الموضوع: عيدكم لحمة
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 12-09-2008
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي عيدكم لحمة

عيدكم لحمة عيدكم لحمة عيدكم لحمة عيدكم لحمة عيدكم لحمة

عيدكم لحمة
في قريتي الصغيرة كان عيد الأضحى يطلق عليه العيد الكبير حيث تظهر مباهج العيد أكثر حضورا وفتوة في أيام وليالي النحر. ومع انتقالي إلى مدينة جدة من وقت مبكر (وفي الطفولة الأولى) تحولت مباهج العيد لتلتصق بعيد الفطر، وكان لذلك مايبرره في مدينة كجدة كونها ثغراً لبوابة مكة المكرمة حيث لم تكن هناك تنظيمات تحد من توافد الحجيج إلى مدينة جدة قبل الحج بأيام، لتتحول أزقة وشوارع جدة إلى بياض يرف من على أجساد الحجيج، وكانت هذه مثل هذه الايام موسما لسكان مدن (مكة وجدة والمدينة المنورة) يفرغ فيها السكان لخدمة الحجيج والانتقال معهم إلى المشاعر المقدسة ويبدو من هذا الفعل خرج المثل الشهير (حج وبيع سبح) إشارة إلى توأمة العبادة بالاسترزاق..كما أن انتقال أهالي المدن الثلاث إلى المشاعر ساعد في ظهور كثير من العادات والتقاليد كلعبة القيس على سبيل المثال حيث تقوم النساء بأدوار الرجال الغائبين بارتداء ملابسهم ولعب ألعابهم لإحياء الحواري وتحويلها تلك الأفراح إلى وسيلة لحفظ الأمن من اللصوص الذين يستغلون خروج الرجال والسطو على المنازل.
كان وضع جدة يسمح بترحيل فرحتهم للعيد الصغير (عيد الفطر) لكن أن يتم هذا الترحيل لبقية مناطق المملكة فهذا أمر أتصور أنه نتاج التفكير الواحد الذي سرى بين المدن الصانعة للفرح وبين المدن المتلقية لهذا الفرح.
وهناك مناطق استعارت مصطلح (عيد اللحمة) من الإخوة الأشقاء في مصر، كون مصر مصدرة للفرح أيضا من خلال قنواتها الإعلامية الضخمة في زمن مضى جعل أي فعل يحدث في مصر يتم ترحيله إلى بقية العالم العربي.
المهم أن العيد الكبير تحول إلى رأس خروف، حتى إن هذا المفهوم انتقل إلى أطفالنا ففي عيد الفطر تكون اشتراطاتهم زائدة حول الملبس وأماكن التنزه أما في عيد اللحمة فالمهم رؤية الخروف المربوط قبل ليلة العيد واللعب معه حتى إذا جاءت لحظة منيته تقافزوا فرحا.
وياليت يأكلوا لحمة العيد، فمع كثرة الدماء المسفوكة في هذا العيد وتبادل الجيران للحوم الأضاحي حتى لاتعود ثلاجتك قادرة على استيعاب ما يصلك تجد الأولاد وأم العيال يقفون على رأسك سائلين:
اش رايك نروح نتغذى في مطعم (س) عنده مشويات تجنن.
ساعتها لن تجن وإنما تتمنى لو تنحر صاحب الفكرة حتى يعرف أن اليوم تحديدا لايمكن تفضيل أي لحمة على لحمة خروف العيد.!
ولكن مع المعرفة الجديدة والمطالبة بحماية حقوق المرأة والطفل تلجم غيضك وتظل تتخيل وأنت تمسك برأس أكبر أولادك وتهزه هزا عنيفا:
- ياطلي.
ولن يفهم أن أمنيتك تذكيته مع بقية الأسرة، طبعا ليس تذكية بإراقة الدماء وإنما تذكيه شهوة الاستهلاك التي نمت فينا حتى أعمتنا عما نملك وما لانملك ومانحتاج ولانحتاج.
عيدكم لحمة.
رد مع اقتباس