الميزانية
سُحبت بعضها وسُلمت لمقاولين آخرين
تعثر مشاريع الـ 500 مليون في عروس المصائف
عبد الله المقاطي ـ ظلم
رغم الأهمية السياحية والاقتصادية للطائف ووقوعها على بوابة مكة المكرمة من جهتي الجنوب والشرق، إلا أن سكانها البالغ عددهم أكثر من مليون نسمة يعانون من تعثر وبطء تنفيذ المشاريع الحكومية التنموية والخدمية والتعليمية والصحية، ما انعكس سلبا على المحافظة وعلى تدني الخدمات المقدمة لسكانها وزوارها.
وتعثرت في المحافظة مشاريع صحية وتعليمية ومشاريع طرق سحبت بعضها من مقاولين وأسندت لآخرين، والمواطنون في الانتظار، شكاوى متعددة، مطالبات متكررة، آمال تعلقت، أحلام تلاشت، هذا هو حال سكان الطائف وضواحيها خصوصا مع المشاريع التي تضاعفت فترة تنفيذها دون أن تنجز رغم أهميتها.
وبلغ حجم المشاريع المتعثرة والمتأخرة في المحافظة خلال الأعوام القليلة الماضية أكثر من 500 مليون ريال، الجهات الحكومية تؤكد مسؤولية تعثرها على المقاولين.
«عكاظ» رصدت أبرز المشاريع المتعثرة في الطائف وضواحيها، والتي كلفت الدولة مليارات الريالات دون إن يستفيد منها المواطن أوالمقيم.
تعثر 14 مشروعاً تعليمياً
في قطاع تعليم البنين كشفت مصادر «عكاظ» عن تعثر وبطء العمل في نحو ستة مشاريع تعليمية، منها ثلاثة في الطائف، ومشروعان في الخرمة، وآخر في تربة، اتخذت الإجراءات اللازمة لإكمالها من غرامات على المقاولين وخلافه.
إلى ذلك أكد لـ «عكاظ» مدير الإعلام التربوي في تعليم الطائف عبدالله الزهراني بأنه لا يوجد أي مشروع تعليمي للبنين متعثر حاليا، مشيرا إلى أن هناك بطئا في تنفيذ مشاريع محدودة، واتخذت الإجراءات اللازمة ضد المقاولين العاملين فيها من قبل مدير عام تعليم الطائف محمد أبو راس، مع التنسيق مع إدارة شؤون المباني في الإدارة والتي تتابع هذه المشاريع عن طريق مهندسين عبر جولات مكثفة.
وفي تعليم البنات سحبت الإدارة خلال العام الماضي ثمانية مشاريع تعليمية متعثرة بقيمة 12 مليون ريال نتيجة تأخر المقاولين في تنفيذها، وسلمت الأسبوع الماضي لمقاولين جدد لإكمال تنفيذها منها مدارس دغبج والخيالة والكويكب وغيرها.
وأكد لـ «عكاظ» مدير تعليم البنات في الطائف سالم الزهراني أنه لا يوجد حاليا أي مشروع متعثر لتعليم البنات في المحافظة بعد سحب المتعثر منها العام الماضي وترسيتها على مقاولين جدد لإكماله.
250 مليوناً لمشاريع البلدية
وتتجاوز تكلفة المشاريع المتعثرة التابعة لأمانة الطائف والبلديات التابعة لها أكثر من 250 مليون ريال، إلا أن المتحدث الرسمي في أمانة المحافظة إسماعيل إبراهيم اعتبر هذه المشاريع المتعثرة التي رصدتها الأمانة محدودة جدا، مشيرا إلى أن غالبية المشاريع تنجز قبل انتهاء فترة العقود، وأكد بأن هناك أنظمة تطبق في حال رصد بطء في تنفيذ المشاريع، منها غرامات على المقاولين، إضافة إلى سحب المشاريع وغيرها من الإجراءات.
200 مليون لمشاريع الطرق
وهناك العديد من مشاريع الطرق التي تضاعفت مدة تنفيذها دون أن ينجز نصفها، ومنها على سبيل المثال طريق النصائف الذي يربط طريق الطائف ــ الرياض بنحو ست قرى وهجر، قبل أن يلتقي بطريق مهد الذهب ــ عفيف شمالا، وهو المشروع الذي تمت ترسيته على أحد المقاولين بتكلفة 81 مليون ريال بطول يتجاوز 160 كيلو مترا، ومن المفترض أن ينجز قبل عام، ولايزال العمل جاريا في تنفيذه بنسبة وصلت إلى 93 في المائة.
ومن مشاريع الطرق المتأخرة مشروع عقبة المحمدية بتكلفة 87 مليون ريال، ووضع حجر أساسه قبل ثماني سنوات تقريبا، ولايزال العمل جاريا في تنفيذه بنسبة 60 في المائة فقط.
ومن أبرز مشاريع الطرق المتأخرة مشروع الطريق الدائري الذي يربط الطريق الدائري الغربي بطريق الجنوب وطوله 17 كم، حيث لم ينفذ سوى 64 في المائة منه خلال السنوات الثلاث الماضية، رغم أنه يفترض اكتماله خلال شهر رجب الماضي.
وعلق مصدر في إدارة الطرق والنقل في المحافظة على تأخر تنفيذ مشاريع الطرق بقوله: «لا يوجد حاليا أي مشروع متوقف، وجميع المشاريع يتواصل تنفيذها وسط متابعة من إدارة الطرق والنقل».
توقف العمل في 3 مستشفيات
ومن المشاريع الصحية المتعثرة ثلاثة مستشفيات، هي المحاني 29 مليون ريال، مران أم الدوم 22 مليون ريال، قيا 19 مليون ريال بخلاف المشاريع الصحية الأخرى.
وأرجع الناطق الإعلامي في صحة الطائف سعيد الزهراني تعطل المشاريع الحكومية إلى المقاولين أنفسهم، وقال «بعض الشركات والمؤسسات لا تستطيع تنفيذ المشاريع الحكومية بالشكل المطلوب وليست لديها القدرة الكافية لتنفيذ هذه المشاريع التي تتزايد عاما بعد آخر، مقترحا إنشاء شركات حكومية كبرى تعمل بمنهجية القطاع الخاص لتنفيذ مختلف المشاريع الحكومية، وذلك بمشاركة المؤسسة العامة للتقاعد، المؤسسة العامة للتامينات الاجتماعية، والضمان الاجتماعي في هذه الشركات حتى تعود هذه الأرباح على المستفيدين من هذه الخدمات، وبالتالي فإن الشركات الحكومية يمكن أن تستفيد من المقاولين السعوديين للعمل تحت مظلة هذه الشركات ضمانا لعدم تأخير المشاريع الحكومية، مؤكدا أن صحة الطائف لديها حاليا نحو 100 مشروع بتكاليف تتجاوز المليار ريال، ولا يشكل التعثر أي رقم فيها، وإن كان سبق للشؤون الصحية أن سحبت مشروع مستشفى المحاني ومركزا للكلى من المقاولين بسبب التعثر، وسيتم اتخاذ نفس الإجراء في حالة التقاعس عن التنفيذ، مؤكدا في الوقت نفسه أن الشؤون الصحية اشترت خلال العام الماضي سبع أراض لإنشاء مراكز صحية جديدة عليها، كما يجري العمل حاليا لشراء 21 قطعة أرض للغرض نفسه.
يذكر أن الطائف شهدت في الأعوام الأخيرة اعتماد مشاريع تنموية عديدة، أبرزها ما أعلن عنه محافظ الطائف فهد بن معمر قبل أشهر قليلة عندما كشف عن تنامي تنفيذ المشاريع التنموية والتطويرية في المحافظة بتكلفة تناهز سبعة مليارات ريال، منها 1200 مليون لإنشاء وتعزيز محطات الكهرباء وتوصيل التيار للقرى، ورصد للمجمعات ومدارس البنين والبنات والمرافق 800 مليون ريال، و1400 مليون ريال لإنشاء ثمانية خزانات وشبكات صرف ومعالجة وأشياب، و500 مليون ريال لتنفيذ 19 مشروعا للطرق الجديدة واستكمال المشاريع الجاري تنفيذها، وأكثر من 631 مليون ريال لمشاريع البلديات تشمل القرى والهجر كافة، فيما رصد مبلغ 404 ملايين لإنشاء مستشفيات ومراكز صحية ومساكن ومبان إدراية، بينما يجري العمل في تنفيذ مطار الطائف الدولي، وسيبدأ العمل قريبا في تنفيذ مبنى مسرح سوق عكاظ والعديد من المشاريع التطويرية المهمة، وفي مقدمتها تطوير المنطقة التاريخية والوجهة السياحية للشفا والهدا.
النعيرية تنتظر مباني المراكز الصحية 3 سنوات
عبد الله الحكمي ـ النعيرية
استلم مقاول مشاريع مراكز صحية في النعيرية قبل أكثر من ثلاث سنوات وأخر تنفيذها طيلة هذه الفترة، دون أن يهتم بمباشرة العمل بحجة ارتفاع أسعار الحديد آنذاك، فيما أرجعت الشؤون الصحية التعثر لإعادة التصاميم بسبب تعديل فئة المراكز.
يقول المواطن خالد عبدالله «هذه الحفرة لم تتغير منذ ثلاث سنوات، واستحدثها المقاول لتشييد مبنى للمركز الصحي، وهي بالقرب من مواقف السيارات التابعة لمركز صحي النعيرية، والمراجعون يوقفون مركباتهم بجانبها وهنا مكمن الخطر، حيث يمكن أن تسقط فيها السيارات».
وأضاف أن المركز الصحي في مبنى قديم مشيد من الخشب منذ أكثر من 35 سنة، وهو أشبه بقفص خشبي مهترئ، وحتى الممرات متشققة وأسطحه متساقطة، ونأمل تشييد المبنى الجديد للمركز.
وقال أبو راشد (أحد المراجعين): هذا المشروع سلم للمقاول منذ أكثر من ثلاث سنوات، وليعطله المقاول حفر هذه الحفرة من أجل أن يقول إنه استلم المشروع وبدأ العمل في تنفيذه، وبعدها ترك الوضع هكذا دون أن يهتم بإكمال المشروع. وتساءل، أين الرقابة والمتابعة لمثل هذه المشاريع التي تدفع فيها الدولة الملايين من أجل راحة المواطن؟.
من جانبه، قال خالد «هناك مشاريع مبان لمراكز صحية في عدد من المواقع استلم المقاولون مشاريعها بعد أن رست عليهم المناقصات، ولكنهم لم يبدأوا في بنائها في قرى الكهفة، انطاع، الحسين، عتيق، وغيرها».
راشد محمد (من أهالي الكهفة) قال «إن مركز صحي الكهفة مستأجر، وقد إستبشرنا خيرا قبل أكثر من عامين عندما اعتمد إنشاء مبنى للمركز، ولكن مرت سنتان دون البدء في التشييد، ولا نعلم متى يبدأ البناء ومتى ينتهي».
واعترف مدير مستشفى النعيرية والمراكز الصحية نايف إبراهيم الفاضل، بأن المقاول استلم مشروع مبنى مركز صحي النعيرية ومركز صحي الكهفة منذ ثلاث سنوات، مشيرا إلى أن مديرية الشؤون الصحية حريصة على تأمين كل ما فيه مصلحة للمواطن.
وبين مدير العلاقات العامة والإعلام في وزارة الصحة الدكتور خالد المرغلاني، أن الشؤون الصحية في الشرقية وضعت جدولة للمشاريع، وقال «إن التأخير يرجع للتعديل في الفئات إلى الأفضل، مما أدى لإعادة التصاميم لهذه المراكز التي سيبدأ العمل في تنفيذها قريبا».
يذكر أن المقاول تسلم مركز صحي النعيرية قبل ثلاث سنوات وتأخر في البداية بسبب الغلاء الذي حصل في الحديد ومواد البناء، وبعدها أجرى التعديل من «فئة أ1»وهو من النماذج القديمة إلى مركز طب الأسرة الذي تنوي الوزارة اعتماده بدلا من المراكز القديمة، ولذلك عدل في المخطط والتصاميم، بالإضافة إلى زيادة مالية للمقاول، وسيبدأ العمل في تشييده قريبا وهذا ينطبق على بقية المراكز.
يذكر أنه بالإضافة لمركز صحي النعيرية هناك عدد من المراكز الصحية التي تأخرت وتعثرت منذ سنين وتم تأجيل بنائها وتعديل فئاتها في مليجة، الصرار، الكهفة، انطاع، الصرار، عتيق، الحسي، حنيذ، القليب، غنوى، الزغين، والصحاف.
وعلمت «عكاظ» أنه تم إعطاء الضوء الأخضر للمقاول للبدء في تشييد جميع هذه المراكز، فيما طالب عدد من المواطنين بتكثيف الرقابة والمتابعة للمقاول؛ لينجز عمله سريعا وبشكل سليم.