عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 07-19-2009
الصورة الرمزية صقر قريش
 
صقر قريش
مشرف الأقسام التعليمية

  صقر قريش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2814
تـاريخ التسجيـل : 22-08-2008
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 31,556
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 596
قوة التـرشيــــح : صقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادةصقر قريش تميز فوق العادة
افتراضي ضعف مستوى الطلاب وغياب مؤشرات الأداء!

ضعف مستوى الطلاب وغياب مؤشرات الأداء! ضعف مستوى الطلاب وغياب مؤشرات الأداء! ضعف مستوى الطلاب وغياب مؤشرات الأداء! ضعف مستوى الطلاب وغياب مؤشرات الأداء! ضعف مستوى الطلاب وغياب مؤشرات الأداء!

ضعف مستوى الطلاب وغياب مؤشرات الأداء!
لأحد 1430/7/26 هـ. الموافق 19 يوليو 2009 العدد 5760 الاقتصادية
أ.د. رشود الخريف
ألاحظ ضعف مستوى أداء الطلبة في الجامعة خلال السنوات الأخيرة. وبعد ملاحظة هذا الخلل، سألت نفسي: هل هذا انطباع وشعور ذاتي أم هو حقيقة مؤلمة؟ لم أعتمد – أبداً - على هذا الانطباع، ولا على درجات طلابي في المقررات التي أقوم بتدريسها، فسألت أحد الزملاء، وأيّد - متألماً – هذه الملاحظة. لم أكتف بذلك، بل طرحت هذا التساؤل على عدد من الزملاء، ففوجئت بوجود الملاحظة نفسها لدى كثير منهم.
وانطلاقاً من المنهج العلمي، فإن التكهنات والمشاعر والملاحظات ليست دليلاً قاطعاً على حجم المشكلة وأبعادها، لأن هذه المعطيات لا تستند إلى معلومات دقيقة ومؤشرات مقننة، ولكنها صفارات إنذار على أقل تقدير. وعدم وجود إجابات شافية عن هذه التساؤلات والملاحظات المقلقة، لا يعني عدم وجود جهات مسؤولة ومتخصصة في هذا الشأن. فالمركز الوطني للقياس والتقويم، والهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي، ومشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم، كلها مؤسسات موجودة منذ فترة ليست قصيرة. ولكننا لم نسمع أو نقرأ تقريراً عن ارتفاع مستوى الأداء في سنة مقارنة بأخرى، أو تحذيرات من انخفاض الأداء في الرياضيات أو العلوم أو النحو مقارنة بأعوام ماضية أو دول أخرى؟ وهنا نتساءل: هل لدى هذه الجهات معلومات ومؤشرات يفضلون الاحتفاظ بها لأنفسهم؟ لا ندري!
في الحقيقة، نسمع من وقت لآخر خبراً يفيد أن أداء الطلاب الأمريكيين في مادة الرياضيات أقل (أو أكثر) من أداء الطلاب في اليابان بكل شفافية ووضوح، ثم تبدأ المؤسسات التعليمية في تلك الدول إصلاح شأنها وتلمس مواطن الخلل والقصور. ولكننا لم نسمع أبدا أن أداء الطلاب في بلادنا أعلى (أو أقل من) المعدلات الدولية في الرياضيات والعلوم ونحوها.
لن نحقق طموحات قيادتنا وأهداف خططنا التنموية، ولن نُسرِّع الخطى نحو التقدم ومواكبة الأمم الأخرى، ما لم نحقق الجودة في التعليم من خلال إحداث تطوير حقيقي، وإيجاد معايير دقيقة لقياس جودة مخرجات التعليم، وتعزيز مبدأ الشفافية، ونبذ المجاملات، وهذا ما يحث عليه خادم الحرمين الشريفين. لذلك كان – يحفظه الله - وراء التوسع في إنشاء الجامعات، وزيادة الإنفاق على التعليم، وإيجاد برامج متعددة، مثل برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث، وقبله مشروع خادم الحرمين الشريفين لتطوير التعليم.
ولا ننكر إحراز بعض التقدم في هذا المجال، خاصة فيما يتعلق باختبارات القدرات والتحصيل ونحوها التي ستسهم - بإذن الله - في رفع مستوى التعليم في المستقبل. ولكن هذا لا يكفي، فكثير من المهتمين بالتعليم يتساءلون عن أداء أبنائنا وبناتنا مقارنة بالأمم الأخرى، لأن بناء الإنسان هو السبيل لتحقيق التنمية المستدامة في بلادنا، فعائدات النفط لن تستمر إلى الأبد، والتعليم الجيد – كما يُقال – هو المفتاح السحري للتقدم وتحقيق التنافسية مع الأمم الأخرى.
في الختام، نطمح إلى وجود معايير دقيقة لمستوى أداء الطلاب، وشفافية في النتائج، إن لم تكن للعامة في بداية الأمر، فتكون للمدارس، حيث تُبلغ المدارس بمؤشرات أداء طلابها في فروع العلم، وخاصة الرياضيات والعلوم، واللغة العربية، وتنبه أي مدرسة يتكرر تدني مستوى أداء طلابها. وهذا – أيضاً - لا يكفي، بل لا بد من العمل الجاد لإصلاح مقومات العملية التعليمية (المعلم، المنهج، والبيئة المدرسية)، مع دعواتي للجميع بالتوفيق.
رد مع اقتباس