[صقر قريش]

الوطن:السبت 14 جمادى الأولى 1430هـ العدد 3144
كيف تستأجر إدارة حكومية
علي سعد الموسى
قبل أن تسألوا إدارة المدرسة الأهلية الخاصة التي تسمم بها درزن من الطلاب عن السبب، فتشوا عن الفاعل لا عن المفعول . عن المبتدأ لا عن الخبر . عن الضمير المستتر الغائب في شخص المالك . عن الكوادر الإدارية المسؤولة التي بصمت بالموافقة لعشرات المستثمرين في القطاع التعليمي الخاص بأسوأ الإمكانات وفي أردأ المباني وباستقدام كل من خف وزنه وهزل مؤهله وقل راتبه كي يفتح مدرسة خاصة . تكلفة الاستثمار اليوم في مدرسة خاصة أقل من نصف تكلفة الاستثمار في مطعم لكبسة الحاشي والمضغوط . ملاك المدارس الخاصة هم اليوم – كارتيل – لا يملكون مدارسهم الهزيلة فحسب، بل يتملكون الذين بصموا لهم بالموافقة لأنهم إما كسوا الجلود أو أشبعوا الجيوب والبطون وأنا لا أناور ولن أجامل حول ممارسات أملك عليها الأدلة والبراهين وسأقابلهم حاسر الرأس بكل ما أمتلك من الشجاعة . متأكد أن مدير المدرسة المغلوب على أمره يمتلك اليوم – دوسية – من ملفات المراسلة مع مرجعه الإداري حول المبنى . متأكد أنه صاح حتى انقطع به الصوت . قبل أعوام خلت اضطررت لعرض منزلي الخاص للإيجار بعد عرض مغر من إدارة حكومية صغيرة وحين سال لعابي فرحاً بصفقة ثقيلة تحولت إلى صفعة بعد اتصال من مجهول يطلب نصف مبلغ العام الأول كي ننهي التوقيع . كان أول امتحان لمبادئي ونجحت فقط لأنهم على الخط الآخر كم يتصلون بعدها لنكمل معاً قواعد اللعبة . في العام الماضي اجتمعنا، ثلاثون رجلاً من أهل الحي، للاحتجاج على استئجار مبنى مدرسي أخلى مديرها المكلف مسؤوليته بخطاب أن يستلمه لأنه آخر خيال عن حياة واستقبال آدمي، واستنفرنا كل الجهات المسؤولة بما فيها الدفاع المدني وجيش مهندسي البلدية وكلهم بصموا على الكارثة وبعد شهر واحد فقط فتح ذات المبنى المتهالك مدرسة، ورغماً عن الأنف، وجميل أننا ما زلنا نملك الحرية كي نختار لأولادنا مدرسة مغايرة . اليوم أشحذ كل مسؤول أن يستيقظ به الضمير لمحاربة هذه الشبكات وقطع أوصال هذه البؤر من الفساد التي لا تعترف إلا بالمعادلة المنفعية – اقطع لي والزم لك – واليوم أطالب في كل منطقة بتشكيل لجنة خاصة لمراقبة استئجار الإدارات الحكومية للدور التي تتبع لها أو تعمل فيها بطلب وحيد: أن نشكل لجنة أخرى لمراقبة تلك اللجنة الخاصة ولجنة ثالثة لمراقبة اللجنتين .