رد: عدمت قصائدي إن لم تروها
الشاعران المتألقان حسن عاب وسهيل العتيبي
اشكر لكما حضوركما وابداعكما
واهديكما وكل يقرأ
هذه الأبيات
أخا الشعر...
دع الليلَ يَستـــــشري، فزينتُه البَدْرُ***وإنْ لم يكــــــــنْ بَدْرٌ فأَنجــــمُه الزُّهْرُ
وإنْ لم يكن نجـــــــمٌ، ولا البدرُ طالعٌ***فلا تَبْتَئِسْ فاللــــــــــيلُ يَعْقُبُه الفَجْرُ
منابع نور الحـــــقِّ في الكون، لم تَزَلْ***يُداوَى بها قلبٌ ويُـــــشْفَى بها الصَّدْرُ
لشعركَ بُعْـــــدٌ في المَدَى، لو رأى المَدَى***مَدَاهُ، لطار الحَرْفُ واشتــــعل الحِبْرُ
ولو أبصــــرتْ أوراقُك البيضُ ما حوى***لما اسطاع سَطْـــــــــرٌ أنْ يلوذَ به سَطْرُ
لشعركَ معنىً، لو رأى الصَّــــخْرُ سرَّه***وما فيه من حُب لأنشَــــــــدَهُ الصَّخْرُ
أخا الشعر، يا من أنتَ للشـعر صاحبٌ***فمنكَ له سِرٌّ، ومنه لكَ الجَـــــــــهْرُ
أعيذكَ بالرّحمـــــــن أن تُغــــلقَ المدى***بوهمٍ، وأنْ يلـوي أَعِنَّتــــكَ الذُّعْـــــرُ
وأنْ تُبصر الدنــــــــــيا تموج بوهمها***فَيُرْهِبَكَ المـــــــــوجُ الذي ثار والبحرُ
أعيذُكَ بالرحمـــن أنْ تجـــــعل الأسى***طريقاً وأَلاَّ يَصْــــــحَبَ المحـنةَ الصَّبْرُ
وصَلْتَ بربِّ الكـــــون قلـــــبكَ راضياً***فمـــــا لك حَقٌّ في القُنـــــــوط ولا عُذْرُ
أخا الشـــعر، بابُ الشِّعر يُفْتَح حينما***يَرى قادماً يَنْهَــــــلُّ من وجهه العِطْرُ
لكَ اللُّــــــغَةُ البِـــــــكْرُ التي مَدَّ ظلَّها***كتــــــابٌ كريمٌ، والأحاديـــثُ والذِّكْرُ
وسَيَّرها في الكــــون أنَّ حروفَــــــــها***يجورُ عليها، مَن يقــول: هيَ التِّـــــبْرُ
لك اللغة البــــــكرُ التي من بــــيانها***جرى الحُسْنُ حتى قيل: هذا هو السَّحْرُ
أَنــرْ بالقــــــوافي المُــــــشرقاتِ مَفازةً***من الوهم، مَنْ تاهوا على دربـــــها كُثْرُ
أَنِرْها بإيمــــــــانٍ وصـــــــــدقِ مودَّةٍ***فعندكَ منها الرَّوْضُ والنَّبْـــــــعُ والنَّهْرُ
لدينكَ معنى ما تــــــقول، ولفظــــــُه***فشطر به يــعلو، ويســـــــــمو به شَطْرُ
أخا الشعر، أنْتَ الشعر، والشِّعر شامخٌ***إذا لم يُرِدْ إلاَّ رضا ربِّــــكَ الشِّـــــــــعْرُ
عبدالرحمن العشماوي
|