عرض مشاركة واحدة
قديم 01-05-2009   رقم المشاركة : ( 2 )
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

الصورة الرمزية صقر قريش

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة


صقر قريش غير متواجد حالياً

افتراضي رد: قصة ذى القرنيين

لم يقل: إنما أوتيته على علم عندي!! وإنما نسب الفضل لصاحب الفضل جل وعلا

فقال: قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا

درس عظيم .. هذا رحمة من ربي ثم بين للحضور معتقده الصافي في الإيمان بالبعث والإيمان

بيوم القيامة فقال لهم إن الذي أمر ببناء هذا السد هو الله، وأن الذي أمر بحجز يأجوج

ومأجوج هو الله، وأن الذي سيأذن لهم بالخروج هو الله، وحتما سيأتي يوم على هذا السد

المنيع ليجعله الله عز وجل دكاء أي ليسويه بالأرض وذلك لا يكون إلا بين يدي الساعة كما

سيسوى جبال الأرض كلها بالأرض .

فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا .

هكذا يبين ذو القرنين العقيدة الصافية في الإيمان بالبعث، في الإيمان بيوم القيامة وعلامته

الكبرى حين يأذن الحق تبارك وتعالى ليأجوج ومأجوج في الخروج حينئذ يستطيعون أن ينفذوا

هذا السد ويخرجوا وهذا هو عنصرنا الرابع من عناصر هذا اللقاء:


(( خروجهم بين يدي الساعة ))

في صحيح البخاري من حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها: أن النبي دخل عليها يوما

فزعا وهو يقول: ((لا إله إلا الله، لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من

ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه)) وحلق بأصبعه السبابة والإبهام

فقالت زينب بنت جحش: يا رسول الله أَنهلِكُ وفينا الصالحون فقال المصطفى"(نعم إذا كَثُرَ الخبث))(4).

يهلك الصالح والطالح ويبعث الله الصالحين والطالحين على نياتهم .

وتدبر معي هذا الحديث: الذي رواه أحمد والترمذي وابن ماجه وابن حبان والحاكم في

المستدرك وصحح الحاكم الحديث على شرط الشيخين وأقر الحاكمَ الذهبيُ والألبانيُ في

السلسلة الصحيحة من حديث أبي هريرة أن الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى

قال: ((إن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم، حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس

قالوا: ارجعوا فستحفرونه غداً فيرجعون فيعيد الله السد أشد مما كان، حتى إذا أراد الله أن

يبعثهم خرجوا يحفرون السد فقال الذي عليهم إذا ما رأوا شعاع الشمس: ارجعوا وستحفروه

غدا إن شاء الله تعالى فيعودون فيرون السد كهيئته التي تركوه عليها فيحفرونه ويخرجون))(5)

وفي رواية مسلم في حديث النواس بن سمعان ((فيمرون على بحيرة طبرية فإذا مَرَّ أوائل

يأجوج ومأجوج شربوا ماء البحيرة كله فإذا مر آخرهم قال: لقد كان في هذه البحيره ماء)).

فيخرجون فيخاف الناس ويتحصنون منهم في الحصون، يتركون لهم الشوارع والطرقات لا قدرة

لأحد بقتالهم كما سأذكر في رواية النواس بن سمعان

قال المصطفى : ((أوحى الله إلى عيسى: يا عيسى إني قد بعثت قوما (أي يأجوج ومأجوج)

لا يدان لأحد بقتالهم (أي لا طاقة لأحد بقتالهم) فحرز عبادي إلى الطور أي اجمع عبادي من

المؤمنين إلى جبل الطور في سيناء)). ويتحصن الناس منهم في حصونهم فيقول يأجوج

ومأجوج: لقد قتلنا أهل الأرض تعالوا لنقتل أهل السماء.

انظر إلى الفجور!! وبهذه العبارة فقط تستطيع أن تتصور حجم الفساد في الأرض إذ تجرأ هؤلاء

وفكروا في أن يقاتلوا أهل السماء وبالفعل يوجهون النشاب (أي السهام) إلى السماء فيريد

الملك أن يبتليهم فيرد الله عليهم نشابهم ملطخة دماً فتنة من الله تعالى فيقولون قهرنا أهل

الأرض وعلونا أهل السماء. في الوقت الذي تبتلى فيه الأرض بهذه الفتنة تكون فتنة أخرى

عصفت بأهل الأرض عصفاً ألا وهى فتنة الدجال

فينزل عيسى عليه السلام كما في حديث النَّواس بن سمعان الذي رواه مسلم

قال المصطفى: ((فبينما هو كذلك (أي الدجال) إذ أنزل الله عز وجل عيسى بن مريم عند

المنارة البيضاء شرقى دمشق بين مهرودتين (أى ثوبين مصبوغين) واضعاً كَفَّيه على أجنحة

ملكين إذا طأطأ رأسه قطر وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ)) إذا رفع نبي الله عيسى رأسه

تقطر منها الماء كحبات اللؤلؤ الأبيض .

يقول المصطفى : ((فيطلب عيسى بن مريم الدجال حتى يدركه بباب لُدّ (مدينة بفلسطين) )).

فيقتل عيسى بن مريم الدجال عليه لعنة الله: ((ثم يأتي عيسى بن مريم قوم قد عصمهم الله

منه فيمسح عن وجوههم ويبشرهم بدرجاتهم في الجنة فبينما هو كذلك إذ أوحى الله: إلى

عيسى إني قد أخرجت عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور))

(أي لا طاقة ولا قدرة لأحد بقتالهم)

يقول المصطفى : ((ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون))

ينتشرون، يغطون وجه الأرض من فوق المرتفعات والجبال.

فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مَّرةً

ماءُُ ويحصر نبي الله عيسى عليه السلام وأصحابه فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه أن

يتضرعوا إلى الله عز وجل أن يهلك يأجوج ومأجوج فيستجيب الله دعاء عيسى وأصحابه

من أمة النبي محمد .

اسمع ماذا قال المصطفى : ((فيرسل الله على يأجوج ومأجوج النغف))

النغف: هو الدود الصغير.

تدبر قدرة الملك وعظمة الملك، والله ما أحوج الأمة إلى أن تمتلئ قلوبها يقينا بقدرة الملك جل جلاله.

ما أحوجنا إلى أن نتعرف على عظمة الله وعلى جلال الله، وعلى قوة الله، وعلى قدرة الله، فإن أمر الله بين الكاف والنون .

فيرسل الله عليهم النغف أى الدود الصغير في رقابهم فيهلكهم الحق جل وعلا

فيقول المصطفى : ((فيصبحون فرسى (أي قتلى) كموت نفس واحدة))

في رواية ((يطلب نبى الله عيسى واحداً من هؤلاء المتحصنين الخائفين أن يخرج وأن يبذل

نفسه ليرى ماذا فعل يأجوج ومأجوج في الأرض فيخرج وهو مستعد للقتل والهلاك فيرى هذه

الكرامة والمعجزة والآية فيرجع لنبي الله عيسى وينادي عليه وعلى أصحابه: أبشروا لقد

أهلك الله يأجوج ومأجوج )).

يقول المصطفى : ((ثم يهبط نبي الله عيسى مع أصحابه فلا يجدون موضع شبر إلا ملأه

زهمهم ونتنهم (الزهم: الدهن والشحم) لا يقوى الناس على هذه الرائحة الكريهة النتنة.

فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله أن يطهر الأرض من هذه النتن، فيرسل الله عز

وجل طيراً كأعناق البخت (أي كرقاب الإبل) فتحملهم فتطرحهم حيثما شاء الله ثم يرسل الله

مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر فيغسل الأرض حتى يتركها كالزَّلَقَة

(أي تصبح الأرض كالمرآة في صفائها ونقائها)

وحينئذ يقال للأرض أنبتي ثمرتك وردِّى بركتك

ويقول المصطفى : فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحاً طيبة تأخذ الناس تحت آباطهم فتقبض

هذه الريح روح كل مؤمن ومسلم ويبقى شرار الناس يتهارجون في الأرض تهارج الحمر (أي الحمير)

وعليهم تقوم الساعة

*****

سبب تسمية (ذو القرنين) بهذا الاسم

فقد ذكر المفسرون أن سبب تلقيب ذي القرنين بهذا اللقب هو: أنه بلغ قرن الشمس من

مطلعها، وقرنها من مغربها، فسمي لذلك ذا القرنين.

وقيل: لأنه كان له ضفيرتان من شعر، والضفائر تسمى قروناً، وقيل: كان له قرنان تحت عمامته، وقيل غير ذلك.

ولا يخفى أن هذه التفسيرات لم يقم على واحد منها دليل يجب الأخذ به - فيما نعلم -

وبالتالي فإن الأمر يظل أمراً غيبياً ،، والله أعلم


================================

نبذة عن حياة ذي القرنين

فذو القرنين المذكور في سورة الكهف في القرآن الكريم كان ملكاً صالحاً عابداً لله، وهذا ‏ظاهر
من خلال سياق القرآن

بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " وما أدري ذا ‏القرنين أنبياً كان أم لا" رواه الحاكم وأبو داود والبيهقي.

وهو - والله أعلم - غير الاسكندر المقدوني، وما ورد في حديث مرفوع أن ذا القرنين هو ‏الذي بنى الاسكندرية لا يصح

فقد قال ابن كثير عن هذا الحديث: " وفيه طول ونكارة ‏ورفعه لا يصح وأكثر ما فيه أنه من أخبار بني إسرائيل

والعجب أن أبازرعة الرازي مع جلالة ‏قدره، ساقه بتمامه في كتابه دلائل النبوة وذلك غريب منه
وفيه من النكارة أنه من الروم

وإنما الذي كان من الروم الاسكندر الثاني وهو ابن فيلبس المقدوني الذي تؤرخ به الروم،

فأما الأول فقد ذكر الأزرقي وغيره أنه طاف بالبيت مع إبراهيم الخليل عليه السلام أول ‏ما بناه،

وآمن به واتبعه، وكان وزيره الخضر عليه السلام

وأما الثاني فهو اسكندر بن فيلبس المقدوني ‏وكان وزيره أرسطاطاليس الفيلسوف المشهور. والله أعلم

وهو الذي تؤرخ من مملكته ‏ملة الروم ، وقد كان قبل المسيح عليه السلام بنحو ثلاثمائة سنة،

فأما الأول المذكور في ‏القرآن فكان في زمن الخليل عليه السلام، وقرب إلى الله قرباناً،

فالحاصل أن الذي ذكره مؤرخو الإغريق ليس هو الذي تحدث عنه القرآن.‏

================================

وبذلك يكون قد أنهيت الحديث عن يأجوج ومأجوج من المصادر اليقينية من كتاب الله والسنة

الصحيحة، وأنصح أحبابي أن لا يقفوا بعد ذلك وراء الأساطير والأوهام والإسرائيليات التي وردت في ذلك.

أحبتي في الله..

هذا وما كان من توفيق فمن الله وما كان من خطأ أو سهو أو زلل أو نسيان فمني ومن الشيطان

والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أكون جسرا تعبرون عليه إلى الجنة ويُلقى به في

جهنم ثم أعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه.



وصلِّ اللهم وسلم وزد وبارك على محمد صلى الله عليه وسلم
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس