الموضوع: "الفاقــة"
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03-09-2012
الصورة الرمزية مراسل ثقيف
 
مراسل ثقيف
كاتب مبدع

  مراسل ثقيف غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 4420
تـاريخ التسجيـل : 28-07-2009
الـــــدولـــــــــــة :
المشاركـــــــات : 950
آخــر تواجــــــــد : ()
عدد الـــنقــــــاط : 271
قوة التـرشيــــح : مراسل ثقيف تميز فوق العادةمراسل ثقيف تميز فوق العادةمراسل ثقيف تميز فوق العادة
افتراضي "الفاقــة"

"الفاقــة" "الفاقــة" "الفاقــة" "الفاقــة" "الفاقــة"

بداية أرحب بالقائمين على هذا المنتدى وبكم جميعا ويسرني أن أقدم لكم هذه المشاركة التي تحكي جانبا من ماضينا العريق، ونحن نعيش هذه الأيام مع قلة الأمطار وندرتها وتصحّر الأرض نسأل الله تعالى أن يغيث البلاد والعباد. فقد بحثت في معاجم اللغة عن معنى كلمة "الفاقة" وهي عنوان موضوعنا هذا وقد وجدت معناها على قلة ماكتب عنها أنها الفقر والعوز وشدة الحاجة بينما معناها عندنا وفي تراثنا قد يكون عكس ذلك المعنى تماما فهي تعني كثرة الأمطار والسيول وإخضرار الأرض والمراعي ويقولون البلاد فيّقت أي إخضّرت ونمت وإنتجت ولا أدرى عن إختلاف تفسير الكلمة بين المعنى الفصيح ومعناها بالشعبي عند أهل القرى والفلاحين وإن كانت إجتمعت في شدة الحال بين الفقر الشديد والأمطار الكثيرة، وسوف أكتب لكم هذه القصة عن الفاقة والتي عايشت جانبا منها:


إجتمعت الأسرة على وجبة الغداء والكل مستبشر بما منحه الله تعالى من كثرة الأمطار والسيول التي حضيت بها القرية فقد إرتوت البلاد وسالت الأودية والشعاب ولا زالت السيول تجري في الوادي لليوم الرابع على التوالي وتناول الجميع غدائهم في أجواء أسرية سعيدة فقد كانت الوجبة معدوسا بالسمن البري وهو ما تعودوا على أكله عند نزول الغيث والأمطار حتى أن بعض الأسر كانت تأخذ من مياه الأمطار الصافية وتطبخ به هذه الوجبة اللذيذة لإعطائها نكهة ومذاقا خاصا سيما وان الماء نازل للتو من السماء (ونزلنا من السماء ماءً مباركاً) نرجع لموضوع النقاش الذي دار في ثنايا هذه الوجبة أو محور الحديث فيها هي الأمطار ولا غير الأمطار فقد كان الوالد يحدثهم ويذكر لهم أنه لم يشاهد طوال عمره وهو في الستينات من العمر أمد الله في عمره أمطارا بهذه الكثرة وهذه الغزارة التي نزلت في تلك الأيام وذكرت الفتاة أن من الأشياء العجيبة أن أهل القرية صلوّا في الأسبوع الماضي صلاة الإستغاثة وتضرعوا إلى الله ودعوا الله والذي بسبب دعائهم وإنكسارهم وحاجتهم وإلحاحهم على ربهم إستجاب الله لهم وسقاهم ماء طهورا. وذكر الأب بعض الأوامر أو نقول بعض الإقتراحات لأبنائه وأسرته (لا نريد أن نعكّر صفوهم) في تلك الجلسة للتعامل مع هذا الخير وهذه البركة النازلة من رب العباد ومنها أمر أحد الأبناء بأن يذهب للسوق ويشتري بعض الحبوب والثمار والتي سوف يقومون بزراعتها في ذلك الموسم مع الأخذ في الحسبان دخول الصيف الذي شارف على الدخول وطلوع نجمه ذلك الصباح، كذلك أوعز لأحدهم إحضار الحراثة لحراثة الأرض ودمسها وتسميدها قبل أن تطلع البغرة وقبل جفاف الأرض لكي لا يصعب حرثها وذكر لهم بأنه سوف يدعوا بعض أبناء القرية لمساعدته في حراثة الأرض وخدمتها وهو مايعرف بنظام الفزعة الذي كان متعارف عليه في قديم الزمان فكما هو محتاجهم في ذلك الوقت هم كذلك قد يحتاجونه في قادم الأيام وأن كان الوضع العام لا يسمح في تلك الفترة بالفزعة سيما وأن الأمطار والسيول كانت عامة أرجاء البلاد والكل كان مشغول في بلاده ومزرعته..

وللحديث يقية..
توقيع » مراسل ثقيف
سبحان الله .. الحمدلله ..لا إله إلا الله .. الله اكبر ..

التعديل الأخير تم بواسطة مراسل ثقيف ; 03-09-2012 الساعة 03:43 PM
رد مع اقتباس