عرض مشاركة واحدة
قديم 08-15-2011   رقم المشاركة : ( 17 )
أبو عبدالرحمن
المشرف العام

الصورة الرمزية أبو عبدالرحمن

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2
تـاريخ التسجيـل : 29-07-2005
الـــــدولـــــــــــة : وادي جفن
المشاركـــــــات : 17,068
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 4291
قوة التـرشيــــح : أبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادةأبو عبدالرحمن تميز فوق العادة


أبو عبدالرحمن غير متواجد حالياً

افتراضي رد: يوم رمضاني في ذاكرة طفل ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المقداد مشاهدة المشاركة
وصلت بنا الذاكرة حول الحديث عن وجبة الإفطار بعد يوم طويل من الصيام والعمل الشاق , فمنظر التفافنا حول سفرة الطعام منذ نهاية الأصيل يوحي أن هناك أحشاء خاوية , ونظرات متعبة , تدور باحثة عن طعام .

هناك على طرف من باحة الدار تقبع مسنة , قد كمرت نارها في المنقل بوعاء نحاسي عتيق تعرجمت أطرافه وصخم قعره ولم يعد ذا فائدة مرجوة منه الا في هذا الشأن ! و قبل هذا كله اعتنت بمجرفتها وحكها بالملقاط إزاء ما علق بها من عجين ! ورشها بالماء ثم تجفيفها بالرماد .
ولجت بيتها تحمل بقشتها التي حوت الشراغيف , والقطايف الرقيقة , قبيل الأذان بدقائق معدودة .
في تلك اللحظات يكون المقداد قد أتخذ موقعه المعتاد على هضبة منيفة جوار البيت يستمع صوت المدفع في مناخات هادية وهوالذي يسبق الآذان بدقيقتين أو ثلاث ! حتى إذا ما سمعه صاح بصوته داعياً أهل البيت للإفطار .
تمتد الأيدي إبتداءً بتمرة وماء ثم يؤكل إيدام الفلفل والطماطم الذين قد حشيا بالرز , سيما تلك القطايف الرقيقة التي تم دهنها بالسمن البري ورش فوقها حبات السكر الناعم .

كان الإفطار مرحلة واحدة غير قابلة للاستئناف , فإذا ما شبعنا ذهبنا لنلحق بصلاة المغرب لنعود مرة أخرى لتناول الشاي .
ترتمي عشوائياً تلك الأجسام الصغيرة بالغرفة وربما غالبها النعاس قبل أن تبدأ سهرة ليلية رمضانية بعد صلاة التراويح قد تقدمها حلى التطلي أو الكاستر , وهو ما أشار إليه مراسل ثقيف في موضوعه .

كان للسهر في هذه الليالي مذاقاًَ آخر إذ إننا لم نعرف السهر أبدا إلا في ليالي رمضان كما أن أبي سمح لنا ببقاء فتيلة الاتريك موقدة حتى ساعة متأخرة من الليل , ومن خلال ذلك نمارس بعض تلك الألعاب المسلية تارة , وأخرى جلسنا نستمع بعض الحكايات التي تروى وفي ظني أنها أجمل مغامرات يستمع لها من هم بمثل سني !!

لا شيء أكثر من هذا البرنامج اليومي الرمضاني المعتاد فنحن مابين شغل وجلد , وصبر على الصيام في فصل الصيف , وبالطبع لم نكن ننسى حظنا من التسلية والترفيه في بعض سويعات الليل .

ولك عزيزي الثمالي الأصيل أن تستبين الفرق بين تلك الحياة البسيطة وبين حياتنا اليوم , ولست بآسف لو بحت لكم أنني حقاً أشتاق لذكر تلك الأيام البعيدة والتي جمعتنا بأناس البعض منهم تحت التراب , نسأل الله أن يغفر لهم ويعفو عنهم وأن يجمعنا بهم وبكم أجمعين في مستقر رحمته , اللهـــــــم آميــــــن .

هذا ما استطعت تذكره وتدوينه لكم وإن كنت على يقين تام أن هناك ذكريات كثيرة لم آتي على ذكرها وظني بأن البعض منا يملك الشيء الكثير منها .

فرجائي على من يستطيع تدوين تلك الذكريات الا يبخل ويحرم من شغف قلبه حب الماضي بكل تفاصيله وآلامه وأحزانه وأفراحه ..

المقداد
تتمة رائعة

أرى أن ننسخها مع الحلقة الأولى
آخر مواضيعي
  رد مع اقتباس