[صقر قريش]

الجزيرة: الخميس 06 جمادىالآخرة 1431 العدد 13748
ميثاق أخلاقيات مهنة التربية متى يرى النور؟!
شاكر بن صالح السليم
طالعتنا وزارة التربية عبر الصحف حول تغيير اسم إدارة قضايا المعلمين إلى إدارة قضايا شاغلي الوظائف التعليمية، وهذه الخطوة تبعها أو سبقها الإعلان عن الدليل الإجرائي لقضايا شاغلي الوظائف التعليمية، وتعد هذه أهم خطوة على مستوى علاقة المعلم بوزارته وإداراته التعليمية، وبداية جميلة لخطاب تربوي متوازن.
الخطوتان - تغيير اسم الإدارة وإقرار الدليل كتجربة لتعميمه بعد اكتماله - تستحقان فعلاً أكثر من مقال، وبناءً على ما يمكن الركون إليه في نظام استغلال الإنتاج الفكري وجواز ذلك أرى أن من الضروري إكساب المعني بالقضايا وغيره، المطلوب منهم، نحو تغيير ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم إلى ميثاق مهنة التربية؛ لأن التربية تشمل التعليم، ولتضمينه ما يخص المدير والمعلم والمشرف والمرشد ومحضر المختبر، وكل من يعمل في ميدان التربية داخل وخارج المدرسة بصياغة مستقلة.
ثقافة المعارف أو التعليم فقط تعرضت لمحاولة تصحيح، من خلال تغيير اسم وزارة المعارف، إلى وزارة التربية والتعليم، والميثاق يعكس صورة غير متناسقة مع تغيير اسم وزارة المعارف؛ ولذا أرى أن تغيير الميثاق واسمه والنص على أنه ميثاق للتربية أفضل بلا شك.
والسؤال الذي يسبق الاقتراح: لماذا هذا التغيير؟ أشعر أن هذا التغيير سيحيل الشعور الدوني لدى المعلم إلى تفكير يدعو إلى التشارك والمشاركة مع المعلمين المباشرين للتدريس من قبل كل شاغلي الوظائف التعليمية وغيرهم ممن يرتبط بالعملية التربوية والتعليمية.
كأني بالميثاق لمهنة التعليم يخرج من دائرته مديري المدارس ونحوهم أو هكذا يشعر البعض، وآن الأوان أن يكون الميثاق واسمه جامعاً مانعاً؛ ليشارك في وضع تصورات جديدة داخل الميدان وخارجه.
من التصورات المهمة أن الجميع في خندق واحد، يعمل من أجل هدف واحد، وهو الطالب ومستقبله؛ ذلك أن التصرف المثالي هو أن يكون للمدير باب خاص في ميثاق تربوي، للتعامل مع المعلم، فلا يظلمه ولا يحابيه ولا يتحزب ضده ولا يثير النعرات أمامه ولا من خلفه، ولا يأتيه بوجه ويقرر بوجه آخر، ولا يحمله ما لا يحتمل، وأيضاً يعمل من أجل توازن العمل وتوزيع الفرص والعدالة في ذلك، من دون عصبية ولا شللية ولا مزاجية.
وكما يطالب المعلم بضرورة ضبط خطابه تجاه الطالب وغيره، فكذلك يجب ضبط الخطاب التربوي من قبل من يواجه المعلم ويتحدث إليه؛ فكما يرغب الجميع في خطاب متوازن من المعلم تجاه الطلاب، فكذلك على مدير المدرسة والمشرف التربوي ألا يتلفظ على المعلم داخل الفصل وأمام طلاب المعلم بما يسيء إلى علاقتهما، وهذا مثال ما يمكن تضمينه في الميثاق في باب خاص بالمدير والمشرف وغيرهما.
الميثاق التربوي يمكن أن يعمم ليشمل التعليم العالي والفني والمهني أيضاً، نحو خطاب تربوي متجدد، على أن يكون لكل جهة ميثاق تربوي مستقل يُعنى بردم الهوة بين المعلمين ومديري المدارس وبين المعلمين والمشرفين وبين المشرفين والمشرفين عليهم وبين المعلمين وجميع أفراد المجتمع، وكذلك ردم الهوة بين الأكاديميين ورؤساء الأقسام والعمداء، وبين المدربين الفنيين ومن يشرف عليهم، ولا يمنع أن يكون ذا صبغة تعنى بحصانة الجميع.
ألوان الخطاب التربوي غير المرغوب فيه لا يمكن تناولها بالتفصيل من خلال مقال، ولكن يمكن أن يفتح لها المجال في دوائر خاصة؛ لتتمكن وزارة التربية والتعليم وغيرها من صياغة ميثاق تربوي يشمل الجميع.
ربما يستقل البعض مثل هذا الاقتراح، ولكنه في الواقع يمثل حجراً مهماً في مسيرة العلاقات التربوية بشكل عام، ويشكل ما اهتم به من خلال مشروع تجديد الخطاب التربوي، والذي أشرت له قبل بضع سنوات. قد يقول قائل إن ميثاق مهنة التعليم أوضح معنى المصطلحات؛ فالمعلم يقصد به المعلم والمعلمة والقائمون والقائمات على العملية التربوية من مشرفين ومشرفات ومديرين ومديرات ومرشدين ومرشدات ونحوهم، والرد عليه بأن الميثاق لم يتحدث بشكل مفصل عن دور المدير ولا المشرف ولا المرشد، وتخصيص أبواب مستقلة، توضح العلاقات والسمات ونحو ذلك، وخصوصاً في وقت يشعر المعلم فيه بأنه هو فقط المسؤول. أعلم وأدرك أن وزارة التربية والتعليم تسعى نحو خطاب تربوي مميز، ولتقرير مواقف جميلة مع المعلم المباشر للتدريس؛ ولذا فمقالي يعزز دورها ويغرد حيث تغرد وزارة التربية والتعليم.. وفق الله الجميع لكل خير.