عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09-01-2011
الصورة الرمزية المقداد
 
المقداد
كاتب مبدع

  المقداد غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 3563
تـاريخ التسجيـل : 12-02-2009
الـــــدولـــــــــــة : ضوء الظل
المشاركـــــــات : 1,283
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 89
قوة التـرشيــــح : المقداد تميز فوق العادة
افتراضي (قـِـــرى) فــي قريـتـنــــا .

(قـِـــرى) فــي قريـتـنــــا . (قـِـــرى) فــي قريـتـنــــا . (قـِـــرى) فــي قريـتـنــــا . (قـِـــرى) فــي قريـتـنــــا . (قـِـــرى) فــي قريـتـنــــا .

بسم اللــه الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
مع إطلالة أيام العيد ولياليه السعيدة وبعد أن من الله علينا بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه، أنتهز هذه الفرصة وأتقدم لكم كافة بأسمى آيات التهاني والتبريك راجياً من الله أن يجعلكم من عواده والفائزين بجناته.
أطالعكم بهذا الموضوع والذي أرجو من خلاله تأصيل ما مضى من الأفراح التي كانت تقام في جزء من قريتي فتشجى النفوس بحديثها و تأنس لبساطتها وعدم تكلفها، فدعوني يا كرام أن أداعب أحاسيسكم وأغوص بصحبتكم في بعض من ذكريات تلكم الأيام الخالية التي آمل أن تسعفني ذاكرتي الصدئة في استذكار ولو النذر اليسير منها.
بخُطى متباعدة توحي بالجدية وكأنه يُسابق الزمن أخذ يصعد الجبل المؤدي إلى بيتنا ولسان حاله يقول كم هو شاق على أهل هذه القرية صعود ونزول هذا الجبل كل يوم عدة مرات، أخذ يقترب من بيتنا شيئاً فشيئاً وأنا على عتبته الخشبية أرقبه بردائي الذي تم ترقيعه من الخلف بجزء من رداء آخر مختلف لونه وحيك بخيط من لون آخر! أرقب خطواته المتسارعه وما أن اقترب من مشراق البيت تنحنح وألقى التحية وسأل عن والدي الذي وصل للتو من مزرعته منهك الجسد حامداً الله أن كُتب له عمر جديد بعد أن أنقطع به الحبل الذي يستعين به في النزول والصعود من البئر وزلت قدمه وتهاوى نحو السقوط لولا عناية الله ثم سرعة تصرفه إذ تشبث جيداً بأحد أحجار طيً البئر.
لا أريد أن أطيل عليكم ويأخذ الحديث منحى آخر، فالمناسبة هنا سعيدة بقدوم هذا الجار البعيد نسبياً عنا, بعد أن أستأذن من والدي في استعارة الأتريك والقِدر وعدداً من الصحون النحاسية الكبيرة التي كان يمتلكها والدي لمثل هذه المناسبات بعد أن وصمها بعلامة ذات لون أحمر دلاله على صاحبها.
فرحت كثيراً بعد أن تأكدت أن الليلة عرس جارنا وسوف أذهب مع والدي إن لم أسبقه في الذهاب مع والدتي عصراً وأنا أُمنًي النفس وأعدها بالتقاط الحلاوة (اللوزية) التي عادة ما تكون حاضرة فتُنثر بشكل عشوائي من عدد من كبيرات السن في مثل هذه المناسبات لإدخال البهجة والسرور في نفوس الأطفال وكأنهن أردن أن يثبتن أن الفرحة لا تقتصر على العريس فحسب! .



لم أتوقف بيني وبين نفسي في ماذا أرتدي من ملابس !! فليس أمامي ثمة خيارات وذلك الثوب البني اللون الذي تزينه خطوط أخذت تذهب معالمها والمحفوظ داخل (بقشة) وضعت بعناية داخل (سحارة) عتيقة صدئة بسبب تقادم الزمن, أرتدي في مثل هذه الفرص التي نرقبها من حين إلى آخر بفارغ الصبر.
ما إن أخذ قرص الشمس يتجه رويداً رويدا نحو الغروب إلا و أنا بكامل جاهزيتي النفسية والمعنوية مستعداً للذهاب إلى حيث القرى. وعلى مسافة ليست ببعيدة تتشنف آذاني بسماع ما تعالى من زغاريد وقرع للطيران وأحث الخُطى نحو (المقرح) وهو أرض فسيحة اختيرت لإقامة القرى فيها علني أظفر ما منيت نفسي به من تجميع المزيد من الحلاوة اللوزية اللذيذة ذلك الوقت، ولم يخيب ظنًي رغم العدد الكبير من الأطفال اللذين سبقوني لتحقيق نفس الأمنية إلا أن ما استطعت جمعه من حلاوة ذهب أدراج الرياح لأن جيبي مشقوق.


يتبــع لاحقـــاً


المقـــــداد

التعديل الأخير تم بواسطة المقداد ; 09-01-2011 الساعة 12:49 AM
رد مع اقتباس