عرض مشاركة واحدة
قديم 05-04-2010   رقم المشاركة : ( 102 )
ابوسيفين
كاتب مبدع


الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2441
تـاريخ التسجيـل : 23-04-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 1,928
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 583
قوة التـرشيــــح : ابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادةابوسيفين تميز فوق العادة


ابوسيفين غير متواجد حالياً

افتراضي رد: زيارة الثملان من ثقيف لقبيلة حرب



نعود لكم لنستكمل مطالعاتنا فيما تضمنته قصيدة أبو يزيد من ذكر لبعض مناقب قبيلة حرب وأعلامها وبعد أن استعرضنا في المشاركه السّابقه قصّة حصبان العنزي نستعرض الآن ثلاث خصال تضمنتها أبيات القصيده حين قال : ـــ


وفيهم ثلاث خصال ما هي مماراه *** سارت بها الركبان وامست عـــلامه
ارواحـــــــهم دون الأمانه مبداه *** وثـــــــار الدخيل ولوطلبه فعمامه
والثالثه يامدور الجود تلقــــــــاه *** فبن ناحل اللـــي صار للــجود قامـــه
يحذي ولو من حر ماله عطايـــاه *** فعلــــه غـلب فــالجود مـليون هامه


ـــ الخصلة الأولى : الأمانة وبذل الغالي والنفيس دونها وليس أغلى من الرّوح ومما دوّنه التاريخ لحرب في هذا الشأن ماذُكر عن قصّة دخيل البلالي الحربي مع إبن رشيد فقد كان لدخيل جاره أرمله ولها إبن وحيد وعندما أراد البلالي الخروج في غزوة وقيل أنها موقعة الشّنانه عام 1322 هـ أصر الولد على مرافقة جاره رغم صغر سنّه ومحاولة البلالي ثنيه عن ذلك خوفاً عليه إلاّ أنه في الأخير إستجاب لرغبة الولد المدعومه برغبة والدته والتي أستأمنت دخيل البلالي عليه وقد كان أن كُتب لهم الأسر على يد جنود إبن رشيد وعندما تم عرضهم على ابن رشيد : قرر قتلهم ,,فحاول البلالي ان يمنع قتل صاحبه لانه امانه معه فقال لابن الرشيد ياطويل العمر ان هذا ابني وهو غلام كما ترى والله انه وحيد امه وستموت ان جاءها خبر مقتله اما انا فهذه رقبتي فاقتلني ,واستجاب الامير لتوسلاته واكتفى بقتله وأمر باخلاء سبيل الغلام .ولما هدأ روع الغلام اخبرهم بالحقيقه المذهله ويقال ان ابن الرشيد ندم كثيرا على قتله لانه رجل شجاع ووفي .ولكن فات الامر وسبق السيف العذل 0
اما والده الصبي فانها لما عاد اليها ابنها سالما وعلمت بالخبر تاثرت كثيرا واعجبت بفعل هذا الرجل الشهم لكنها لم تجد ما تكافىء به صنيعه الا الشعر الذي يعتبر وسام الشرف ونوط التقدير عند العرب .فقالت من قصيده طويله:


البارحه عيني حريب لها النوم
................تسوقها لوعات غبر الليـالـي
لكن في عيني حزازات وهزوم
................انحب ولا ني في نحيبي لحالي
صار القضا واللي جرى شي مقسوم
...............الله يبـيحك ياد خيـــل البلا لـــي
مرحوم ياغيث المساكين مرحوم
.............اللي فـدا بروحه شريدة عيالـي
الاجنبي في قصرته دوم حشوم
...........أبـدى عليه من الرفيق الموالـــي

ــــ الخصله الثّانيه :

علو قيمة الدخيل عندهم وطلب الثأر له حتّى ولو من أقرب النّاس إليه ومما دوّن المؤرخون في هذا الصّدد قصّة نويشي المشيعلي الحربي الذي كان له دخيل قتله بعض أبناء عمومته فغضب من ذلك وعزم على قتل ما إستطاع منهم وقد قتل ستّة منهم ولولا تدخل جماعته وضمانهم لإرضاء أهل الدخيل لقتل أكثر من ذلك 0 وفي أحد الأيّام عندما كان يسير بصحبة عمّه أشار عمه بيده الى حيث قُتِل دخيله فاستل نويشي سيفه وقطع يد خاله وأرسل نويشي الى زوجة دخيله بقصيده قال فيها : ــ


يا راكب اللــي شايباتٍ مقاريـه=مثل الظليم اليا ضرب له قرارا

يسرح وممساه البديري حراويه = اللي نزل بين السهل والوعارا

خوينا يا متلــــــف الروح نغليـه = واللي ورى الصبيان دربـه عسارا

مطلق مطيحه بايمن السوق شوفيه= فـــوقه رمن شنودهن العذارا

ارخصت عمي ما احسب القلب يصخيه=عند الخوي كنه حتين الجفارا

اقفى مع الطاروق دمه يباريه = دمه مع الطاروق يغشى الجدارا

احدٍ سمع واحدٍ بالأعيان راعيه = البدو والحضران فوقه صبارا‏


وقد سأل أحدهم ابن رشيد ماالذي يعمله وقد لحق دخيله مالحقه فقال له ابن رشيد انشد نويشي الحربي ،فقال بعد خروجه من القصر ‏هذه الأبيات :‏


لا وهني نويشي اللـي قضا الدين = وجهه كما القمرا من اول شهرها

وانا ديوني مرمـــسات زمـــانيــن = امشي وكنــي دارع في غـــدرها

احيا اليتيم واقـــعده بالنــبا الــزين = يستـــاهل البيضـــا بدارٍ حـضرها

عقب اربعه واثنين يسلم من الشين = غير اليمين اللي نويشي عثرها


ـــ أما الخصله الثالثه فهي الكرم ومضرب المثل في ذلك خلف ابن ناحل وقد جمع خلف بين الكرم والشجاعه فكان كريما وفارسا وعقيدا مظفرا ، وقد كان من عادات العرب مقابلة من كانوا يُسمّون بالغزاه ويطلبونهم الحذيّه ((الشراكه )) فيما كسبوا وكان ابن ناحل يُعطي كل من سأله عند عودته من غزواته وإن كان لم يكسب شي وقد خلّد الشعراء تلك الميزه في خلف بن ناحل ومن ذلك قول الشاعر حمود الرشيد: ـ

يامن خبر يحذي وهو ماكسب (شين ) = ياكود ابن ناحل بماضي الزماني


و(( شين )) عند أهل الشمال تعني (( شيئ )) وقد دوّنت الكُتب الكثير عن تاريخ ابن ناحل وكرمه حتّى قيل أنه لو لم يكن في حرب سوى إبن ناحل في كرمه لكفاهم وحقيقة إن معزّبنا تحلّى بذلك حتّى أنّه استأجر ثلاثين غُرفه في الانتر كونتنتل لاستضافتنا وبقيت فارغة مدفوعة الثّمن لأن أبو مازن استأجر لنا إستراحتين وجاهد في إقناعه بتركنا فيها ، وقد أبلغنا أبو مازن أن أبو ناصر أصر عليه أن يصطحبه الى الفندق وقد رآه حوّل الميز في الأنترالى طاولة فطور شعبي قُرصان وسمن وعسل 0



وختاماً جعل الله أيّامكم كُلّها عسل والى اللقاء بكم في مناسبه اُخرى بمشيئة الله 0
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس