عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2010   رقم المشاركة : ( 10 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: لملف الصحفي للتربية الخميس 6-6-1431هـ

المدينة :الخميس 1431/06/06 هجري - 2010/05/20 ميلادي
شَغَف التَّكفير مِن سوء التَّفكير ..!
أحمد عبدالرحمن العرفج
لم يَكُن الكَاتِب ليَجد حَرجاً كبيراً؛ في نَقد مَناهج التَّعليم بالمَملكة قبل أحداث 11 سبتمبر، وكَانت مَآخذ الكُتَّاب والتَّربويين كَثيرة عَلى حَشو المَواد، وأساليب التَّلقين والضَّغينة، التي تُزرع في أشبال «الصَّحوة»، لأخذ كُلّ المُخالفين إلى «أضيق الطَّريق»..!لكن مَن يَتناول اليوم أي موضوع يَتعلَّق بالمَناهج، سيَجد التُّهم المُعلَّبة مُعدَّة خصِّيصاً له، وسيُمطره المُرجفون بمُفردات إقصائيّة، مثل: «عميل، وانبطاحي، وطابور خَامس، ورويبضة»، دون أن يَسأله أحد إن كَان يَعرف الطَّوابير الأربعة الأُخرى، أو الثَّدييات الأُخرى التي رَضعت مَع الرّويبضة، ومَاهيّة وَضعيّات الاتكاء، والانحناء والانبطاح، ليَعرف مِن أين يَأتي «الشّّلوت»، أو ما إذا كَان يَجدر به أن يُجيِّر «الشّلوت» لموظَّف البَنك، حين يَصفه بـ«عَزيزي العَميل»، بعد أن كان يَطير -مثل بقيّة إخوانه- زَهواً بهذه المُفردة الذَّهبيّة، ومَا عَلِمَ أنَّها تَعني «عَزيزي الخَائن»..!.. مَا علينا، الجَديد في الأمر، أنَّ قَارئاً كَريماً بَعث لي برسالة إلكترونيّة يَقول فيها: (إنَّه يُعاني مِن ارتباك فَهم ابنته، بسَبب الطَّريقة التي تَشرح بها مُعلّمتها دروس مَادة «التَّوحيد»، للصَّف السَّادس الابتدائي، حيثُ إنَّه يَبذل جُهداً مُضاعفاً لفَرز الأفكار؛ التي تُحقن في عَقل الطَّالبة دون إدراك خطورتها، وتأثيرها السَّلبي)..!وممَّا ذَكره هَذا القَارئ –أيضاً- أنَّ المُعلِّمة تَحثُّ الطَّالبات عَلى ذَمِّ مُنتجات «الكُفَّار»، حتَّى لو كَانت مُتميِّزة، رَغم أنَّها تَقرُّ في مَوضع آخر -عَلى مَضض- أنَّ التّجارة مَع «الكُفَّار» جَائزة، ليَكبر التَّناقض في عَقل الطِّفلة، حين تُسمِّي الأشياء بغير أسمائها، وتألف «اللَّف والدَّوران»، وتتعوَّد -شيئاً فشيئاً- بخْس النَّاس أشياءهم إن كانت سيّئة، لأنَّ الفَضائل يَستغلّها السّيئون –كما يَقول «العَقَّاد»-، أمَّا إن كَانت مُستقيمة، ولا تَأكل الحَرَام، فأقل ما يُصيبها عُقدة «الكَافِر»، الذي يُغرقها بالمُنتجات الرَّديئة، ويَبتز أموالها العزيزة..! ويُضيف –أيضاً-: إنَّ المُعلِّمة تُحذِّر الطَّالبات أن يَصفْن المُسلمين بأنَّهم أضعف مِن «الكُفَّار»؛ في الصِّناعات والتَّقنية، والتَّقدُّم العلمي، وهذه المُعلِّمة –هَداها الله- تَرتكب جناية كَبيرة بحُسن نيّة، أو بسُوء نيّة، إذ أنَّها تَزرع الخمول في عقول الطَّالبات، وتُخدِّرهن بـ«أفكارٍ هدَّامة» عَجيبة، حين تُحذِّر الطَّالبات –أيضاً- مِن وَصف «الكَافِر» بـ«سيّد» أو «مستر»، لأنَّ ذلك يَمنحه «العلوّ» الذي لا يَجب على المُسلم أن يقرّ به للكَافِر..!
وكُلّ مَا سَبق يَهون؛ أمام ما نَقله هَذا القَارئ المسكين، حين اتّهم مُعلِّمة ابنته بأنَّها «تبتر» الأحاديث والآيات، وتَصنع سياقاً خاصًّا بفِكرها، يَقوم على بُغض الآخرين، الذين نَختلف مَعهم دِيناً وعَقيدة، وحتَّى مَذهباً وطَريقة، وأخطر مِن ذلك، «التَّكفير» الذي يُضخّ في العقول، ليُرسِّخ في ذهن الطَّالبة أنَّ «التَّكفير» وَاجب على كُل طفل، وإن لم يَتجاوز العَاشرة، رَغم أنَّ عَقله البَسيط لا يُدرك أموراً أكثر بَساطة مِن هَذا المُنعطف الأخير..!
هذا ما كان مِن بوح بَسيط، عبّر عَنه قَارئ جَميل، ولا نَقول إلَّا: (لا كثّر الله المُتطرِّفين في الدُّنيا)، وطُوبى لمَن يَستمعون القَول فيَتّبعون أحسنه، وألينه..!.

آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس