[حامل المسك]

يا إخوان هدانا الله وإياكم لطريق الحق
لا يصح لنا أن نجزم بمثل هذه الأجور لمعين أي لشخص معين
كقولنا قل سبحان الله العظيم وبحمد ثم نقول غرس لك الان نخله في الجنه
كيف لنا أن نعرف أن الله قد تقبل منه
ألا نعلم أن للعمل شرطين لابد من توفرهما ألا وهي
1- الإخلاص وهذا الشرط مأخوذ من حديث عمر (إنما الأعمال بالنيات)رواه البخاري ومسلم
2-المتابعة وهذا الشرط مأخوذ من حديث عائشة (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)رواه البخاري ومسلم والفض لمسلم
وعلى هذين الحديثين مدار الإسلام وزاد الإمام أحمد حديثا ثالثاً وهو حديث النعمان ابن بشير (الحلال بين والحرام بين...)
وإذا لم يتو فر هذان الشرطان فإن العمل لا يكون مقبولا عند الله
فكيف نجزم لمعين قال سبحان الله العظيم وبحمد أنه قد قبل عمله وغرس له نخلة في الجنه
ونحن لا نعلم هل توفرت شروط قبول العمل أم لا
فالمتابعة قد تكون ظاهر للجميع ولكن الإخلاص لا يعلمه إلا الله
والجزم بالأجر لمعين هو من نوع الشهادة لمعين بجنة أو نار ومشابه له
وقد نص أهل العلم في عقيدة أهل السنة والجماعة بأنه لا يجوز ذالك
يقول الطحاوي في عقيدته (ولا ننزل أحداً منهم جنة ولا ناراً) يقول الشيخ عبدالرحمن البراك في شرح هذه العبارة :" أي : لا نشهد لأحد من أهل القبلة من المسلمين بأنه من أهل الجنة لصلاحه , ولا نشهد على أحد منهم بأنه من أهل النار لمعصية أو بدعة , بل نفوض علمهم إلى الله فهو تعالى أعلم بمآلهم وبحالهم"
فإن قال قائل نحن نجزم بأن من قال سبحان الله العظيم وبحمده قد غرست له نخلة في الجنة
لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له بها نخلة في الجنة)
قلنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال أيضا (من قال لا إله إلاالله دخل الجنه) مع ذالك لا نستطيع أن نجزم بالجنة لمن قالها لأننا لا نعلم هل توفرت شروط القبول آنفة الذكر أم لا كما أن هناك من من يقول هذه العبار وهم يقولون بتحريف القران وهو كفر بالإجماع أو يسبون النبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابه أو يطوفون بالقبور أو لا يصلون جاحدين لوجوبها فهل يقال أنها تنفعهم
وعلى هذا فنحن نثبت ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ونعتقده ولكن لا ننزله على الأشخاص المعينين.
فالجزم لشخص معين بأنه قد غرس له نخلة في الجنة لا يصح لأن السرائر لا يعلمها إلا الله كما أن فيه نوع تألي على الله وكأن الأجر بأيدينا وليس بأمر الله يؤتيه من يشاء ويمنعه من من يشاء ولا ننسى حديث عبدالله ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع...) الحديث

هذا والله أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثير