عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10-28-2008
الصورة الرمزية عثمان الثمالي
 
عثمان الثمالي
ثمالي نشيط

  عثمان الثمالي غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 30
تـاريخ التسجيـل : 13-08-2005
الـــــدولـــــــــــة : الطائف
المشاركـــــــات : 35,164
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 30
قوة التـرشيــــح : عثمان الثمالي محترف الابداع
افتراضي أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟!

أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟! أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟! أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟! أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟! أزمة مالية.. أم أزمة إدارة؟!

الاقتصادية السعودية الثلاثاء 28 أكتوبر 2008 7:16 ص

فهد بن عبد الله القاسم

المساهمات العقارية الألعوبة, انهيار شباط (فبراير) 2006, قضايا توظيف الأموال, الإرهاب, التضخم, شح الحديد والأسمنت, انقطاع المياه عن المدن والقرى, انقطاع الكهرباء بشكل متكرر, عدم قدرة الموانئ على استقبال السفن, وأخيرا انهيار النظام المصرفي العالمي والأسواق المحلية.
قائمة مختصرة لما أتذكره فقط من ضربات موجعة لاقتصادنا ولمجتمعنا وللمواطنين، كثير منها تحت الحزام، ومع الأسف عندما تحدث نشعر بغصة الانفصام بين المجتمع والمؤسسات الحكومية المسؤولة .
معظم المؤسسات الحكومية تشعر بمسؤوليتها فقط بعد توجيهات الملك أو مجلس الوزراء بالتوجه لحل المشكلة !! وكأني بأغلب المسؤولين بعد كل أزمة ينتظرون توجيه أولي الأمر, فإن لم يحدث توجيه فالمطلوب منهم التجاهل, أي مسؤولية هذه التي يتحملونها أو يعملون لأجلها؟!
على الرغم من العديد من الأزمات التي واجهتنا في العقدين الأخيرين تحديداً إلا أن ردود أفعالنا - إذا وجدت - فإنها مع الأسف تتسم بالبرود والبطء والعشوائية، على جميع المستويات، التحوط للأزمات ومعرفة المشكلة وتحليل المسببات واتخاذ الإجراءات اللازمة لمواجهتها والتأكد من عدم تكرارها ومعالجة آثارها .. إلخ، كلها مصطلحات موجودة في كل مكان إلا في أجندة المسؤولين.

لا أعرف ولم أسمع عن أي حالة تمت فيها محاسبة أي مسؤول عما يحدث في جهازه من تقصير أو أخطاء أو فساد, كما لا أعرف و لم أسمع أيضاً عن أي مسؤول تمت مكافأته نتيجة أداء جهازه المتميز.
استشراف المستقبل مصطلح مشتق من عصر الديناصورات، وأبعد من يكون عنه المسؤولون الحكوميون، ولا أعرف فيما أعرف أي جهة حكومية سبق أن أصدرت تصريحاً أو تقريراً يعطي توقعات مستقبلية أو احتمالات متوقعة الحدوث أو الاستعداد لأزمة قد تنشب فيما عدا جهود وزارة التخطيط بحكم عملها الذي يفرض عليها ذلك, فالتخطيط يكون للمستقبل وليس للماضي.
لما عصفت بنا تسونامي المالية وجدنا أنفسنا كمن يسبح في وسط شلال أو يطير في وسط عاصفة .. الشركات العالمية تعلن إفلاسها, والمصارف تهدد بإشهار الإفلاس والحكومة الأمريكية تترنح تحت ضغط الأسواق، والدولار الأمريكي أصابه الذهول .. كل ذلك يجري تحت سمع ونظر الجهات المسؤولة . . ولا أستثني أحدا .. ومع ذلك لم يظهر علينا مسؤول واحد يتحمل مسؤولية ما سيقول.
في آخر رمضان وصلت الأزمة ذروتها ورحمنا الله بالعيد .. فنسينا الأسواق لعدة ساعات .. استطعنا فيها التقاط الأنفاس .. ولم نر أحدا من المسؤولين وكذلك لم نسمع من أحد في حين كانت الصحف ووسائل الإعلام ملتهبة والتغذية السلبية في ذروتها، وقد قربت الفضائيات البعيد، والإنترنت جعل من العالم قرية صغيرة .. فما حدث في نيويورك على بعد آلاف الأميال حرك الأحجار والتراب والماء في العالم أجمع، لم يتحرك المسؤولون إلا بعد احتراق مالطة .. ومع الأسف لم تكن هناك رؤية للأزمة ولكنها اجتهادات متناثرة يميناً وشمالا لم تشف الغليل ولم تداو السقيم.
كنت أتوقع على الأقل منذ بداية الأزمة خلال شهر رمضان المبارك أن تصدر بعض التصريحات المطمئنة من المسؤولين .. كنت أتوقع اتخاذ إجراءات وقائية سريعة لطمأنة المواطنين .. كنت أتوقع أن تعقد اجتماعات متوالية على المستويين المحلي والإقليمي لدراسة أثر الأزمة المالية في اقتصاداتنا المحلية .. وأخيرا وليس آخرا كنت أتوقع أن تشكل غرفة عمليات (من القطاعين العام والخاص وأولي الخبرة) مهمتها متابعة الأزمة وطمأنة المواطنين واستشراف الآثار المباشرة وغير المباشرة في اقتصاداتنا واتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتنا من الآثار التي من المتوقع أن تعصف بكثير .. وما زلت أنتظر تشكيل غرفة العمليات هذه قبل أن يدخل اقتصادنا العناية المركزة!
كم بيتا في المملكة توجد فيه طفاية حريق؟ كم شخصا يعرف كيف يشغل هذه الطفاية؟ كم بيتا من بيوتنا توجد فيه إسعافات أولية؟ كم مواطنا سعوديا مدربا على الإسعافات الأولية؟ كم شركة وإدارة حكومية لديها خطة إخلاء للطوارئ؟ كم من مستخدم لجهاز الحاسب الآلي لديه نسخة معلوماتية احتياطية؟ كم مواطنا ومقيما يحفظ أرقام هواتف المرور والحوادث والطوارئ والهلال الأحمر؟ كم .. وكم .. وكم .. أسئلة حائرة تتيه في كم كثير من القصور في ثقافة التحوط للأزمات فضلا عن خطط الطوارئ لمواجهتها، وإذا كانت هذه موجودة على مستوى الفرد فيجب ألا نتوقع أن يكون المجتمع والجهات الحكومية مختلفة عنها.
لدينا مشكلة إدارة في وقت الرخاء .. ولدينا مشكلة مماثلة في الظروف العادية .. فكيف بنا وقت الأزمات .. هل تلجأ الدولة إلى استحداث مجلس أعلى لإدارة الأزمات؟ أم تقوم باستحداث وزارة لهذا الغرض؟ أم نشكل لجنة مخصصة لتزويدنا بالخيارات والحلول وقت الأزمات؟ أم .. أم، حقيقة الأمر أننا لم ندرب أنفسنا كمواطنين ومسؤولين ومؤسسات على العمل والتصرف إبان الأزمات، والأسوأ من ذلك أننا لا نعلم أننا لا نعلم أو نتجاهل أننا لا نعلم, وهذه مصيبة، والمصيبة الكبرى ألا نتعلم من هذا الدرس الأليم.
إن الاستثمار الحقيقي الذي لن يتبخر مع أي أزمة أو مشكلة هو الاستثمار في الإنسان، وصنع الثقافة والبيئة الإيجابية المحيطة التي تجعل من كل مواطن سعودي مصدر إشعاع، ومصنع إبداع، وقيادة متحركة بتوجيه ذاتي. إذا بنينا الإنسان الملتزم المثقف الواعي المنضبط المجتهد القوي الأمين، فنحن نكون المجتمع القوي المتماسك، وبالتالي ستنتج الحضارة التي تحمي الأمة في الأزمات وفي سائر الأزمان.
قاعدة السلامة إذا عملت واجتهدت وأخطأت فلن يرحمك المجتمع والإعلام والمسؤولون .. الأسوأ من ذلك أنك عندما لا تعمل شيئا فلن يحاسبك أحد.
توقيع » عثمان الثمالي
رد مع اقتباس