرغبة فى الانتحار، لقد حملت من ابن عمها فى بيتها اثناء غياب أفراد أسرتها فى النادى.
قالت لى: توقعت أن أنزف فى عملية الاجهاض فتعانى أسرتى الفضيحة بعد موتى لم يكن أمامى حل أنا وابن عمي إلا التخفى أيام الولادة، ثم لف الطفلة المولودة فى بطانية صوف وتركها فى ظلمة الليل فى حى السيدة زينب بجوار الجامع.
وأين ذهبت الطفلة المولودة؟!
تبكى الفتاة الطالبة وعيناها شاردتان فى الخواء وتقول: شفت عنيها وأنا ألفها بالبطانية، بنتى المولودة، وأنا أتركها على أرض الشارع، فى الهوا والبرد، شفت عنيها مليانة دموع وساكتة خالص، ما أقدرتش أمشى، عينيها فى عينى، وصوابعها الخمسة ماسكة فى صباعى الصغير ده! لولا ابن عمى شدنى وأخدنى بعيد كنت بقيت لحد ما يمسكونى، وياريت بقيت جنبها، على الأقل كنت أعيش معاها فى الشوارع وأحميها من عصابات الأطفال، يا ترى أنت فين يا بنتى؟!
السؤال أين ذهبت هذه الطفلة؟!
اكتشفنا من خلال الصحف أن عصابات الأطفال هى مؤسسات كاملة محلية ودولية لجمع اللقطاء والأطفال السفاح، وأطفال الشوارع الشرعيين الهاربين من الفقر أو قسوة الأب أو زوجة الأب، أو قسوة العم الذى يتولى الولاية بعد موت الأب، أو قسوة الأم ذاتها التى تدفعها الظروف القاسية للتخلى عن فلذة كبدها.
يشتغل فى مؤسسات عصابات الأطفال نساء مدربات على توليد الأم الطفلة بطريقة سليمة، حتى لا تتعرض للخطر، وعلى انتزاع المولود من أمه بعد لحظة خروجه من الرحم، وقبل أن تلتقى عينا الأم بعينى طفلها.
لماذا؟
لأن الأم وان كانت طفلة فى الرابعة عشر من عمرها، لا يمكن أن تنسى عينى طفلها، وقد تدافع عنه بقوة خارقة قد تسبب المشاكل لهذه العصابات، لهذا ينزعون المولود بسرعة فائقة، ويحملون الأم الوالدة وهى لا تزال تنزف الى حفرة فى الأرض ثم يوارون عليها الطوب والتراب ويرشونها بالماء، ويزرعون عليها الجرجير والبصل والخس والخيار. لمجرد التعمية.
لا توجد احصاءات بهذه الأمهات الصغيرات الموؤدات فى مصر، ولا توجد احصاءات بعدد عصابات الأطفال، وكل يوم نكتشف وكراً جديدا لعصابة كاملة.
قرأنا فى صحف 28 ديسمبر 2006 أن أجهزة الأمن اقتحمت فى الاسكندرية المسرح المهجور فى الابراهيمية. وقد حولته عصابة من عصابات الأطفال الى قلعة مسلحة، كما توجهت قوة الى وكر أم رشا التى تتاجر فى أعراض بنات الشوارع وتقوم ببيع الأطفال السفاح الناتجة عن اغتصاب هؤلاء البنات بواسطة رجال العصابة، لكن المتهمة تمكنت من الهروب والاختفاء. كيف هربت؟ هل هناك من يتستر عليها فى البوليس؟
كما ألقى القبض على سيدة معروفة باسم أم ياسر تمارس نشاطا واسعا فى جمع اطفال الشوارع من البنات الهاربات من أسرهن خوفا من الفضائح تتولى أم ياسر رعايتهن والتكسب منهن بالطرق الثلاثة:
1- المتاجرة بأجساد البنات فى موسم البغاء الأكبر خلال فترات الصيف لرواد المصايف من الرجال الأجانب وبلاد النفط.
2- بعد أن تحمل البنت منهم، وتلد طفلها، يتم انتزاعه منها بالقوة أو بالخداع، ويتم بيع الطفل للأجانب وغير الأجانب من الرجال والنساء فى سوق بيع الأطفال التى أصبحت منتشرة فى مصر خلال السنين الثلاثين الأخيرة، وقد سبق لى الكتابة عنها خلال الثمانينيات فى مجلة تضامن المرأة العربية، التى أغلقت دون أى سند قانونى.
3- تؤخذ الأم الوالدة الصغيرة، فتدفن فى الحفرة المعدة لها، لكنها قبل أن تدفن يستأصلون منها الكليتين والقرنية والكبد وغيرها وذلك لبيعها فى الأسواق المتزايدة للتجارة فى الأعضاء البشرية.
هذه المعلومات جميعها نشرت على مدى السنين الماضية، وأخيرا انفجر الدمل المزمن المليء بالصديد، وخرجت الرؤوس من تحت الرمال، وصاحوا: ما الحل لمشكلة أطفال الشوارع المزمنة، ومنهم مليونا طفل غير شرعى، بعضهم من عائلات عالية مثل تلك الطالبة فى الجامعة الأمريكية التى جاءت الى قبل أن تشرب السم وتنتحر.
ما الحل؟
ليس الحل هو جمع هؤلاء الأطفال 3 ملايين على الأقل شرعيين وغير شرعيين ووضعهم فى الملاجئ أو تحت رعاية الجمعيات الخيرية أو الأهلية أو الحكومية، فلم يحدث فى العالم غربا وشرقا أن استطاعت هذه المؤسسات حكومية وغير حكومية وإن زاد عددها وزاد تمويلها أن تستوعب هذا العدد الهائل المتزايد من أطفال الشوارع.
اهتدت بلاد العالم فى الغرب والشرق، ومن مختلف الأديان، بما فيها أندونيسيا ويسكنها 300 مليون مسلم الى أن الحل ليس رعاية أطفال الشوارع فى الملاجئ والمؤسسات، بل الحل الوحيد هو:
القضاء على الأسباب التى تدفع بالأطفال الى الشوارع.
الأمة الأندونيسية المسلمة عندها ضمير:
دعيت الى أندونيسيا لافتتاح المؤتمر الدولى لكاتبات المسرح يوم 19 نوفمبر 2006، والتقيت بكاتبة مسرحية معروفة فى جاكارتا، اسمها راتنا سارومبايت، كانت رئيسة المؤتمر، وشاركت ابنتها فى المؤتمر، فتاة ممشوقة، تلمع عيناها بالذكاء.
سألتها ما اسمك؟ قالت: اسمى Atiqua HasiH olan تصورت أن هذا هو اسمها الثلاثى الذى يحمل اسم أبيها وجدها لأبيها، لكنها قالت لى: اسمى باللغة الأندونيسية يعنى: أنا أحب الحرية.
اندهشت: هل هذا اسم؟ هل هذا اسمك الثلاثى فى شهادة ميلادك؟
قالت: نعم انه اسمى الثلاثي
وشرحت لى والدتها الأستاذة رئيسة المؤتمر والكاتبة المسرحية المعروفة فى أندونيسيا.
قالت: القانون فى بلادنا يعطى الطفل المولود الاسم الذى تختاره الأم أو الأب أو شخص آخر فى الأسرة أو خارج الأسرة، وينص القانون على أن جميع المواليد يتمتعون بالشرعية والشرف وجميع الحقوق التى يتمتع بها أى مواطن فى الدولة، بصرف النظر عن الطريقة التى جاءوا بها العالم.
اشتدت دهشتى، وسألتها: ألا يوجد عندكم مشكلة أطفال سفاح أو غير شرعيين؟ قالت: جميع الأطفال فى بلادنا شرعيون، وقد استطعنا القضاء على مشكلة الأطفال غير الشرعيين بانقاذ 75% من أطفال الشوارع فى بلادنا، وأغلبهم بنات كن يلدن فى الشوارع تستغلهن مؤسسات تتاجر فى البشر وأعضائهن، عصابات الرقيق الدولية المعروفة، التى تتخذ أسماء انسانية خادعة، وتتخفى تحت حماية قوى سياسية ودينية فى معظم البلاد، وتابعت الكاتبة الأندونيسية كلامها:
أصبح أمامنا 25% من أطفال الشوارع الذين يدفعهم الفقر أو قسوة الأهل للهروب من البيت، وهذه مشكلة لها خطط طويلة الأجل، لأن القضاء عليها يلزمه القضاء على الفقر والبطالة المتزايدة وهذا يلزمه القضاء على الاستعمار الخارجى وأعوانه فى الحكومة المحلية، وهى شروط لتحقيق التنمية الاقتصادية، وزيادة الانتاج الوطنى، ورفع الوعى، وكلها تحتاج الى تغيير كامل للنظام الحاكم.
أما قسوة الأب أو الأم، فهى مشكلة ربما أصعب من القضاء على الفقر أو المشكلة الاقتصادية، لأن تغيير عقلية الأب ليفهم معنى الأبوة الحقيقية، أى المسئولية تجاه أطفاله، وعدم التخلى عن هذه المسئولية ابدا لإشباع رغباته الجنسية بالزواج بأخريات، أو بإنفاق أمواله على نفسه ومتعه المتعددة، وكذلك تغيير عقلية الأم لتفهم حقوقها كأم وحقوق أطفالها ولا تتخلى عن هذه المسئولية ابدا، وتفرض على أبيهم الالتزام بمسئولية الأبوة، وكذلك تغيير عقلية المؤسسات التعليمية والإعلامية والدينية والأخلاقية، بحيث لا يعاقب أى طفل على أى جريمة يقترفها الأب أو الأم، فالطفل المولود مواطن مستقل عن أبيه وأمه، له حقوق المواطنة كاملة، وبحيث لا تعاقب الفتاة اجتماعيا أو أخلاقيا ان خدعها رجل وحملت دون عقد زواج موثق، ويكون لها جميع حقوق المواطنة هى وطفلها أو طفلتها التى تولد من غير أب.
هل يمكن أن يصدق أحد أن القوانين فى أندونيسيا أكثر انسانية وعدالة من القوانين فى بلادنا.
بل قوانين أغلب بلاد العالم، فى الشرق والغرب، من شمال أمريكا الى جنوب أفريقيا، ومن استراليا وأندونيسيا شرقا الى فرنسا وأسبانيا غربا، أصبحت هذه القوانين لا تعاقب الطفل لأن الأب ندل بلغة نزار قباني الأب الندل هو من يمارس الجنس مع امرأة ثم يرفض اعطاء اسمه للمولود، لمجرد أنه لم يوقع على ورقة! أهناك ندالة أكثر من هذا؟
وماذا نقول عن أمة بكاملها تتواطأ مع هذا الأب الندل ضد المولود البريء الذى لا حول له ولا قوة.
هل نرفع رؤوسنا من الرمال ونواجه مشاكل أطفال الشوارع وعلى رأسها الأطفال ضحايا الأندال من الرجال، متزوجين أو عزاب، شبابا أو كهولا، يخدعون البنات باسم الحب أو الزواج، أو التهديد، أو الإغراء، ثم يهربون من مسئوليات الأبوة.
القانون فى مصر يحمى الأب الندل لأنه رجل وإن كان زانيا!
ألم يعترف أحد الممثلين فى مصر أنه مارس الجنس مع فتاة ثم رفض أن يعطى اسمه للطفلة المولودة، ورفض كل الطرق لإثبات أبوته بما فيها تحليل الشفرة الوراثية D.N.A، ولولا كفاح الأم المهندسة وأبيها الأستاذ الدكتور على مدى العامين الكاملين لما خرجت القضية الى المحاكم والرأى العام، ولولا نزاهة القاضى وضميره الحى لأصبحت هذه الطفلة البريئة ضمن الأطفال السفاح أو غير الشرعيين، وليس لها حق فى القانون، سوى أن تحمل اسم أمها وتحمل معه لقب ابنة الزنا، وتحرم من كثير من الحقوق الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والتعليمية التى يحظى بها من يحملون اسم الأب ويتمتعون بالشرعية.
جاءتنى منذ أيام أمرأة فقيرة تشتغل فى البيوت بأجرة يومية، حكت لى قصتها، تزوجت وأنجبت بنتين أرسلتهما الى المدرسة، ودفعت مصاريفهما من أجرتها لأن الأب ترك أسرته وتزوج أمرأة أخرى، ثم طلق زوجته الأولى أم البنتين، حاولت الأم أن ترفع على مطلقها قضية نفقة دون جدوى، لقد اختفى الأب من الحى كله ولم تعرف له عنوانا، اضطرت الأم أن تترك شقتها، وتسكن فى غرفة فى حى شبرا الفقير، وكان لابد لها أن تحاول نقل أوراق ابنتيها من المدرسة الابتدائية بالمعادى الى مدرسة فى حى شبرا الخيمة، الا أن إدارة المدرسة رفضت تسليم الأم الأوراق، رغم اثبات الأم انها الحاضنة الرسمية لابنتيها.
قالت لها المديرة: الأم الحاضنة أو الأم الوصية ليس لها حق الولاية على أطفالها، ولابد من ولى أمرها وهو الأب كى يتسلم أوراقها بنفسه حسب القانون.
تعذبت الأم عامين كاملين، تبحث عن الأب دون جدوى، وبحث المحامى الذى دفعت أجره احدى الأسر التى تشتغل عندها عن أى ثغرة فى القانون تسمح للأم بسحب أوراق ابنتيها من المدرسة، دون جدوى.
وصلت الأم عن طريق مخدوميها من الأسر الكبيرة الى بعض المسئولين الكبار فى وزارة التعليم، على رأسهم الوزير، لحل مشكلتها دون جدوى وحصلت على وساطات حكومية وغيرحكومية، دون جدوى. لم تتمكن الأم من نقل ابنتيها الى مدرسة قريبة من غرفتها فى شبرا، وظلت تتكبد كل يوم فى سبيل مرافقتهما الى مدرستهما من شبرا الى المعادى، ما يساوى نصف أجرتها اليومية.
وأخيرا بعد عامين من الشقاء، تمكنت من الوصول الى أم زوجها، أو جدة الابنتين، وأخذت تتوسل إليها بالدموع مع دموع حفيدتيها الطفلتين أن توصلهما الى الأب الهارب، وذهبت الجدة العجوز، توسلت الى ابنها أن يرحم طفلتيه ويذهب الى المدرسة ويسحب أوراقهما لنقلهما الى المدرسة الابتدائية بشبرا، ووافق الأب أخيرا بشرط أن تتنازل مطلقته، أم الطفلتين، عن قضية النفقة فى المحكمة.
تنازلت الأم عن القضية واستلمت أوراق طفلتيها.
هذا مثل واحد على أن النظام الأبوى السائد لم يعد صالحا ولابد من تغييره ان كان عندنا ضمير.
لإحياء الضمير فى بلادنا:
القانون فى بلادنا يجب أن يتغير، فلا يكون للأب وحده الولاية على أطفاله، بل يكون من حق الأم الحاضنة والوصية على أطفالها أو اخوتها الصغار حق الولاية ايضا، لأن الأم الحاضنة تعيش مع أطفالها وتنفق عليهم أغلب الآباء يتهربون من النفقة وإن حكمت المحكمة يزيفون الأوراق، ومنابع الدخل حتى تنخفض قيمة النفقة الى أقل ما يمكن، تعيش الطفلة فى حضانة أمها حتى تبلغ سن الرابعة عشرة، والطفل الولد حتى الثانية عشرة فكيف يمكن أن يظل الأب الهارب من المسئولية هو صاحب الولاية، وليس الأم التى تعمل وتكد وتشقى من أجل أطفالها؟
والابن الذى انتحر بسبب أبيه الهارب:
وهل قرأنا ما نشر فى صحف 28/12/2006 عن الابن الذى انتحر لأن الأب هرب من البيت تخلصا من مسئولية الانفاق على أولاده وبناته، وكم قرأنا هذه القصص، وغيرها، عن أولاد وبنات ينتحرون، يأسا من الحصول على الرزق، مع تزايد البطالة، وبسبب الحرمان من الأبوة، وكم من آباء يشجعهم القانون على تشريد الأم وأطفالها، تحت اسم تعدد الزوجات، وحق الرجل فى اشباع نزواته الجنسية على حساب مصلحة أطفاله.
المطلوب منا الشجاعة للتغيير؟
اننا فى حاجة الى استعادة ضمير الأمة المصرية الغائب، واذا كان ضميرنا موجودا ويتألم من أجل عقاب الأطفال الأبرياء وأمهاتهم، فكيف نصمت؟ كيف تمر السنون والعقود دون أن نغير شيئا فى القانون أو القيم الأبوية السائدة؟
علينا أن نطالب بشجاعة بالآتى:
1- أن نحذف من القانون المصرى كلمات من نوع ابن الزنا أولاد الحرام اللقطاء، أطفال السفاح، أطفال غير شرعيين، هذه الكلمات لا تصدر عن أمة لديها ضمير حى، أو قيم أخلاقية عادلة تعاقب المذنب الحقيقى وإن كان رجلا وليس الضحية وإن كانت طفلة
2- حين يتهرب الأب من المسئولية سواء كان شرعيا أو غير شرعى لم يعترف بالأبوة تصبح الأم الحاضنة أو الوصية هى صاحبة الولاية على أطفالها حتى يكبروا، ويصبح من حقهم أن يختاروا الولى أو الولية، إن كان الأب أو الأم، حسب مصلحة الأبناء والبنات.
3- ويصبح لأسم الأم الشرف ذاته الذى يكون لأسم الأب، ومن يحمل اسم أمه يكون طفلا شريفا له جميع حقوق المواطنة مثل الأطفال الآخرين، وليس ابن زنا.
4- تتغير المناهج التعليمية والإعلامية والدينية والثقافية بحيث يتعلم الانسان المصرى احترام الأم مثل احترام الأب، وتتولى الأحزاب السياسية والجمعيات غير الحكومية والحكومية مهمة الثقافة والتنوير ومنع الظلم تحت مسميات سياسية أو دينية أو أخلاقية مزيفة.
هذه هى البداية لتستعيد أمتنا ضميرها الغائب
وبدون هذه التغيرات الأولية علينا أن نشعر بالخزى كلما سمعنا شيئا عن مآسى أطفال الشوارع، ولا نتهم هؤلاء الأطفال بانعدام الأخلاق، أو نعطيهم لقب أولاد الزنا، ونفرض عليهم الخزى والعار، فالعار هو عارنا نحن الأمة المصرية، وعلينا أن نمسح عارنا، وأن نستعيد ضميرنا والا فليس أمامنا الا الانقراض، فلا شيء يؤدى الى انقراض الأمم أو المجتمعات الانسانية الا غياب الانسانية والضمير الحى.






كاتبة مصرية
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس